كنت متلك
تتزاحم عليّ الأشغال و الواجبات
أظلّ أنتظر وقتًا لصفاء روحي وغذاء قلبي و عقلي حتى ينقضي يومي فأُمنّي نفسي بيوم غدٍ لعلي أجد فيه وقتاً له !
ربما أرى أحدًا يرتل آياته فيحترق قلبي شوقاً لمصحفي 📖
و أكفكف عبراتي قائلا ...
هوّني عليك يا نفس فلستِ مشغولة بلهو أو باطل بل بطاعة و برّ و دعوة و خير...
و تمضي الأيام..
بعدها بدأ قلبي يقسو و نورُه يخبو فأشعر أني أتراجع... يضعف إيماني... و تزداد غفلتي
و لا زلت أقول لنفسي: "لا عليك فأنتِ معذروة و ربك يعلم حالك و أشغالك"...
و يومًا ذُهلت حين تأملت قول ربي...
"علم أن سيكون منكم مرضى و آخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله و آخرون يقاتلون في سبيل الله"...
نعم يارب ..
قد علمتَ حالهم و أمراضهم و أشغالهم في أسفارهم أو انهماكهم في حرب عدوهم فبمَ توصيهم؟
"فاقرءوا ماتيسر منه"...
عجباً !!
يأذن لهم أن يجمعوا الصلاة بل ويقصّروها ، وأن يفطروا في نهار رمضان لكن لاتنقطعوا عن ترتيل كلام ربكم 📖
فما هو عذري أنا ؟!!!!!
لا أخفيك ...
خجلت من نفسي كثيراً..
أيعقل أن أجد وقتًا لكل الأشياء و لا أجد نصف ساعة لتلاوة وردي ؟؟
حينها فقط علمت كم كنت أكذب على نفسي !!
و كان قرارًا حاسمًا غيّر مجرى حياتي
و أعاد إليها النور من جديد❤
كلما هممتُ أن أحمل مصحفي توافدت أعذاري؛ فـلاح لي قول ربي: "فَاقْرَءوا مَاتَيسّرَ مِنْه"..
و كلما تزاحمت أشغالي فلا أدري أيّها خيرٌ لي بدا لي قول ربي: "هُو خَيرٌ مِمّا يَجْمَعُون"..
"فَاقْرَءوا مَاتَيسّرَ مِنْه"...
لا تنس هذه الآية كل ما انشغلت
لا تهجري القران ياغالية ولا تعطيه فضلة وقتك