دخلت " كاميليا " مكتبة الثانوية و اتجهت إلى " هرم الكتب " بحثا عن " اولِفر " لكنها لم تجده لا داخل الهرم و لا خارجه فاستغربت الأمر متسائلة أين يمكن أن يكون ، ثمّ تقدمت من إحدى التلميذات التي كانت تجلس في مكان ليس ببعيد عن " هرم الكتب " كاميليا : آسفة للإزعاج يا آنسة أريد أن أسال هل تعرفين أين يمكنني أن أجد الطالب الذي يقرأ الكتب داخل الهرم ؟ كاميليا : أقصد إذا لم يكن داخل الهرم أين أجده ؟ الفتاة : آ ... آسفة لقد رأيته يصعد الدرج إلى فوق ، لكن أريد أن أعرف لما تبحثين عن غريب الأطوار ذاك ؟ كاميليا : شكرا على المعلومة ( و ذهبت مسرعة إلى فوق ... ) الفتاة : لماذا لم تجبني ؟! ... واضح ، غريبة أطوار هي أيضا صعدت " كاميليا " الدرج إلى الطابق الأول فلاحظ " اولِفر " يحمل الكثير من الكتب نازلا من الطابق الثاني ، فأسرعت لمساعدته كاميليا : صباح الخير ، سأحمل بعضها للمساعدة اولِفر : صباح الخير ، لا داعي لذلك ( لكنها حملت البعض قبل أن ينهي جملته عندها قال ) أنت عنيدة جدا يا آنسة ، ربما عنادك سيوفقك في بعض المواقف لكنه سيفسد البعض الآخر ، عليك أحيانا أن تتراجعي كاميليا ( منزعجة قليلا مما قال ) : كل ما أردته هو أن أكون مفيدة ، بالنسبة لي البشر جميعا إخوان يساعدون بعضهم البعض ، و أنا لست من النوع الذي يبقى مكتوف اليدين فيما يرى الآخرين يعملون اولِفر : قصدت نصحك لا عتابك كاميليا : لا باس وصلت الرسالة توقف " اولِفر " عند إحدى الطاولات ووضع ما كان يحمله عليها و فعلت " كاميليا " بالمثل ، جلس على الكرسي و قال لها : حسنا ... كل هذه الكتب من أجل فكرة لموضوع المسرحية ... كاميليا : تحتاج كل هذه الكتب من اجل الموضوع ! اولِفر ( نظر إليها نظرة استغراب ) : ما الذي تقصدينه ؟ كاميليا : قصدت أن قراءة كل هذا يأخذ الكثير من وقتك و أنا لا أريد أن أكون عبئا على أي أحد اولِفر ( ابتسم و قال ) : أنا لا افعل ذلك لمساعدتك فقط إنما من أجلي أيضا كاميليا : من " أجلك " ما الذي تقصده ؟ اولِفر : " مارك كيلر " هو أخي ، أنت تعرفين ذلك ، صحيح ؟ كاميليا : نعم أخبرتني صديقاتي البارحة بذلك اولِفر : لكنك قلت البارحة انك لا تعرفينني ! كاميليا : صحيح لأن ما تتحدث عنه حدث قبل البارحة و صديقاتي تحدثن معي في الموضوع البارحة و ذلك لأنهن رأينني آخذك إلى الممرضة " قبل البارحة " ، قالت لي إحداهن انك تتجنب التحدث مع الآخرين لان من سبقهم قصدوك فقط لاستغلالك في الدراسة و أنا لا أريد أن اظهر بتلك الصورة اولِفر : لا داعي لكي تبرري كل شيء لأنك لا تبدين بتلك الصورة ، على أي حال نعود لموضوع المسرحية ، إنه الموضوع الذي لم ينجزه نادي المسرح أبدا ... اولِفر : بما أن المسرحية ستتصادف السنوية 75 لافتتاح " ثانوية النجاح " فالفكرة ستكون " الأحداث التي وقعت و تم بفضلها افتتاحها كاميليا : إنه موضوع ممتاز! ( و هي تفكر مع نفسها ) لكن القصة قديمة من أين سأحصل على المعلومات اللازمة لانجازها اولِفر : ليست مشكلة لأنني حصلت على كل ما احتاجه من أرشيف المكتبة فيما يخص الموضوع ، و هي الكتب هنا ( مشيرا على تلك التي ساعدته " كاميليا " في حملها ) كاميليا : هذا رائع ! شكرا جزيلا لك ! لكن لما تفعل كل هذا ؟ اولِفر : لكي اكتب السيناريو . كاميليا : و لما تريد كتابة السيناريو ؟ اولِفر ( قالها بطريقة شريرة ) : لكي يرى " مارك " انه ليس الوحيد الذي يمكنه انجاز مسرحية ناجحة كاميليا : أنا لا أريد أن أسبب أية عداوات اولِفر : لا ، ليس هنالك أية عداوة بيني و بين أخي ، أنا فقط لا أريد أن يموت ذلك الفن الذي منحه كل ما يملك كاميليا : حسنا إذا كان كذلك فلا باس ، لكنني من سيكتب السيناريو ، فانا لا أريد أن يتم تأخيرك في المراجعة بسبب كتابته و خاصة أن الامتحانات قريبة اولِفر : أولا ليس تأخيرا لأنني حضّرت سابقا للامتحانات و هذه ليست أول مرة سأمتحَن فيها ، ثانيا إذا كنت تخشين أن يكون السيناريو سيئا فلا داعي لكي تفعلي فقد كتبت قبله سيناريو مسرحيتي أخي كاميليا : حقا ! لكن لا احد ذكر الأمر اولِفر : لأنني من طلبت ذلك لم أرد أن يعلم احد بذلك ( بصوت منخفض يحدث نفسه ) و هي زلة لسان عندما أخبرتك كاميليا : هكذا إذا ! ... ( في نفسها : غريب لما لا يريد آن يعلم الآخرون !!) حسنا ليس لدي مشكلة في أن تكتب السيناريو ، لكن ذلك بشرط أن يعلم الجميع انك من فعل اولِفر : لا ، لا اريد ذلك ثم لن تسلميه مثلما هو ، اقرئيه و أضيفي أو احذفي ما تحتجين إضافته و حذفه كاميليا : لماذا ؟ ثم أنا لن انسب لنفسي ما تعب فيه الآخرون اولِفر : اسمعي يا آنسة ... كاميليا : أدعى " كاميليا " اولِفر : اسمعي آنسة " كاميليا " أنا لا أريد الاحتكاك بالآخرين ، و إذا علم هؤلاء أنني من كتبه سيقصدونني من أجله ، لذلك أنا لا أريد أن يعلم احد أنني من فعل كاميليا ( في نفسها : أ لهذه الدرجة يخاف العالم الخارجي ؟ غريب !) حسنا ، إذا كان الأمر يوترك إلى هذه الدرجة فالحل كالتالي ، أنت تريد كتابته أنا لن أعارض ذلك ، لكنني لن انسبه لنفسي و منه سأخبر الأستاذة المشرفة آن تعلن آن الكاتب هو صديق لي و لن نذكر أي اسم ، ما رأيك في هذا الحل ؟ اولِفر : اتفقنا ، و يمكنك القدوم غدا لأخذه ستجدينه عند أمينة المكتبة فانا لن أكون هنا غدا كاميليا : حسنا شكرا لك غلى اللقاء .................. يتبع ...................
|