منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز [] موضوع تعليمي تفاعلي @ الشعر الحر أو شعر التفعيلة @ []
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-06-17, 09:56   رقم المشاركة : 575
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[ حوصلة عن بحر الهزج ]

[الدرس 10 - البحر الهزج ..]]



سُمِّيَ هذا البحر بهذا الاسم؛ لأن العرب تهزج به، أي: تغني. والهزج لون من الأغاني ..

وزنه حسب الدائرة العروضية كما وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي هو كالتالي:

مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ ** مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ

نلاحظ أن التفعيلة هنا مكررة سِتَّ مرات ؛ أي 03 تفعيلات لكل شطر، بالنسبة لتام البحر، لكنه في الشعر العمودي لا يستخدم إلا مجزوءًا وجوبا [ نحذف ثُلُثَ التفعيلات ؛ أي واحدة من كل شطر ]

أي أننا لا نجد 06 تفعيلات كما هو مبين أعلاه في أي قصيدة من قصائد الشعر العمودي عند العرب .. بل تحذف تفعيلة من كل شطر ويبقى على الصورة التالية :


مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ ** مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ

أما في الشعر الحر فكما تعرفون للشاعر الحرية في وضع اي عدد يناسبه في أي سطر ..

بنية التفعيلة:


تفعيلة بحر الهزج " مَفَاْعِيلُنْ" مكونة من 03 وحدات صوتية :

مَفَاْ: وهي وتد مجموع ورمزها : //0

عِيْ : وهو سبب خفيف ورمزه : /0

لُنْ : وهو سبب خفيف ورمزه : /0

ضابطه [أو مفتاحه] هو:


عَلَى الأهْزَاجِ تَسْهِيْلُ ** مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُ


ولو كتبنا الشطر الأول عروضيا نجد:

عَلَلْ أَهْ زَاْ .. جِتَسْ هِيْ لُ ** ---------------------


تكون تفعيلاته هي :

مَفَاْعِيْلُنْ .. مَفَاْعِيْلُ ** --------------------------

***

[ أولا – الزحافات في البحر الهزج ]

لدينا زحافان اثنان يدخلان على بحر الهزج ..

[ 1- زحاف القبض ]

يتمثل عمل هذا الزحاف في حذف الحرف الخامس الساكن من التفعيلة ..فتتحول [ مَفَاعِيلُنْ ] إلى صورة : [ مَفَاْعِلُنْ ] وهي صورة قبيحة غير مستساغة ،وقيل لا يجوز دخول هذا الزحاف إلا على التفعيلة الأولى ..

يدخل هذا الزحاف على حشو البيت/السطر الشعري ويمتنع دخوله على عروض وضرب البيت الشعري في الشعر العمودي أو تفعيلة نهاية السطر في الشعر الحر. كما يمتنع دخول القبض على التفعيلة المحذوفة [ أي التي دخلت عليها علة الحذف فأصبحت صورتها هي: [ مَفَاعِي ]


مثاله : بيت للخرنق بنت بدر في قصيدتها ( التطبيق رقم 04 )

فَعَرقٌ فَالرِماحُ فَالـ ** ـلِوى مِن أهلِهِ قَفرُ

فَعَرْ قُنْ فَرْ .. رِمَاْحُفَلْ ** لِوَىْ مِنْ أَهْ .. لِهِيْ قَفْ رُوْ

مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاعِلُنْ ** مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ



نلاحظ هنا أن القبض دخل على التفعيلة الثانية لصدر البيت وهو نادر وقبيح ويتحاشاه الشعراء.


ومثله أيضا قول الشاعر :


فَقُلتُ لا تَخَفْ شَيئاً ** فَما عليكَ من بأسِ

فَقُلْتُلَاْ .. تَخَفْشَيْأَنْ ** فَمَاْعَلَيْ .. كَمِنْبَأسِيْ

مَفَاعِلُنْ .. مَفَاْعِيْلُنْ ** مَفَاعِلُنْ .. مَفَاْعِيْلُنْ



ونلا حظ هنا أن القبض دخل على التفعيلة الأولى في الصدر والعجز .. وهو الأكثر شيوعا.

