[QUOTE=ايمان و امل;3995739734]
كم هُو مُخِيفٌ أن يَخُونَك عَقْلُك ، وبينمَا يُحاول حَبْسَك فِي دُنيا خَاصة بِه
تَضَلُّ تَثِقُ بِه
طَبْعا فَقَْد تَعلَّمْنا دَوما أن نَثِق فِي عُقُولِنا أكْثَرْ مِنْ أيَّ شَيْئ آخَرْ ..؛
أيُّ خِيانَة تِلْك التي تجعلُ منك وَحْشا فِي عُيونِ أهْلِك و أحبابك،
دون أن تَعْرِف حَقَّا فِيما أخْطأت و أي جُرْمٍ ارْتَكَبْت
أي خيانة تِلك التي تجْعَلُ أقرب النَّاس إليك يتحوَّلُون إلى أفَاعِي سامة
فهكَذا يُظْهِرُها عَقْلُك لك
فَيُلْقِي بك في عالم كَانَ يَوما عالَمَك و أصْبَح فجأة
جَحِيما لا يُطاق
تلك هي خيانة العقل لصاحبه
***
تَعَلَّمتُ اليوم ألا أثق كثيرا في عقلي،
لا بل تعلَّمت أن أثق بقلبي أكثر
فلَعَلَّ المجنون لم يملك الكثير من قُوَّة القَلْب حتَّى يَحْمِي عقله من الإنهيار ذات مرَّة
لكن و بعد أن فقد عَقْلَهُ ،
لم يبق لَهُ إلى القلب مَلْجأ و سَيّْدًا عَلى عالمه
في هذَا المكان [مستشفى الأمراض العقلية]
حيث ينقص هنا الكثير من العقل
أجِدُه عَالَما أكثر روحانية
في جَوٍّ ، لا تَمُرُّ فيه الكلمات و التصرفات على مصفاة المنطق
حيث تأخذ المشاعر حريتها المطلقة
و يتَّصِلُ القلب مباشرة بالواقع ، فيأخذ مهمة الوصل بين صاحبه و العالم حوله
نعم قد تكون داخل وهم صنعه عقلك ، لكنك تضلُّ قادرا على منح المشاعر الصادقة
مع بسمة بريئة
ووردة حمراء
****
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إيمان~
كأن حوباء المرء داخل الجسد تترنح بين كفتين ،فتوزن على ميزان الإيمان الذي لا يصدق ولن نراه يسمو بتلك النفس إلا بوسطيته بين مقدار تحكم الحجا في الجنان وقوة منح القلب للمشاعر الصادقة من غير تكلف ولا تصنع وإنما بعفوية البراءة ،حين ذاك لا يمكن لتلك النفس أن تُفرِّط ولا أن تُفرِط في كلتا الكفتين التي لا بد منهما معا بنفس الكيل والمقدار ،حينها يتحقق القسط والعدل ما بين نفس الإنسان والأنفس المحيطة به ومن دون ذاك لا تراني أجد الوسطية التي ارتضاها لنا رب البشرية
شكرا على موضوعك الرائع دمت بهذا العطاء