[ الزحافات والعلل في بحر المتدارك ]
الدرس 13 ( تابع .. )
[أولا - الزحافات في بحر المتدارك ]
هو زحاف واحد يدخل على بحر المتدارك ..
يتمثل عمله في حذف الثاني المتحرك من التفعيلة [ فَاْعِلُنْ ] = /0//0 ..
فتتحول صورتها إلى [ فَعِلُنْ] = ///0
وقد تأتي كل التفعيلات مخبونة فيسمى : " الخَبَبْ "
زحاف الخبن زحاف حسنٌ وكثير ؛ يدخل العروض والضرب
مثال دخول الخبن على بحر المتدارك قول الشاعر :
أَبَكَيْتَ على طَلَلٍ طَرَباً ** فَشَجَاكَ وأَحْزَنَكَ الطَّلَلُ
أَبَكَيْ .. تَعَلَاْ .. طَلَبِنْ .. طَرَبَنْ ** فَشَجَاْ .. كَوَأَحْ .. زَنَكَطْ .. طَلَلُوْ
فَعِلُنْ .. فَعِلُنْ.. فَعِلُنْ .. فَعِلُنْ ** فَعِلُنْ .. فَعِلُنْ .. فَعِلُنْ .. فَعِلُنْ
نلاحظ هنا أن زحاف الخبن دخل على كل تفعيلات البيت ..
[ثانياً - العلل في بحر المتدارك .. ]
يتمثل عملها في حذف الساكن [ ساكن الوتد ] من آخر التفعيلة، وتسكين ما قبله ..
فتتحول تفعيلة [ فَاعِلُنْ] إلى صورة [ فَاعِلْ ]
دخول علة القطع هو دخول غير لازم .. / وقد تدخل على كل تفعيلات البيت الشعري وهو ما يسمى : " قطرَ الميزاب " أو " دَقَّ الناقوس " .. وهذه التسمية ذات صلة بالموسيقى التي تنتج حينئذ ..
واستشعروها بقراءة هذا البيت ذي التفعيلات المقطوعة :
فَاعِلْ فَاعِلْ فَاعِلْ فَاعِلْ*** فَاعِلْ فَاعِلْ فَاعِلْ فَاعِلْ
أما الخطيب التبريزي في كتابه " الكافي في العروض و القوافي " فقد أورد هذه التفعيلة " فَاْعِلْ " بصورة " فَعْلُنْ " وذلك في سياق حديثه عن الخبن فقال : " ثم سكَّنوا العَيْنَ فجاء على فَعْلُنْ وسمَّوهُ الغريب ، و المُتَّسِقَ ، وركضَ الخيلِ ، وقَطْرَ المِيزَاب ، و انشدوا فيه :
إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ غَرَّتْنَا ** واسْتَهْوَتْنَا واسْتَلْهَتْنَا
إِنْنَدْ .. دُنْيَاْ .. قَدْغَرْ .. رَتْنَاْ ** وَسْتَهْ .. وَتْنَاْ .. وَسْتَلْ .. هَتْنَاْ
فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ ** فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ
...
يا ابْنَ الدُّنْيَا مَهْلاً مَهْلاً ** زِنْ مَا تَأْتِي وَزْناً وَزْنَا
يَبْنَدْ .. دُنْيَاْ .. مَهْلَنْ .. مَهْلَنْ ** زِنْمَاْ .. تَأْتِيْ .. وَزْنَنْ .. وَزْنَاْ
فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ ** فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ
...
ما مِنْ يَومٍ يَمَضِي عَنَّا ** إِلاَّ أَوْهَى مِنَّا رُكْنَا
مَاْمِنْ .. يَوْمِنْ .. يَمْضِيْ .. عَنْنَاْ ** إلْلَاْ .. أَوْهَىْ .. مِنْنَاْ .. رُكْنَاْ
فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ ** فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ.. فَعْلُنْ
هذه العلة مرت معنا من قبل ، حيث يتم إضافة حرف ساكن إلى آخر التفعيلة؛أي إلى الوتد المجموع
وبدخول التذييل على التفعيلة السالمة لبحر المتدارك أي [ فَاعِلُنْ ] ، تُصبح [ فَاعِلُنْ نْ ] وتُكتبُ : [ فَاعِلانْ ] ..
مثال التذييل قول الشاعر :
هَذِهِ دَارُهُمْ أَقْفَرَتْ *** أَمْ زَبُورٌ مَحَتْها الدُّهُورْ
هَاْذِهِيْ .. دَاْرُهُمْ .. أَقْفَرَتْ *** أَمْ زَبُوْ .. رُنْ مَحَتْ .. هَدْدُهُوْرْ
فاعِلُنْ .. فَاعِلُنْ .. فاعِلُنْ *** فاعِلُنْ .. فاعِلُنْ .. فاعِلَاْنْ
هي علة مرت معنا من قبل أيضا ، و تتمثل في زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع ..
فتتحول تفعيلة بحر المتدارك من صورتها الأصلية " فَاْعِلُنْ " إلى صورة " فَاْعِلُنْ تُنْ " ..
ونكتبها على شكل : " فَاْعِلَاْتُنْ "
ومثال الترفيل قول الشاعر ..
لاتَكُنْ لِلْجَوَى نَاْصِحًا *** يُعْجِزُ الطِّبَّ مَيْتُ الْغَرَاْمِ
لاتَكُنْ .. لِلْجَوَى .. نَاْصِحَنْ *** يُعْجِزُ طـْ .. طِبْبَ مَيـْ .. تُ لْغَرَاْمِيْ
فَاْعِلُنْ .. فَاْعِلُنْ .. فَاْعِلُنْ *** فَاْعِلُنْ .. فَاْعِلُنْ .. فَاْعِلَاْتُنْ
خلاصة لصور التفعيلات في بحر المتدارك :
التفعيلة السالمة : فَاعِلُنْ
تفعيلة بدخول زحاف: فَعِلُنْ
03 تفعيلات بدخول علة : فَاعِلْ= فَعْلُنْ / فَاْعِلَانْ / فَاعِلَاتُنْ ..