منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ►♦ ღمجلّـة نقـآوة حُلمღ ► [[العَدد الأوّل]]ღ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-15, 14:01   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
أم عروة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أم عروة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

CENTER]



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ،فلا يخفى على عموم المسلمين وخواصهم أنّ الله عزّ وجلّ قد تعبّدنا بالإيمان به وبالإيمان برسوله ، ومن لوازم الإيمان بالله أن يتعبده المسلم راجيا في عفوه ومغفرته خائفا من عقابه محبا لذاته جلّ وعلا ، ومحبة الله تعالى لا تكون بالادعاء اللّفظي بل تتعدى ذلك ، وقد بيّن لنا ربّنا تبارك وتعالى كيف تكون محبّتُه فقال عزمن قائل في كتابه الكريم:

{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) } ـ سورة آل عمران ـ

هذه الآية كما هي واضحة جلية في كون محبة الله جلّ وعلا لا تكون إلا باتّباع نبيِّه صلّى الله عليه وسلّم وكما ذكر الإمام الهمام شيخ مفسري القرآن في العصر الحديث الشيخ عبد الرحمان السّعدي ـ رحمه الله تعالى ـ حيث قال عند هذه الآية :

"وهذه الآية فيها وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها، فقال { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ ‏}‏ أي‏:‏ ادعيتم هذه المرتبة العالية، والرتبة التي ليس فوقها رتبة فلا يكفي فيها مجرد الدعوى، بل لابد من الصدق فيها، وعلامة الصدق اتباع رسوله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ في جميع أحواله، في أقواله وأفعاله، في أصول الدين وفروعه، في الظاهر والباطن، فمن اِتّبع الرسول دلّ على صدق دعواه محبة الله تعالى، وأحبه الله وغفر له ذنبه، ورحمه وسدده في جميع حركاته وسكناته، ومن لم يتبع الرسول فليس محبا لله تعالى، لأن محبته لله توجب له اتباع رسوله، فما لم يوجد ذلك دل على عدمها وأنه كاذب إن ادعاها، مع أنها على تقدير وجودها غير نافعة بدون شرطها، وبهذه الآية يوزن جميع الخلق، فعلى حسب حظهم من اتباع الرسول يكون إيمانهم وحبهم لله، وما نقص من ذلك نقص‏.‏" ا.هـ «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان».

ومن هذا كلّه عرفنا أنّ محبّةَ اللهِ تعالى تستلزم اتباع النبيّ صلَى الله عليه وسلّم في أمره ونهيه ظاهره وباطنه وأنّ ثمرات هذه المحبة على من اتبع الرسول صلّى الله عليه وسلّم في جميع أحواله هي أن يحبّه الله تعالى ومن أحبّه الله تعالى كان سمعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به، ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها كما ورد في الحديث القدسي الذي رواه البخاري رحمه الله تعالى فطوبى لمن بلغ هذه الرتبة والمنزلة العظيمة.

اللهمّ إنّا نسألك حبّك وحبّ من يحبّك وحبّ كلّ عمل يقرّبنا إلى حبّك، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالميــن، وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعيــن.



الحمد لله وكفى وصلّى الله على نبيّه المصطفى وعلى آله وصحبه ومن بأثره اقتفى، أمّا بعد

فقد روى الشيخان في صحيحيْهما عن عائشةَ أمّ المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ)) وفي رواية لمسلم: ((مَنْ عمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)).

وفي الحديث دلالة واضحة على وجوب الاقتصار على ما جاء به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وحرمة الابتداع في الدين والإحداث فيه وقد جاء في كتاب الله جلّ وعلا ما يوافق هذا الحديث حيث يقول عز من قائل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة/3 .

وقد شرح الشيخ الصّالح محمد صالح العثيمين هذا الحديث شرحًا وافيًا في تعليقه على الأربعين النووية ومن جملة ما قاله رحمه الله:

قوله: "أحدث" أي أتى بشيء جديد.

"في أمرنا" أي في ديننا.

"ما ليس منه" أي باعتبار الشرع.

"رد" بمعنى مردود، وهذه الكلمة مصدر، والفعل (رد) ، والمصدر هنا بمعنى اسم المفعول (مردود) ويأتي المصدر بمعنى اسم المفعول ولذلك شواهد من اللغة، منها كلمة (الحمل) فهي بمعنى (المحمول) كما في قوله تعالى: {وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ} الطلاق/6، أي محمول.

وفي هذا الحديث يخبر النبي، صلى الله عليه وسلم ، بجملة شرطية أن من أحدث في دين الله ما ليس منه فهو رد مردود على صاحبه، حتى إن كان أحدثه عن حسن نية فإنه لا يقبل منه، لأن الله لا يقبل من الدين إلا ما شرع.

ولهذا كان من القواعد المقررة عند أهل العلم "أنّ الأصل في العبادات الحظر والمنع حتى يقوم دليل على المشروعية" قال سبحانه : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} الشورى/21، وهذا إنكار عليهم.

وعلى العكس من ذلك فالأصل في المعاملات والأفعال والأعيان الإباحة والحل حتى يقول دليل على المنع.

وهذا الحديث ورد في العبادات وهي التي يقصد الإنسان بها التعبد والتقرب إلى الله، فنقول لمن يزعم شيئاً عبادة: هات الدليل على أن هذا عبادة، وإلا فقولك مردود.

إلى أن قال رحمه الله:

واعلم أنك لن تحدث بدعة في دين الله إلا انتزع الله من قلبك من السنة ما يقابل هذه البدعة، لأنّ القلب وعاء إن ملأته بالخير لم يبق فيه مكان للشر، وإن ملأته بالشر لم يبق فيه مكان للخير، وإذا ملأته بالسنة لم يبق فيه مكان للبدعة، وإذا ملأته بالبدعة لم يبق فيه مكان للسنة.

وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: تجد هؤلاء الحريصين على البدع عندهم قصور وفتور في اتباع السنن، ولا يكادون يأتون بها على الوجه المطلوب.

وهنا يكون قد تبين لنا حرمة الابتداع في الدين والإحداث فيه ما ليس منه وأنه أمر عظيم وصاحبه في خطر كبير من أمر دينه وسبب ذلك أنّ المحدث في دين الله قد أنزل نفسه منزلة المشرع في دين الله فشرّع للناس مالم يشرّعه لهم الله عز وجل ولا نبيّه صلّى الله عليه وسلم، وقد حذّرنا نبينا صلّى الله عليه وسلّم في خطبة الحاجة حيث قال: ((..كلّ بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ في النّار..))
فاللهمّ إنّا نسألك السّلامة في ديننا ودنيانا، وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعيــن.[/CENTER]









آخر تعديل *أم كوثر* 2016-01-24 في 08:22.
رد مع اقتباس