[أمير جزائري حر]

[ حوصلة الدرس 09 - البحر الكامل ؛ زحافاته ، علله .. الخ ]

البحر الكامل من أغنى وأقوى البحور الشعرية، وزنه حسب الدائرة العروضية كما وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي هو كالتالي:

مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ ** مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ

ونلاحظ أن التفعيلة هي واحدة مكررة [ لأننا نتناول البحور الصافية فقط ] ومكررة سِتَّ مرات ؛ أي 03 تفعيلات لكل شطر [ بالنسبة لتام البحر في الشعر العمودي .. ]

بنية التفعيلة:

تفعيلة بحر الكامل " مُتَفَاْعِلُنْ " مكونة من وحدتين صوتيتين :

مُتَفَاْ: وهي فاصلة صغرى ورمزها : ///0

عِلُنْ : وهو وتد مجموع ورمزه : //0

ضابطه [أو مفتاحه] هو:

كَمَلَ الْجَمَالُ مِنَ الْبُحُوْرِ الْكَامِلُ ** مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُ

ولو كتبنا الشطر الأول عروضيا نجد:

كَمَلَلْ جَمَاْ .. لُمِنَلْ بُحُوْ .. رِلْكَاْ مِلُوْ ** -------------

تكون تفعيلاته هي ..

مُتَفَاْعِلُنْ .. مُتَفَاْعِلُنْ .. مُتْفَاْعِلُنْ ** --------------

نلاحظ أن التفعيلتين الأوليين في الشطر الذي قطعناه سالمتين [مُتَفَاْعِلُنْ ] .. لكن التفعيلة الثالثة دخلها زحاف وصارت [مُتْفَاْعِلُنْ ] وسنتعرف عليه لاحقا ..

تنبيه هام جدا !

هذا الزحاف يجعل تفعيلة بحر الكامل مشابهة لتفعيلة بحر الرجز :

لاحظوا :

مُتْفَاْعِلُنْ = مًسْتَفْعِلُنْ = /0/0//0

لذلك قد يشتبه علينا أحيانا معرفة البحر الذي نسج عليه الشاعر قصيدته ؟ ونحتار ! هل القصيدة من الكامل أم من الرجز ؟؟

والحل عندئذٍ هو :

علينا أن نبحث في كل القصيدة ، فإن وجدنا تفعيلة واحدة على وزن " مُتَفَاْعِلُنْ " فالقصيدة من الكامل ، وإلا فهي من الرجز ..

***


[ أولا – الزحافات في البحر الكامل ]



تدخل على البحر الكامل ثلاث زحافات نتناولها فيمايلي:



[ 1- زحاف الإضمار ]



صفته :



الإضمار هو تسكين الثاني المتحرك من تفعيلة " مُتَفَاعِلُنْ " ..



فتصبح : " مُتْفَاعِلُنْ "



يدخل هذا الزحاف على الحشو والعروض والضرب في الشعر العمودي .. ويدخل على أية تفعيلة في سطر الشعر الحر ..



تذكير !



نبهنا في بداية الدرس أن التفعيلة المضمرة تصبح متماثلة مع التفعيلة الأصلية (السالمة) لبحر الرجز وهي " مُسْتَفْعِلُنْ "



مثال :



قال الشاعر:



اِصْبِرْ عَلَى مَضَضِ الْحَسُوْ *** دِ فَإِنَّ صَبْرَكَ قَاتِلُهْ



ويكون التقطيع و الرموز والتفعيلات كما يلي :



اِصْبِرْ عَلىْ .. مَضَضِ لْحَسُوْ *** دِ فَإِنْنَ صَبْـ .. ـرَكَ قَاتِلُهْ



/0/0//0 .. ///0//0 *** ///0//0 .. ///0//0



مُتْفَاْعِلُنْ .. مُتَفَاْعِلُنْ *** مُتَفَاْعِلُنْ .. مُتَفَاْعِلُنْ



التفعيلة الأولى فقط جاءت مضمرةً وبقية التفعيلات بقيت سالمة / صحيحة ..



وقال آخر:



مَا جَلَّ خَطْبٌ ثُمَّ قِيسَ بِغَيْرِهِ *** إِلَّا وَهَوَّنَهُ القِيَاسُ وَصَغَّرَهْ



ويكون التقطيع و الرموز والتفعيلات كما يلي :



مَاْجَلْ لَخَطْ .. بُنْثُمْ مَقِيْ .. سَبِغَيْ رِهِيْ *** إِلْ لَاْ وَهَوْ .. وَنَهُلْ قِيَاْ .. سُوَصَغْ غَرَهْ



/0/0//0 .. /0/0//0 .. ///0//0 *** /0/0//0 .. ///0//0 .. //0//0



مُتْفَاْعِلُنْ .. مُتْفَاْعِلُنْ .. مُتَفَاْعِلُنْ *** مُتْفَاْعِلُنْ .. مُتَفَاْعِلُنْ .. مُتَفَاْعِلُنْ


[ 2- زحاف الوَقْص ]



صفته:



الوقص هو حذف الثاني المتحرك من " مُتَفَاْعِلُنْ " فتصبح " مُفَاْعِلُنْ " والوقص هو زحاف ثقيل نابٍ، غير مستساغٍ، بعكس الإضمارالشائع بكثرة ..



