الفصل الرابع : أنا في مشكلة كبيرة لقد مر وقت طويل منذ حفل افتتاح العام الدراسي و ها نحن ذا في بداية فصل الشتاء و المطر يتساقط في الخارج ، المنظر الذي اعتدت رأيته من نافذة القسم في هذه الأيام من شهر نوفمبر ... أنا سعيدة أنني اعتدت المكان هنا فالخوف الذي كنت أعاني منه في البداية أصبح من الماضي ، و سعادتي الأكبر هي حينما استطعت إثبات نفسي على المستوى الدراسي ... حتى أن أستاذ العلوم أثنى علي أمام أخي " توني " عندما قدم لزيارتي ... الأستاذ : حسنا أيها التلاميذ قبل أن تغادروا سجلوا في دفاتركم الواجب الذي ستقدمونه يوم الخميس ، أريد منكم أن تبحثوا في موضوع درس اليوم بشكل معمق و تكتبوا ما توصلتم إليه و أفضل بحث سيحصل على نقاط إضافية ، حظا موفقا . بدأ التلاميذ في التحدث مع بعضهم و آخرون يتذمرون من الواجب إلينا : " كاميليا " علي المغادرة الآن ، أراك لاحقا ( و ذهبت مسرعة ) كاميليا : إلى اللقاء !! ( في نفسها : لماذا " إلينا " مستعجلة ؟؟ أتمنى فقط أن يكون خيرا ) و ما إن استدارت " كاميليا " لكي تحمل حقيبتها و تغادر حتى وجدت " ميريسا " أمامها بجانب صديقتها " دارين " التي تتبعها دائما كظلها ، فوجئت " كاميليا " بذلك و خاصة و أن ابنة أكبر مقاول في البلاد لم تحدثها أو تعرها اهتماما منذ حادثة بداية السنة رغم أنهما تدرسان في نفس القسم . ميريسا : أنت هي " كاميليا " صحيح ؟ ميريسا : جيد لأنك سوف تكونين الفتاة التي تقوم بحل واجبات المدرسية مكان " سندس " و ذلك لأن هذه الأخيرة مريضة هذه الأيام و أنت ثاني أذكى تلميذ في هذا القسم بعدها ، و أول واجب هو ما تحدث عنه الأستاذ قبل قليل و أريده غدا ، و الآن وداعا ( و استدارت لكي تغادر هي و صديقتها ) كاميليا : " ميريسا " لحظة واحدة ... ميريسا ( بعد أن التفتت ) : ما الذي تريدينه الآن يا فتاة الواجبات ؟ اعتقد أنني وضحت كل شيء . دارين : هذا صحيح لا وجود لأي شيء نناقشه . كاميليا ( و هي تحاول إخفاء التوتر الذي تشعر به ) : بلى هنالك ما أريد توضيحه ، " ميريسا " أنت فتاة ذكية يمكنك البحث و انتقاء المعلومات ثم لست عاجزة عن الكتابة لذلك يمكنك حل واجباتك لوحدك .... دارين ( بغضب ) : ما الذي تقولينه ؟ اسمعي يا هاته " ميريسا " اختارتك من بين الكثيرات اللاتي يتمنين ذلك و أنت الآن تتطاولين عليها ؟؟ من تعتقدين نفسك ؟ كاميليا : " دارين " من فضلك أنا أتحدث إلى " ميريسا " و هي يمكنها ان تتحدث ... صعقت الفتاتان من إجابة " كاميليا " ميريسا ( بغضب و هي تصرخ ) : اسمعي يا فتاة الواجب لست أنت من يملي علي ما أقوم به ، أنا لا املك وقتا لتضييعه في واجبات المدرسة التافهة ثم لما وُجِدتِ أنت ؟؟ لكي تنجزي واجباتي ( بصوت أعلى ) فهمت أو أفهمك بطريقة أخرى ؟ كاميليا ( غاضبة ) : أولا لا تصرخي في وجهي ، ثانيا أنا لست فتاة الواجب أنا " كاميليا " و لن أقوم بحل واجباتك ( و غادرت القسم و تركتهما هناك و الغضب يمزقهما ) خرجت " كاميليا " و هي تشعر بألم رهيب ، ليس ألما جسديا إنما ذلك الذي يمس كبرياءها ، و هي تسير لمحت قوائم معلقة في الساحة الكبرى فاقتربت منها لتعلم سبب تعليقها بل لتُنسي نفسها ما حدث ، فإذا بها قوائم ليسجل فيها التلاميذ الراغبين في المشاركة في مسابقة الأنشطة الرياضية بين المدارس . بينما هي تقرأ القوائم فإذا بطالب العام النهائي الذي ساعدها في بداية العام قدم ليسجل اسمه ، تقدمت " كاميليا " إلى القائمة التي كتب عليها . كاميليا ( بعد أن قرأت اسمه و الرياضة التي سجل فيها ) : صباح الخير سيد " روجر " ! التفت إليها ثم قال : هذه أنت ؟ طالبة الصف الأول ! كاميليا : نعم ، أدعى " كاميليا " ، لم أكن اعلم أنك تجيد رماية الأسهم إضافة إلى كرة السلة ! روجر : حقيقة أجيد فعل ذلك أكثر من كرة السلة . كاميليا : رماية الأسهم نادرة في المدارس لم أكن اعتقد أن ثانويتنا تشتملها !! روجر : هذا صحيح فثانوية النجاح بدأت تعليمها قبل 3 سنوات فقط . كاميليا : هذا رائع ، أنا أريد ان أشاهد كيف يقومون بذلك . قاطعته " ميريسا " دون قصد منها عندما قالت : و أنا أيضا أريد أن أرى ذلك . التفت كلاهما إليها ، بالطبع صديقتها كانت هناك كاميليا ( في نفسها : أنا لم أشعر بها حتى عندما قدمت هنا ) ميريسا : أعّرف نفسي ، أنا " ميريسا " و أنا مشجعة من مشجعات فريق كرة السلة . روجر ( بجفاء ) : أنا لم أرك يوما هناك . ميريسا : هذا طبيعي لأن التركيز على المباراة يمنعك من ملاحظة من هم خارجها . روجر : ما الذي تريدينه بالضبط ؟ ميريسا : سمعت بأنك ماهر في رمي السهام و أنا أريد تعلّم ذلك و أنت هو أفضل معلم لي ، صحيح " دارين " ؟ روجر : أنت هي ابنة أكبر مقاول في البلاد ؟ روجر : إذن أطلبي من والدك أن يحضر لك معلما ( و غادر المكان ) ( رأيت كل ما حدث و رغم أنني غاضبة مما حصل بيني و بينها سابقا إلا أنني وجدت الطريقة التي عاملها بها قاسية بعض الشيء ، رأيتها و الغضب يقتلها في حين كانت صديقتها و لأول مرة تبتسم و كأنها كانت تنتظر هذه اللحظة التي ترى فيها " ميريسا " مقهورة ) ************************************************** ********************************* بعد أن أخذت " كاميليا " صينية الطعام وضعتها على إحدى الطاولات بجانب النافذة و ما إن سحبت الكرسي لتجلس عليه أخذته منها " ميريسا " و وضعته بعيدا لتجلس عليه " دارين " ، تجاهلت " كاميليا " الأمر و أخذت كرسيا آخر و جلست عليه . ميريسا : هاي أنت هذا مكاني ! لطالما كنت أجلس بقرب النافذة ! اختاري لنفسك مكانا آخر ، هيا احملي صينيتك و غادري !! نظرت إليها " كاميليا " مستغربة كاميليا : ما مشكلتك يا آنسة ؟ منذ الصباح و أنت تقومين بمضايقتي !!! ثم المكان ليس ملكا لأحد من يأتي أولا يجلس . ميريسا : لا افهم لماذا يثني الأساتذة عليك فأنت بطيئة الفهم ، قلت لك اتركي مكاني ! شعرت " كاميليا " بالضيق و لم تستطع الرد على " ميريسا " فهي لم تواجه في حياتها في " السوسن " مواقف مثل هذه ، و في نفس الوقت لم تترك المكان فهي ترى أنّ تركه فعل خاطئ ف " ميريسا " تجاوزت حدودها في طلب ذلك ، هي ليست مالكة المكان و عليها احترام حدود الآخرين حتى و إن كانت المالكة ... ميريسا : هيا ! ما الذي تنتظرينه ! " كاميليا " تجاهلتها و بدأت تتناول طعامها مما أغاض " ميريسا " كثيرا عندها حملت كأس الماء الذي كان على الطاولة و صبته على وجه " كاميليا " الجميع ( مندهشين ) : يا إلهي !! ميريسا ( تبتسم ابتسامة شريرة ) : ما الذي ستفعلينه الآن ؟؟ ها ؟ شعرت " كاميليا " بالإهانة مما جعلها و دون تفكير منها تحمل كأسا آخر و تصب ما بداخله على وجه " ميريسا " سكت جميع من كان هناك لرؤية الفتاة الأكثر شعبية في المكان يحدث لها ذلك ، ثم صرخ أحدهم : " معركة طعام ! " عندها حملت " ميريسا " طبق الأرز و رمته على " كاميليا " و فعلت هذه الأخيرة بالمثل مع طبق السلطة ثم بدأ الجميع بفعل ذلك .... ************************************************** ********************************* تجلس الفتاتان " كاميليا " و " ميريسا " ملطختين بالطعام ، تقدمت نحوهما السكرتيرة و قدمت لهما المناديل المعطرة قائلة المديرة تنتظركما في الداخل نظفا نفسيكما قبل ذلك ، بالمناسبة آنسة " ميريسا " كيف حال عائلتك ؟ ميريسا : بخير شكرا للسؤال سيدة " عواطف " . كانت " كاميليا " تنظر إليهما و تفكر في ما سيحصل لها فهي تعلم أن نفوذ " ميريسا " ستنقذها ، لكن بالنسبة لها فهي في مشكلة كبيرة جدا ، ندمت لأنها لم تفكر مرتين قبل أن تقوم بما قامت به ، و بدأت تشعر بضيق فوق ضيق و الأفكار تثقل كاهلها إلى أن قاطعتها السكرتيرة قائلة دخلت الفتاتان مكتب المديرة فسمحت لهما هذه الأخيرة بالجلوس بعد أن وضعت ملفيهما اللذان كانت تقرؤهما فوق المكتب . المديرة : " ميريسا " ، " كاميليا " ملفيكما خاليين من مفهوم أعمال الشغب ، هذه أول مرة تقومان بذلك و آخر مرة ( قالتها و هي تضغط على الكلمة ) ميريسا : سيدتي هي من بدأت أولا . المديرة : كفاكما من التصرف كالأطفال الصغار أنتما في مرحلة الثانوية الآن ، و خاصة أنكما في ثانوية " النجاح " و أنتما تعلمان ما معنى ذلك ، إذا كنتما تعتقدان أنكما عندما وصلتما إلى هنا ستبقيان في هذه الثانوية طوال العام فهذا خطأ ، لأننا نُقيِّم التلاميذ هنا كل فصل حسب النقاط المتحصل عليها ، بكلمة أخرى لقد تسببتما في الحصول على نقاط سلبية مما يجعلكما مهددتين بمغادرة ثانوية " النجاح " عند نهاية الفصل .... ميريسا : لكنك سيدتي تعلمين من أكون لا يمكن حصول ذلك ... المديرة : " ميريسا " عزيزتي لا داعي لخلط الأمور ، معايير الثانوية تحدد مستوى التلاميذ من خلال إنجازاتهم و ليس ما أنجزه و ما يمتلكه ذويهم ، لذلك منذ هذه اللحظة على كلاكما العمل للتعويض عن النقاط التي خسرتها ، هل هذا واضح ؟ خرجت " كاميليا " من مكتب المديرة واتجهت مباشرة إلى الحرم الثانوي ، دخلت غرفتها ، غيرت ثيابها وبدأت تقوم بالتنظيف ثم غسل الثياب ... الخ ( فهي من النوع الذي يقوم بعمل أي شيء لكي يتجنب التفكير في المشاكل التي يواجهها ) رغم أن ذلك لم يفلح هذه المرة .................. يتبع ...................
|