منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز في العالم المعاصر الصحة تعني المرض
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-25, 20:33   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
** أبو أسيد **
عضو فريق عمل (ممرّض مختصّ)
 
الصورة الرمزية ** أبو أسيد **
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز 
إحصائية العضو










افتراضي




يضاف إلى ما سبق المرتبات الأقل ولكن أيضا الباهظة لألف من مديري الإدارة العليا في الصناعة، ولسوف تفهم حينها لماذا تضاعفت تكاليف الإنفاق على البحث والتطوير. هؤلاء المدراء هم بالضبط الذين كانوا يصرخون منادين بـ"حقوق الملكية الفكرية" ويزدرون ملايين وملايين من المصابين بفيروس الإيدز الذين يمكن إنقاذهم عن طريق تخفيضات جذرية في سعر الدواء.. (7)




إن قصة الإيدز قصة نموذجية لما تفعله حقوق الملكية الفكرية بالناس، فمرض الإيدز يتفشى بمعدلات مرعبة في دول أفريقيا جنوب الصحراء، حيث تبلغ نسبة الإصابة به في جنوب أفريقيا حوالي 10 % من السكان (4,7 مليون مصاب بفيروس السيدا في جنوب أفريقيا يموت منهم سنوياً 250000 شخصاً، كما أن مرض السيدا يشكل 40 % من أسباب الوفيات في الشريحة العمرية بين 15و 49 من العمر) (8). وخلال السنوات الماضية تم تطوير مجموعة من الأدوية التي تبقي المريض على قيد الحياة، حيث تمنع تكاثر الفيروس وتقلل كميته في الدم، لكن تبقى المشكلة في غلاء ثمن هذه الأدوية فالشركات المنتجة للأدوية، بموجب نظام براءات الاختراع، تستطيع تحديد السعر الذي تريده، فدواء واحد من بين ثلاثة أو أربع أدوية مطلوبة لعلاج المريض هو (ستافودين) تبيعه الشركة (دف الأقراص من زنة 40 ملليغرام (الكمية المطلوبة يومياً للعلاج هي دفّان) بسعر وسطي يقدر 4.28 دولار) (8).
وتقدر التكلفة الإجمالية لعلاج مريض الإيدز بألف دولار شهرياً، وهو رقم تعجز جنوب أفريقيا ومعها كل الدول الفقيرة على توفيره لمرضاها، فجاء الحل عن طريق شركة هندية للدواء فقد (عرض المصنّع الهندي شركة "سيبلا ليمتد" لبيعها كمية نوعية من "ستافودين" بسعر أدنى من سعر "زيريت" بـ"خمس وثلاثين مرة) (8). وعندما منحته جنوب أفريقيا ترخيصاً لإنتاج الدواء اعتبرت شركات الدواء المتحالفة ذلك انتهاكا لاتفاقية التجارة الحرة التي تفرض حقوقاً للملكية الفكرية.





أقامت شركات الدواء المتضامنة دعوى على جنوب أفريقيا لانتهاكها تلك الحقوق، ورغم ضغط منظمات المجتمع المدني والرأي العام خاصة في (جامعة يال) التي تم تطو ير الدواء في مختبراتها قبل أن تبيعه إلى شركة (سكويب)، حتى أن أحد مكتشفي الدواء الدكتور (وليم بروسوف) (81 عاماً) وجه رسالة باسمه أو ضح فيها أنه "يجب ألا يموت أي إنسان لأسباب اقتصادية، أو لأنه لم يتمكن من شراء الدواء، وسأكون سعيداً بالتخلي عن أي تعويض إذا ساعد هذا في استئصال المرض" (8). رغم كل ذلك لم ترضخ الشركة حتى كانت أحداث 11 أيلول وما تلاها من تهديد بهجمات الجمرة الخبيثة، فاحتاجت الولايات المتحدة إلى تخزين كميات كبيرة من دواء (السيبرو) المضاد الحيوي النوعي للجمرة الخبيثة، فهددت أمريكا شركة (باير) الألمانية مالكة حقوق هذا العقار، إما بإعطائها الدواء بسعر خاص أو باللجوء إلى إنتاجه دون ترخيص فرضخت الشركة، وهنا اضطرت شركة (سكويب) (منتجة العقار المضاد للإيدز) للقبول بتسوية مماثلة مع جنوب أفريقا، لكن هذه التسوية لم ترض منظمات المجتمع المدني لأنها لم توجد الحل الجذري لمشكلة براءات الاختراع، بل أبقت المرضى تحت رحمة سياسة التسعير التي تضعها الشركات ولا تراعي سوى تحقيق الأرباح، ورغم أن الدول النامية حصلت خلال المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية الذي انعقد في قطر في 13 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2001 على حق الاستثناء من نظام براءة الاختراع في حال الأزمات الصحية فقط، فإن الأمر بقي بيد شركات الدواء.





ورغم كل تلك الأرباح والأسعار الاحتكارية المرتفعة تتراجع البحوث الطبية، ويدل على ذلك تراجع عدد الأدوية المسجلة سنوياً ففي عام 1996 أقرت إدارة الأغذية والدواء الأمريكية الـ(FDA)(12) 53 دواء جديد في الولايات المتحدة، بينما أقرت 17 دواء جديد فقط عام 2003، ورغم ((أن أمراض المناطق المدارية كانت السبب الرئيس في موت الشعوب خلال الفترة من 1975 و1997، لم تتعد الأدوية المعالجة لتلك الأمراض 13 من مجموع 1233 دواء جديد طرحوا قي الأسواق خلال تلك الفترة )) (7)
فمرض مداري مثل الليشمانيا بنوعيها، الجلدي والحشوي، صنفته منظمة الصحة العالمية بين أهم ست مشاكل صحية يعاني منها العالم، حيث يبلغ عدد الناس المعرضين للإصابة به 350 ثلاثمائة وخمسون مليوناً من البشر. وكل عام هناك مليون ونصف إصابة جلدية، ونصف مليون إصابة حشوية. والنوع الحشوي يعتبر مميتاً إن لم يعالج، أما النوع الجلدي فمشوه، ورغم حجم الانتشار الكبير لهذا المرض فما زال يعالج بأدوية اكتشفت منذ الحرب العالمية الثانية، وقد ظهرت مقاومة للطفيلي عليها ومع ذلك لا يوجد بحوث جدية على أدوية جديدة لأن الفقراء هم المصابون بهذا المرض وبالتالي لا يوجد مصلحة تجارية لشركات الأدوية لتقوم بتطوير أدوية جديدة،و بالمقارنة مع خافضات شحوم الدم نرى أنه يوجد عشرات الأنواع منها ولا زالت الأبحاث تجري على قدم وساق لتطوير أدوية جديدة لأنها تعالج أمراض الأغنياء القادرين على الدفع. هذا دون أن نشير للأموال الهائلة التي تصرف على أدوية المتعة للقادرين على الدفع مثل الدواء الشهير: "الفياغرا"!!، ولعل فضيحة دواء eflornithine ومرض النوم الإفريقي خير معبر عن روح الجشع التي تحكم عالم الصحة والدواء.







يتبع

...........













رد مع اقتباس