تنبيه !



بدخول الوقص على تفعيلة البحر الكامل تبدو مثل تفعيلة بحر الرجز المخبونة " مُتَفْعِلُنْ " ، فيجب الانتباه لها ..



مثال عن زحاف الوقص:



لم أجد حاليا – فمعذرة – ربما نصادفه في التطبيقات !



[ 3- زحاف الخَزْل ]



صفته:



يتم الخزل بتسكين الثاني المتحرك [ إضمار ] مع حذف الرابع الساكن [ الطي ] .. فهو زحاف مزدوج ..



وهو أيضا زحاف غير مستساغ ..



وتتحول " مُتَفَاْعِلُنْ " إلى " مُتْفَعِلُنْ " = /0///0



تنبيه !



بدخول الخزل على تفعيلة البحر الكامل تبدو مثل تفعيلة بحر الرجز المطوية " مُسْتَعِلُنْ " ، فيجب الانتباه لها ..



مثال :لم أجد حاليا – فمعذرة – لعلنا نصادفه في التطبيقات ..

***

[ ثانيا – العلل في البحر الكامل ]

[ 1 – علل بالزيادة ]



تدخل على تفعيلة البحر الكامل علل الترفيل و التذييل [ على تفعيلة الضرب بالنسبة للشعر العمودي ، أو التفعيلة الأخيرة في السطر بالنسبة للشعر الحر ] .. كما يمكن أن تدخل علة الخزم على بداية البيت / السطر .. وقد مرت معنا كلها في دراسة بحر الرجز
[ راجعوها مع حوصلة العلل لبحر الرجز في المداخلة رقم 244 ]



فتصبح " مُتَفَاْعِلُنْ " بالتذييل " مُتَفَاْعِلَاْنْ "



وتصبح " مُتَفَاْعِلُنْ " بالترفيل " مُتَفَاْعِلَاْتُنْ "



مثال عن التذييل



قال الشاعر:

الحُرُّ لايَخْشَى إِذَا *** قَالَ الحَقِيقَةَ مِنْ مَلامْ



يكون التقطيع والرموز والتفعيلات كما يلي :



اَلْحُرْ رُلَاْ .. يَخْشَىْ إِذَاْ *** قَاْلَلْ حَقِيْـ .. ـقَةَ مِنْ مَلَاْمْ



/0/0//0 .. /0/0//0 *** /0/0//0 .. ///0//00



مُتْفَاْعِلُنْ .. مُتْفَاْعِلُنْ *** مُتْفَاْعِلُنْ .. مُتَفَاْعِلَاْنْ



وقال آخر:

ومَريضةٍ مَرَضَ الهَوى *** بَكَرَتْ بعَبْرَتِهَا تعِـيْبْ



يكون التقطيع والرموز والتفعيلات كما يلي :



وَمَرِيْ ضَتِنْ .. مَرَضَلْ هَوَىْ *** بَكَرَتْ بِعَـبْ .. رَتِهَاْ تَعِـيْبْ



///0//0 .. ///0//0 *** ///0//0 .. ///0//00



مُتَفَاْعِلُنْ .. مُتَفَاْعِلُنْ*** مُتَفَاْعِلُنْ مُتَـفاعِلَاْنْ




مثال عن الترفيل :



قال الشاعر:

مَا ماتَ مَن تَرَكَتْ لَنَا *** آثَارُهُ صُوَرًا خَوَالِدْ



يكون التقطيع والرموز التفعيلات كما يلي :



مَاْمَاْ تَمَنْ.. تَرَكَتْ لَنَاْ *** أَاْثَاْ رُهُوْ .. صُوَرَنْ خَوَاْ .. لِدْ

/0/0//0 .. ///0//0 *** /0/0//0 .. ///0//0/0



مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ*** مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلَاْتُنْ

***

[ 2 – علل بالنقصان ..]

العلل التي تدخل على تفعيلة البحر الكامل هي " القطع " و " الحذذ " وقد مرت معنا في دراسة البحر الرجز .. [ الرجاء مراجعتها ]



تدخل هذه العلل على العروض و الضرب على السواء في الشعر العمودي ، و تدخل على آخر تفعيلة في سطر الشعر الحر ..



