ماذهب إليه زميلنا الكريم (بوداديم) غير صحيح، لأن (العلَم) في العبارة ليس سببا في القول، ولأن المجاز في العبارة " إن العلَم يقول... "علاقته المشابهة بين (العلَم - المشبه) و(الإنسان - المشبه به المحذوف)، وأصل الكلام : إن العلّم كالإنسان يقول...، فوجه الشبه هو (يقول - القول)، وعليه فالصورة البيانية هنا استعارة مكنية، ولا وجود لخطإ في السؤال.
وحتى يتضح المقال أسوق من (البلاغة الواضحة) مثالين - مع شرحهما - على المجاز العقلي الذي يكون فيه الإسناد إلى سبب الفعل :
1- قال المتنبي يصف ملك الروم بعد أن هزم سيف الدولة :
ويمشي به العُكّاز في الدير تائباً***وقد كان يأبى مشي أشقر أجردا.
2 - بنى عمرو بن العاص مدينة الفسطاط .
"انظر إلى المثالين الأولين تجد أن الفعل في كل منهما أسند إلي غير فاعله ، فإن العكاز لا يمشي ، والأمير لا يبني ، وإنما يسير صاحب العكاز ، ويبني عمال الأمير ، ولكن لما كان العكاز سبباً في المشي والأمير سبباً في البناء أسند الفعل إلي كل منهما".