كثر القيل و القال هذه الأيام حول محتويات مناهج الجيل الثاني
و الذي يقول بأن هذه المناهج تريد سلخ الأمة عن هويتها ،
نقول له أنت مخطئ لأن هذا السلخ وقع فعلا و لكن في مناهج
الجيل الأول ، لأن مناهج الجيل الثاني ما هي إلا نسخة مطورة إن صح
التعبير من مناهج الجيل الأول - و إني ها هنا لا أريد تبرئة ساحة أحد ،
فالمنظومة التربوية فعلا حادت عن سكتها و لكن متى يا ترى؟
إن هذا الحياد كان نتيجة تطبيق الإصلاحات الموسومة بإصلاحات
لجنة بن زاغو ، و لا نغفل ها هنا أن هذه الوزيرة كانت عضوا في
هذه اللجنة، حيث تم التمهيد لفرنسة التعليم بحجة اعتماد الرموز الدولية
في الرياضيات و كنتيجة طبيعية لذلك تم اعتماد كتابة هذه الرموز
باللغة الفرنسية و ما تبعه من كتابة العمليات الأفقية و مقارنة و ترتيب
الأعداد من اليسار إلى اليمين في مرحلة التعليم القاعدي
ضف إلى ذلك اعتماد اللغة الفرنسية في السنة الثانية ابتدائي
و لكن التجربة أثبتت فشلها و لم تعمر إلا موسمين فقط حيث زحزحت
اللغة الفرنسية بعدها إلى السنة الثالثة ابتدائي
و بالعودة إلى محتويات نصوص القراءة نجدها بعيدة كل البعد
عن اللغة الأم و عن القيم و الوطنية
إذا أردنا ترسيخ الهوية الوطنية و مبادئ بيان أول نوفمبر 54
– الذي غيب سهوا أو عمدا كمرجعية لبناء المناهج –
فإنه يجب معالجة الانحراف من نقطة انطلاقه و بالتالي تكون نقطة
الارتكاز هي مناهج ما قبل إصلاح المنظومة التربوية أي المناهج
المطبقة قبل الموسم الدراسي 2003/2004
مجرد رأي من متابع للإصلاح من بدايته إلى اليوم