فتصبح " مُتَفَاْعِلُنْ " ... بالقطع .... " مُتَفَاْعِلْ "



وتصبح " مُتَفَاْعِلُنْ " ... بالحذذ ... " مُتَفَاْ "



أمثلة عن القطع:



قال الشاعر:



فِي صُورَةٍ تمَّتْ وَأُكْمِلَ خَلْقُهَا *** لِلنَّاظِرِيـنَ كَصُورَةِ التِمْثَالِ



ويكون التقطيع والرموز التفعيلات كما يلي :



فِيْ صُوْ رَتِنْ .. تَمْمَتْ وَأُكْ .. مِلَخَلْ قُهَاْ *** لِنْنَاْ ظِرِيْ/ نَكَصُوْ رَتِتْ/ تِمْثَاْ لِي



/0/0//0 .. /0/0//0 .. ///0//0 *** /0/0//0 .. ///0//0 .. /0/0/0



مُتْفَاْعِلُنْ مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ *** مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتْفَاْعِلْ



مُتْفَاْعِلْ : هنا لدينا: قطع + إضمار



وقال آخر :



جَرَّعْـتَنِي غُصَصًا بِهَا *** كَدَرَتْ عَلَيَّ حَيَاتِي



ويكون التقطيع والرموز التفعيلات كما يلي :



جَرْرَعْ تَنِيْ .. غُصَصَنْ بِهَاْ *** كَدَرَتْ عَلَيْ .. يَحَيَا تِي



/0/0//0 .. ///0//0 *** ///0//0 .. ///0/0



مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ *** مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاعِلْ



أمثلة عن الحذذ:



قال الشاعر :



بَانَ الشَّبَابُ وَأَخْلَفَ العُمْرُ *** وَتَنَكَّرَ الإِخَوَانُ وَالدَّهْرُ



ويكون التقطيع والرموز التفعيلات كما يلي :



بَاْنَشْ شَبَاْ .. بُوَأَخْ لَفَلْ .. عُمْرُوْ *** وَتَنَكْ كَرَلْ .. إِخْوَاْ نُوَدْ .. دَهْرُوْ



/0/0//0 .. ///0//0 .. /0/0 *** ///0//0 .. /0/0//0 .. /0/0



مُتْفَاْعِلُنْ .. مُتَفَاْعِلُنْ .. مُتْفَا *** مُتَفَاْعِلُنْ مُتْفَاْعِلُنْ مُتْفَا

مُتْفَا: التفعيلة هنا ك حذاء + مضمرة

وبهذا نكون قد انتهينا من زحافات وعلل الكامل ..

***

[ ملحقات بدرس البحر الكامل ..]

[ ملحق 01 - دخول الزحافات مع العلل في آن واحد على التفعيلة ؟؟ ]

انتبهوا إلى ما يلي :

1- التفعيلة المقطوعة أو الحذاء لا يدخل عليها زحاف غير الإضمار ..

2- التفعيلة المذيلة أو المرفلة شأنها شأن التفعيلة السالمة ، يمكن أن تدخل عليها كل زحافات البحر الكامل ، وهي الإضمار و الوقص والخزل




[ ملحق 02 - حوصلة عن الصور الممكنة لتفعيلات البحر الكامل ]




أولا:

التفعيلة السالمة/الصحيحة : " مُتَفَاْعِلُنْ "



ثانيا :

التفعيلات التي تتغير صورتها بدخول زحاف و/أو علة وهي :



1 / تفعيلات تنتج من دخول الزحافات على التفعيلة الأصلية ( السالمة ) وصورها هي :

مُتْفَاْعِلُنْ / مُفَاْعِلُنْ/ مُتْفَعِلُنْ

وقد نصادفها في كل تفعيلات البحر ؛ حشو او تفعيلة آخر السطر في الشعر الحر ( عروض أو ضرب البيت في الشعر العمودي ) ..


2 / تفعيلات نجدها في ضرب البيت أو آخر السطر ( في الشعر الحر ) وهي صور دخلتها علة و/أو زحاف وصورها هي :



مُتَفَاْعِلْ / مُتْفَاْعِلْ / مُتَفَاْ / مُتْفَاْ /

مُتَفَاْعِلَاْنْ / مُتْفَاْعِلَاْنْ / مُفَاْعِلَاْنْ / مُتْفَعِلَاْنْ

مُتَفَاْعِلَاْتُنْ / مُتْفَاْعِلَاْتُنْ / مُفَاْعِلَاْتُنْ / مُتْفَعِلَاْتُنْ

الخلاصة:



نستنتج أن عدد الصور المختلفة لتفعيلة البحر الكامل هو : 16 صورة ..

تحياتي الخالصة ..