منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لا تلوموا العقلاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-02-01, 11:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رَكان مشاهدة المشاركة
يا عبير الإسلام بالله عليك ورحم الله والديك .. ..أكان مااقتبستِه من تعليق لي ..يتناول ما تضمنه رأس الموضوع بصفة مباشرة ؟
وتقولين ..أنني استدللت بكذا ..مع أن صاحب الموضوع قال كذا....
ما قلته كان تعليقا على شيء مما تفضلت به الفاضلة بنت الرحل ..حفظها ربي ورعاها ...فهلا أدركتِ ؟؟؟

أنا لايهمّني أن تكون قد أعطيته كمثال أم لا ، المهمّ عندي أنّه مثال نستطيع أن نعطيه في مثل الذي لايمكن محاورتهم إذا كانوا متعصّبين لأفكارهم وعقائدهم ، ومحاورتهم لاتُجدي نفعًا .

فالمبتدع أصعب في النقاش من العامّي أو الذي ليس له علاقة بالمسائل الشرعية العقدية .

فـالعامّي قد يصل إلى الإقتناع بما تدليه له من أدلّة حول مسألة معيّنة وتكون الأدلّة صحيحة سليمة ، وهو كالأرض الخصبة التي تقبل الماء مادامت أرضه لم تلطّخ بأوساخ البدعة ولم يتشرّب قلبه بالعقائد الضّالّة .

أمّا المبتدع الذي أسّس لعقائده قواعد ومسلّمات ، فأنت في حوارك معه وكأنّك تكلّم صخرة وجماد إذا تلقّت مادّة معيّنة ولو كانت مَرنة ليّنة عادت من حيث أتت .

وقد أعطى الله سبحانه مثالاً حول عدم تقبّل الكافر للفطرة السليمة والعقيدة الصحيحة ، فقال : "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) ۞ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)


لكن إذا كان في الموضوع يُقصد بالداعية الغيور على دينه المتعصّب للحقّ ، فأنا أقول : فَلْيَتَعَصَّب لرأيه ما دام رأيه لايخرج عن الكتاب والسُنَّة وفهم السلف الصالح .

ومادام صاحب الموضوع أعطى مثال : ولو كان داعية غيور على دينه ، فمعناه أنّه يريد إيصال رسالة لايفهمها العوام والذين لم يتّصلوا بحوارات الدعاة بين بعضهم البعض .

فالعبرة في الحوار بلوغ الحقيقة ، والدليل ، وقد أعطيتُ مثال على نقاشات صاحب الموضوع أنّه وصل به الحدّ إلى إنكار مواضيع تشرح أحاديث تعطي أهمّيّة للجليس ونوعه ، إذ في حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول أنّ المرء على دين خليله وينصح باختيار الخليل ، وقد شرح العلماء أنّ هذا الحديث يشمل الجليس بكلّ أنواعه ، فإذا كان الجليس على خير في اعتقاده وحتّى في أفكاره الدنيوية ، فأكيد أنّ جليسه لايجني سوى الإيجابي والثمرة اليانعة .

أمّا الجليس الذي يبثّ السموم العقدية في حواراته ، ولايفهمها سوى الذكي الفطن ، والمسلم يجب أن يكون كيّس فطِن ، لايلعب بأفكاره مَن هبّ ودبّ .

والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " أنا لستُ بالخِبِّ ولا الخِبُّ يخدعني "

فكم من مسلم بتوسّعه في مناقشة مَن يراهم أصحاب العقول المتطوّرة ، إنزلق في محاذير لايخرجه منها إلاّ مولاها ، وما هذا الأمر ببعيد عنّا في أصحاب الفلسفات من علماء الإسلام القُدامى ، كابن سينا ، والخوارزمي وابن رشد وغيرهم ، أسّسوا لعقولهم المعرفية قواعد فلسلفية ، فأضاعتهم بالكلام وأخرجت أفكارهم من التزام الكتاب والسُنّة بفهم سلف الأمّة إلى سبيل المتكلّمة .

وأظنّ أنّ الموضوع يقصد فيه العضو ، الحوار والمناقشة بين طرفين وليس حول الإختراعات وما أنتجه الغرب الكافر الذي كان معظم ابتكاراته من أفكار المسلمين القدامى الذين تكلّمت عنهم فيما يخصّ أفكارهم الدينية التي أصبغوها بصبغات فلسفية ، لكنّهم كانوا في العلوم الأخرى كالطب لابن سيناء وغيره من أبرع المتمرّسين فيه .

لكن أعيد مرّة للأخ صاحب الموضوع : مَن يناقش مَن؟ وعلى ماذا يتناقشون مثلاً؟

فإذا كانت مناقشات خارجة عن مسألة الحوار الديني ، فلماذا يُحشر في المثال : الداعية إلى الله الغيور على دينه ؟

كان بإمكان الكاتب أن يقول : مثلا : لاأستطيع أن أناقش إنسان (على عموم اللّفظ ) مُغلق ومتعصّب لأفكاره دون بيّنة ولادليل ، حتّى وإن كان ذلك الشخص أعزّ أصدقائي أو أبي أو من أعز فرد في عائلتي أو جيراني أو أساتذتي أو غير ذلك ؟

إذن مَن يقصد في الحوار وعلى أيّ أساس ؟ مع أنّ الأمر واضح بيّن من أوّل جملة ذكرت في الموضوع ، ولاداعي لتكرار أنّ المسألة تتعلّق بالمناقشات العامّة وليست الدينية .

المهمّ ، يبقى صاحب الموضوع مطالب بتوضيح ماذا يقصد صاحب المقال من كلامه الذي أورده في التمييز بين الكافر وبين المسلم الغيور على دينه في مسألة النّقاشات وجدواها؟












رد مع اقتباس