[الدر الكامن]

راجع من تلك القرية النائية المعزولة والشمس تظهر في المرآة الخلفية

آذنة بالغروب وأنا أتأمل الأنهار والأشجار و الدروب .كان يوما مثقلا بالتعب والإرهاق

قائلا في نفسي ألا أيها التعب الطويل ألا انجلي بقهوة سوداء وجلسة على كرسيي الأزرق

وأضواء النات تتراقص من حولي تلاعبيني تداعبني وتتألق

وما إن أوشك البرنامج الذي كان يدور في مذياع السيارة أن ينهي كلماته . حتى توقفت عند باب منزلي

السيارة البيضاء الصغيرة

دعوتهم ككل يوم على القهوة وأعادو ما يقولونه لي دائما شكرا شكرا بالكاد نصل إلى المنزل

إلى اللقاء علي نلتقي صباحا عند ثانوية عبد الحميد ابن باديس لا تنسى مبكرا مبكرا

بخطى متثاقلة جررت نفسي جرا إلى المنزل

غيرت ثيابي وانتعشت بالماء .

سكبت كوبا من القهوة الساخنة فوق المدفئة وبدأت الإبحار في منتديات الجلفة

آملا أن أجد ردا لمواضعي المتواضعة

بدون سابق اندار تحولت مخلفات التعب إلى نفسية محبطة و مزاج سيء

خرجت أتنفس بعض الهواء النقي رفعني ذلك الهواء بين دهاليز الظلام

بخطوات لا اعرف أين تذهب قدماي ..كنت امشي من غير وجه ولا هدف

وفجأة صفعتني تلك الأضواء البيضاء أحسست اني في حلم أو عالم غير عالمنا

وأخذت روحي وحلقت بها بعيدا تلك الرائحة الشدية

وصوت ملائكي تكاد الجدران والعرسات تبكي له خشوعا

يردد ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))

عندها عادت الحياة لروح وفتحت عيناي على أناس يصطفون صفا واحدا غنيهم وفقيريهم

صبيهم وكبيرهم

ظهر مكان بين شابين احدهما اسود والأخر أصهب دخلت بينها

وماهية إلا لحظات فزال الغم وذهب الهم وعادت السعادة