لا بد من الصدق، فبماذا تقابل الله يوم القيامة إذا سألك عن أولادك، وعن أهل بيتك ؟ فاتقوا الله عباد الله، هذا من أعظم شكر النعم التي أنعم الله بها علينا، ولا تسأل عن بقية أمور الدين والتساهل فيها، لا تسأل عن التضييع، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله جل وعلا يسبغ علينا النعم، ويسديها علينا ظاهرة وباطنة، ولا نتفطن لها ولا نشكرها، فإذا لم تُشكر فإما أن تُسلب وتُستبدل بالفقر والمرض والخوف، وإما أن تستمر من باب الاستدراج، (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ* فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام:44-45]، هو المحمود سبحانه على كل حال، لأنه حكيمٌ عليم، لا يفعل إلا ما فيه الحكمة، ولا يضع العقوبات إلا في مواضعها، فهو محمودٌ على كل حال، (لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص:70]، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
من احدى خطب الشيخ صالح بن فوزان