[ 2- زحاف الكف ]


يتمثل عمل هذا الزحاف في حذف الحرف السابع الساكن من التفعيلة ..
فتتحول [ مَفَاعِيلُنْ] إلى صورة : [ مَفَاعِيلُ] وهي كثيرة الاستعمال وحسنةٌ مستساغة في الحشو والعروض لكنها تمتنع في الضرب ( في الشعر العمودي ) و تمتنع في آخر سطر الشعر الحر ؛ حتى لا نَقِفَ على حركة قصيرة.


مثال 01 : قال الشاعر ..

ولم يبقَ سوى العُدْوا ** نِ دِنَّاهمْ كما دانُوْا

وَلَمْ يَبْقَ .. سِوَلْ عُدْ وَاْ ** نِدِنْ نَاْ هُمْ .. كَمَاْ دَاْ نُوْ

مَفَاعِيلُ.. مَفَاعِيلُنْ ** مَفَاعِيلُنْ .. مَفَاعِيلُنْ


ونلاحظ هنا أن التفعيلة المكفوفة أتت في حشو البيت


مثال 02 : قال شوقي في قصيدة المدرسة ( التطبيق رقم 05)

وَلا بُدَّ لَكَ اليَومَ ** وَإِلّا فَغَداً مِنّي

وَلَاْ بُدْ دَ .. لَكَلْ يَوْمَ ** وَإِلْ لَاْ فَ .. غَدَنْ مِنْ نِيْ

مَفَاعِيلُ .. مَفَاعِيلُ ** مَفَاعِيلُ .. مَفَاعِيلُنْ

*****

[ ثانياًالعلل في البحر الهزج ]


هي ثلاث أنواع :

[ 1 – علل تدخل على التفعيلة الأخيرة . ]

تدخل على ضرب البيت في الشعر العمودي أو آخر تفعيلة في سطر الشعر الحر .
وهي علة واحدة : علة الحذف.

[ علة الحذف ]

يتمثل عمل هذه العلة في حذف السبب الخفيف [ لُنْ ] من تفعيلة بحر الهزج الواقعة ضرباً في الشعر العمودي، أو التفعبلة الأخيرة في سطر الشعر الحر ..

فتتحول [ مَفَاعِيلُنْ] إلى صورة [ مَفَاعِيْ]



وهي علة مستساغة كثيرة ..



مثلها قول ابن عبد ربه الأندلسي :



وَمَا ظَهْرِيْ لِبَاغِي الضَّيْـ ** مِ بِالظَّهْرِ الذَّلُوْلِ

وَمَاْ ظَهْ رِيْ .. لِبَاْ غِضْ ضَيْ ** مِبِظْ ظَهْ رِذْ .. ذَلُوْلِيْ

مَفَاعِيلُنْ .. مَفَاعِيلُنْ ** مَفَاعِيلُنْ .. مَفَاعِيْ

نلاحظ هنا أن علة الحذف دخلت على ضرب البيت الشعري ..




وقوله أيضاً :



مَتَى أَشْفِيْ غَلِيْلِيْ ** بِنَيْلٍ مِنْ بَخِيْلِ

مَتَىْ أَشْفِيْ .. غَلِيْلِيْ ** بِنَيْلِنْمِنْ .. بَخِيْلِيْ

مَفَاعِيلُنْ .. مَفَاعِيْ ** مَفَاعِيلُنْ .. مَفَاعِيْ

ونلاحظ هنا أن علة الحذف دخلت هنا على العروض و الضرب معاً.

[ 2 – علل تدخل على التفعيلة الأولى . ]

هي أنواعٌ من علة الخرم، وهي عللٌ تدخلُ على التفعيلة الأولى من البيت / السطر الشعري وهي ثلاث (حسب صورة التفعيلة التي تدخلُ عليها) .. وهي من العلل التي لا تلزم ( تجري مجرى الزحاف ). والشعراء يتحاشونها لِثِقلها.


[ أ - علة الخرم ]

تتمثل هذه العلة في حذف الميم من [ مَفَاْعِيْلُنْ] السالمة فتصبح [ فَاْعِيْلُنْ ].


