منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مارأيكم في من يقول ...!!!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-05, 14:26   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الربيع ب
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الربيع ب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وجزاك ربنا خيرا يا أخي الفاضل عمر - ركان -
لقد وقفت على الكثير من مثل هذه الأمور ومما أشرت إليه
وإني أتابع أشباهها في هذا المنتدى وأعجب وأتألم لما وصل إليه حالنا
لنجد من يندفع ردا ورميا لصاحب الموضوع ..
ومن يندفع ردا ومدحا له وقدحا في الآخر دون روية ولا مراعاة حرمة لحق المسلم على أخيه كأدنى ما يجب مراعاته بين المتخاطبين ، أضف إلى عدم معرفة الكثيرين بعضهم ببعض ( وهذا ما يمنعني أن أدلي بدلوي وأضيع ماء وجهي فأجد ردا ممن لا يحسن القول أو يؤوله على غير مقصد ) وأتجنب العراك وقد خرجت بآثار وجروح أضرت بي أكثر ممن رد عليه فلان ورماه علان ...
والأمر متعلق بمستوياتنا العلمية - طلبة كنا - أو معلمين أو دعاة أو زعمنا أننا علماء
والمصيبة أن أقوال الرجال صارت تؤخذ على أنها وحي لا يرد ولا يمكن لأحد كائنا من كان أن يعقب عليه أو يكشف الخطأ فيه
ذلك أن الرجال يعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال ، وأن اجتهاد الرجال مهما بلغوا يؤجرون عليه ما أخلصوا لله فيه ، أجران على الاجتهاد والإصابة ، وأجر على الاجتهاد دون الإصابة ، وماكان فيه اجتهاد للرجال وجب على العامة اتباع المجتهد فيه ما لم يظهر أو يوجد ما يخالفه وهو أقوى منه دليلا ، ومن كان له علم - طالب علم - وسعة اطلاع عرف ما أرمي إليه .
ولو استدل المجتهد في اجتهاده بما يراه مناسبا لفتواه وما ورد عليه من المسائل ، فإنه قد يجانب الصواب في اجتهاده وهو منصوص عليه في السنة كما تمت الإشارة إليه آنفا ، اللهم إلا ما كان عليه نص قطعي الدلالة فذلك لا يختلف ولم يختلف ولن يختلف عليه اثنان ، ولا ينتطح فيه عنزان .
لنعود إلى ما ذكرت من رأي فلان في علان ؟
وما شابه ذلك
فإن على السائل أن يكون صافي القلب صادق النية - وإن هذا مما يراه المجيب فيه ويظنه به - ليتخطف القول وينشر سببا للفرقة بحجة قول الشيخ زيد أو عمرو من الناس
ولعل من الحيطة التحري قبل الجواب عن من قال وكيف قال ، وتمام القول ، وغيرها مما يوجب ويؤدي إلى رد وجواب كافٍ وافٍ شافٍ ، فأهل العلم بمنأى وفي رفعة أن يكونوا سببا في فرقة المسلمين ، وتشتيت شملهم ، وإضعاف قوتهم ، وجعلهم يتنابزون الألقاب ، ويتبادلون السباب .
ورحم الله الشيخ الألباني حين سأله أحدهم أن فلانا قال فما قولكم ؟
فقال الشيخ : هل سمعته أنت قال ؟ قال السائل : لا ، بل قيل لي ؟ قال الشيخ : ما لكم تقولون قال فلان وقال فلان وهو من أكذب الحديث ، إذا سمعت أنت ، إشتغلوا بالعلم وطلب العلم ، واتركوا الناس .
وهكذا كان ولازال ديدن العلماء ، إلا ما كان من مرضى القلوب ، وأصحاب الأهواء ، وكل جاهل وأحداث الأسنان
وإن من كان له اطلاع على مسائل الاجتهاد لم ولن يخالف قول قائل رأى الأخذ في مسألة ما برأي من الآراء ، ظنا من الجاهل بها أنها مخالفة لرأي شيخه أو حزبه أو الجماعة التي ينتمي إليها مهما كان مسماها ، فالعالم بمسائل كهذه والمطلع على آرآء أهل العلم فيها يعرف الحق ، وقد قيل [ من كثر علمه ، قل إنكاره ] والعكس بالعكس ، فمن قل علمه كثر إنكاره ، وهي الداهية التي وقعنا ونقع فيها .
ومن لم يطلع ويعرف اختلاف الفقهاء لم ولن يشتم رائحة الفقه ، ومنه العلم .
ومن تأول الأمور أو عرضها أو بترها - وهو كثير في من ينتسبون إلى الطلب - فليراجع نفسه وليعرضها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قبل أن يعرضها وينظر كلام الرجال ، وآراءهم في هذا أو ذاك .
والحق أحق أن يتبع ، ولم نُلزم باتباع أحد ولم نعلم بعصمة أحد إلا الأنبياء ومن عصم الله سبحانه وتعالى
وإلا فإننا على شفى هلكة والعياذ بالله ، حيث لم ولن يسلم أحد من الرد والرمي والقذف والتجريح لقول قاله ، أو رأي رآه ، أو حتى نية في قول أو فعل ، وعندها لا ينفعه علم ولا صلاة ولا زكاة ولا حج ولا صيام ولا صدقة حيث أن عمله على المحك ، ليحبطه فلان أو علان متأليا على الله وحاكما على عباده .
وإنما التوبة من العباد إلى الله لا يشترط فيها الإعلان بها على مسمع ومرأى من البشر ليرضيهم ، ويرد قولهم فيه .
وبالله إنه أمر حير الحلماء ، وأقض مضاجع العقلاء ، وفرق الشمل ، وشتت الجمع ، وألب السفهاء والأعداء على المسلمين .
قال تعالى " قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ " الأنعام .
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : لما نزل جبريل - عليه السلام - بهذه الآية شق ذلك على الرسول - عليه الصلاة والسلام - وقال : ما بقاء أمتي إن عوملوا بذلك فقال له جبريل : إنما أنا عبد مثلك فادع ربك لأمتك ، فسأل ربه أن لا يفعل بهم ذلك ، فقال جبريل : إن الله قد أمنهم من خصلتين أن لا يبعث عليهم عذابا من فوقهم كما بعثه على قوم نوح ولوط ، ولا من تحت أرجلهم كما خسف بقارون ، ولم يجرهم من أن يلبسهم شيعا بالأهواء المختلفة ، ويذيق بعضهم بأس بعض بالسيف .

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .

والله المستعان وإليه المشتكى .










رد مع اقتباس