السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لطالما رددت و أرد على مواضيع التي تتعلق بالنفقة لانها كانت و لا زالت اكثر الشكاوى التي اسمعها من النساء.
اما ان يخفي الزوج قدر راتبه، بعضه او كله فهو حر في ذلك، و لكن ماذا لو كان للزوجة دخل من ميراث او راتب ايضا، ايجق لها ان تخفي قدر مالها عنه و تعطي اَهلها و تتمتع فيه كما ارادت؟
اما رأيي و قد أخطئ فيه انه لا باس ان يخفي و يتولى الزوج التحكم في مصروف البيت من الاول، فان رأى زوجته اهلًا للتصرف يشاركها القرار، او يتركه لها ان كانت محل الأمانة و الثقة، و ان لم تكن محل ذلك عليه ان يشمر على ساعديه و يكون معلما لها بالصبر و الخلق الحسن، و ذلك لانه قد يكون من المريح ان يكون الزوج هو المشرف على كل شيء فلا يسمع صوتا و لا رأيا الا رأيه، و لكن ماذا لو مات؟
و هنا أسوِق حكاية حكتها لي طبيبة نساء انه كان لديها سيدة تتابع كل حمل عندها، و انها لا تزور العيادة من غير زوجها حيث كان يتولى في بعض الأحيان الكلام عنها، فلما كانت في الحمل الخامس، بعد زيارة للطبيبة و عند الرجوع الى المنزل خرج الزوج بالوصفة يشتري الدواء لزوجته، فدهسته سيارة فمات في حينه، الخلاصة قالت لي هذه الطبيبة بعد ولادة الطفل الخامس غابت اخبار هذه الأرملة المتحجبة التي لا يسمع صوتها امام زوجها، فكان يوم و أتتها امرأة تشبهها لمتابعة للحمل، فلما قالت لها مااسمك فإذا بها نفس المرأة اللتي توفي عنها زوجها، و لكن دون حجاب و بشعر مسدول و زينة صارخة، فإذا بها اعادت الزواج و جائت في حملها السادس، و الزوج الجديد رجل غافل اسكرته الدنيا، و أطاعته هذه المرإة بل و سابقته في صبوته بعد ان أصبحت زوجة له، كما أطاعت الاول في تدينه و تشدده إطاعة المكره لا إطاعة الولي الحميم، و لكم ان تتخيلوا مصير الخمسة اولاد !!!
المفيد انه أعطي للزوج بحكم الشرع و العرف الكثير من السلطة و الصلاحيات، فان يشأ يسير بيته كحاكم مستبد و عاقبة الاستبداد عرفناها و لازلنا نراها عبر التاريخ، و اما ان يكون اماما عادلا و معلما رحيما باهله ، و هذا أشق للنفس و فيه جهاد و عمل كبير ، فكثير من الرجال يتهللون إن قيل مثنى و ثلاث و رباع، فان ذُكِّروا بمسؤولية قوامة العقل و النفقة سمعنا التململ، فمن لا تعلم زوجته كيف تنفق و أين تنفق مالها و لم يصبر على إرشادها و تعليمها في هذا و في غيره فأنّٓا له ان تقر عينه إن غاب، ناهيك عمن فاجأه المرض و أقعد فأصبحت الزوجة رغما عن انفه متصرفة في ماله كله و على كل الله يرزقكم و اياهم فلا تنسوا الفضل بينكم و وفق الله الجميع.