مثلها قول الشاعر :

أَدَّوْا ما اسْتَعَارُوهُ ** كَذَاكَ العَيْشُ عَاريَّهْ

أَدْدَوْمَسْ.. تَعَاْرُوْهُوْ ** كَذَاْكَلْعَيْ .. شُعَاْرِيْيَهْ

فَاعِيلُنْ.. مَفَاعِيلُنْ ** مَفَاعِيلُنْ .. مَفَاعِيلُنْ

[ ب - علة الخرب ]

تتمثل هذه العلة في حذف الميم من [ مَفَاْعِيْلُ ] المكفوفة فتصبح [ فَاْعِيْلُ ].

مثله قول الشاعر :

لوْ كان أبو عَمْرٍو ** أميرًا ما رضيناه

لَوْ كَاْنَ .. أَبُوْ عَمْ رِنْ ** أَمِيْ رَنْ مَاْ .. رَضَيْ نَاْ هُوْ

فَاعِيلُ.. مَفَاعِيلُنْ ** مَفَاعِيلُنْ .. مَفَاعِيلُنْ


ولو أن الشاعر قال : فَلَوْ كان .. أو قال : وَلَوْ كان .. لما كان في البيت خرم ..

واكثر ما يُحْذَفُ بعلة الخرم هو حرف العطف كالواو أو الفاء في مطلع القصائد ، وقد صار الشعراء يتحاشونه بعد العصور الأولى.


[ ج - علة الشتر ]

تتمثل هذه العلة في حذف الميم من [ مَفَاْعِلُنْ ] المقبوضة فتصبح [ فَاْعِلُنْ ].


مثلها قول الشاعر :


في الذينَ قد ماتوا ** وفيما جَمَّعوا عِبْرَهْ

فِلْلَذِيْ.. نَقَدْمَاْتُوْ ** وَفِيْمَاْجَمْ .. مَعُوْعِبْرَهْ

فَاعِلُنْ .. مَفَاعِيلُنْ ** مَفَاعِيلُنْ .. مَفَاعِيلُنْ



[ 3 – علة الخزم. ]

وهي علة قد تقدم ذكرها مع البحور السابقة ونذكر بأنها ليست خاصة ببحر من البحور وهي علة غير مستساغة.

*****

[ ملحق ] - [ ملخص لصور التفعيلات ]

[ أولا: نقل الصور ..]

يقترح علماء العروض مثل " الخطيب التبريزي" نقل بعض الصور التي دخل عليها زحاف أو علة إلى صور اخرى كما يلي:


نقل التفعيلة المحذوفة [ مَفَاْعِيْ ] إلى صورة : [ فَعُوْلُنْ]
نقل التفعيلة التي دخلها الخرم فصارت [ فَاْعِيْلُنْ] إلى صورة : [ مَفْعُوْلُنْ]
نقل التفعيلة التي دخلها الخرب فصارت [ فَاْعِيْلُ] إلى صورة : [ مَفْعُوْلُ]

[ ثانيا - عدد تفعيلات بحر الهزج ]

هي سبع تفعيلات :

مَفَاعِيْلُنْ / مَفَاعِيْلُ / مَفَاعِلُنْ / مَفَاعِيْ [ تُنقلُ إلى : فَعُوْلُنْ] / فَاعِيْلُنْ[ تُنقلُ إلى : مَفْعُوْلُنْ] / فَاعِيْلُ [ تُنقلُ إلى : مَفْعُوْلُ] / فَاعِلُنْ

[ ثالثا - بحر الوافر وعلاقته ببحر الهزج في الشعر الحر]


بحر الوافر هو من البحور المعتمدة في الشعر الحر وقد هجر الشعراء بحر الهزج إلى بحر الوافر، لأن التشابه بينهما كبير جدا حيث سنكتشف عندما نتناول بحر الوافر بأنه يحتوي على كل صور تفعيلات بحر الهزج ويزيد عليها .. والعلاقة بينهما مثل العلاقة بين بحر الرجز و بحر الكامل؛ فقد عرفنا بأننا إن وجدنا في القصيدة كلها تفعيلة واحدة على وزن [ مُتَفَاْعِلُنْ ] قررنا أنها من الكامل وإلا فهي من الرجز ، وكذلك الأمر في الهزج والوافر ؛ فقد يلتبس علينا الأمر فنبحث في القصيدة فإن وجدنا تفعيلة واحدة على صورة : [ مُفَاْعَلَتُنْ ] فالقصيدة من الوافر ؛ وإلا فهي من الهزج ..

***

تحياتي ..









رد مع اقتباس