[الربيع ب]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله وحفظك المولى ورعاك
أمور تعتري النفوس البشرية ولا بد ..
مهما بلغت من الإيمان فإنها تضعف ، وتتقهقر لتراجع فتصحح
وإن كان لا بد من الشكاية فإن العبد لا بد أن يطَّرِح بين يدي مولاه سبحانه وتعالى أولا لأنه الولي وصاحب الأمر والنافع الضار ..
وهذا لا ينفي أن يبث العبد همومه لمن يثق بهم ويحبهم ويرى فيهم الصدق والحب ومد يد العون ، فهذه البنت تبث همومها وأشجانها لأمها أو أختها أو صديقة مقربة ، ولا ضر ولا مشاحة في ذلك ، حيث كثيرا وغالبا ما تجد عند هؤلاء الحل ويفرج عليها مما هي فيه بعد إدلائهم بالرأي والمشورة عليها ، وكذلك الولد أو الرجل ..
والناس أصناف نجد فيهم من لا يستطيع البوح لأي كان بما يلاقيه ويعانيه إلا بعد إلحاح ممن يعرفه والمقربين منه لما يرون من تغير حاله ، وغرابة في تصرفاته ..
فكم من مهموم ومغموم ومحزون ومصاب وجد الحل والمخرج عند من يقربه ويثق به ويرى فيه الصدق والمحبة وكتمان السر ، وملأ قلبه الإيمان ، وإن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة ، وفي صحابته رضوان الله عليهم مثل ذلك ، وفي الصالحين ومن امتحن بمثل هذه الأمور ما لا يسع المجال ذكره ، وهو معدود كثير .
ولذلك رتب الله تعالى على حاجة العبد أخاه المؤمن وعونه عليها أجرا ، وقضاء حاجته من الله إن احتاج - والله أعلم بحاله وحاجته فيقضيها له - وهو ما يميزنا عن غيرنا من الناس والأمم كلها وهي نعمة ومنة من الله لا يعرف قدرها إلا مؤمن تقي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي )) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه الألباني.
وهؤلاء من يجد فيهم المؤمن الخير ويتحقق له مراده ، ويحفظون سره ، ويدلون على الخير ، ويرشدونه إلى الهدى ، ويأخذون بيده إلأى بر الأمان ، وربنا تعالى يقول " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين "
فلا تبقى إلا صحبة الأخيار ، وخلة الأتقياء الأبرار
ثم ...
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ** صديق صدوق صادق الوعد منصفا