كيف :
- استقرار معدلات النمو السكاني
- تحسن مستوى الدخل و توفر الشغل
- تجذر قيم المواطنة و ثقافة القانون
- زيادة معدل الحراك الداخلي بين المناطق و الولايات
- وجود دولة مواطنة و قانون و مؤسسات قوية لهذه الدولة
- تشكل عنصر هوية أوسع و أقوى قادر على إذابة الهوية القبلية في هوية أكثر شمولا لسكان البلد الواحد ...
متى :
- عندما تجتمع الظروف المذكورة أعلاه ...
***
البشر لا يعيشون إلا ضمن جماعات communities وظيفية يمكنها ان توفر لهم الحد الادنى من الشعور بالأمان ... و القبيلة منذ بدايات البشرية كانت أهم وحدة و نسق اجتماعي يوفر للبشر نوع من الحماية . خصوصا بالنسبة للجماعات التي تعتمد على اقتصاد رعوي , و تعويض القبيلة بالدولة القومية و مبدا المواطنة يتطلب تشكل أركان متينة لتلك الدولة و هو ما لا يزال غير مكتمل في الحالة الجزائرية و في اغلب الدول العربية و الإفريقية . لان الدولة القومية عندنا هي في الغالب وليدة الاستعمار و مؤسساتها لازالت هشة و ضعيفة لأنها ليست ناتجة عن تحولات داخلية , بل مجرد مؤسسات حديثة تم استيرادها لتسيير مجتمعات لازالت في جوهرها قبلية و طائفية ... و هذا هو الذي يفسر بشكل ما انحدار سوريا و العراق و ليبيا واليمن إلى حالة من الأحتراب الداخلي بعد سقوط أو اختلال الانظمة القمعية التي كانت تفرض فيها وحدة ظاهرية و هشة لمجتمعات لازالت تحكمها الانتماءات القبلية و الطائفية أكثر من الانتماء للدولة الواحدة ... و هذا امر طبيعي لدول تشكلت بإرادات خارجية و رسمت حدودها على الخرائط من طرف موظفي و دبلوماسيي الدول الإستعمارية في وقت كان أغلب سكانها لا يملكون أدنى وعي قومي ... كما أنه امر طبيعي في دول تضخمت مدنها بشكل فوضوي و تشكلت ضواحيها وفقا لجغرافية قبلية (ضاحية لبنان بيروت الجنوبية الشيعية كنموذج) ...
اللجوء للقبيلة هو إذن نتيجة طبيعية لغياب أو تراجع الثقة في الدولة و مؤسساتها ...فعندما تعجز الدولة عن حماية المواطن أو تكون هي نفسها مصدرا لانتهاك حقوقه و كرامته فهذا يدفع المواطن بالضرورة للبحث عن نسق سياسي يعتقد أنه قد يوفر له ما عجزت الدولة عن توفيره ... و بما ان القبيلة في كثير من مناطق الوطن( و الداخلية منها بالخصوص بسبب نمط اقتصادها التقليدي) هي البديل المتاح , فهذا يدفع الناس نحوها متوهمين أنه العصبية القبلية قادرة على خدمة مصالحهم بشكل افضل ...