بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله القائل : }وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا{ والصلاة والسلام على الهادي البشير، القائل: «سبق المفردون»، قالوا: يا رسول الله، من المفردون؟ قال: }وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ{ وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد:
فإن أفضل ما ينطق به اللسان ويتحرك به الجنان : ذكر الله سبحانه وتعالى، من التسبيح والتحميد والتهليل وتلاوة كتابه العظيم، والصلاة والسلام على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، مع الإكثار من دعائه سبحانه وتعالى، إذا صاحب ذلك الإيمان الصادق والإخلاص، وحضور القلب حيث يستحضر الذاكر والداعي عظمة الله وقدرته.
أخي المسلم أختي المسلمة: إن المادة المختصرة التي بين يديك هي من كلام الإمام الرباني ابن قيم الجوزية، من عمله الفذ المسمى «الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب» الذي هو غزير المنفعة وبليغ العبارة ولطيف الإشارة إلى الأعمال القلبية والمعاني الإيمانية – أحببت اختصاره على فضل الذكر وفوائده، وذلك من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : «الدين النصيحة» قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابة ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، ومن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه»، ومن باب قوله الرسول صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله».
أسأل المولى تبارك وتعالى أن ينفع بهذا الكلم الطيب، كما أسأله سبحانه أن يجزي هذا الإمام الكبير عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
***