أصبح مؤكدا أن إلغاء التقاعد المسبق يمثل الحلقة الجديدة من مسلسل التعفين المقصود والممنهج لقطاعنا من قبل الوصاية والذي يرمي بالأساس إلى التعذيب النفسي للعمال الراغبين في التقاعد بتثبيط ما تبقى من عزيمتهم و تجفيف آخر قطرات الصبر لديهم وإجبارهم على الحضور إلى الاقسام جسدا بلا روح دون مردود يرجى منهم ، هذا من جهة ... ومن جهة أخرى تحفيز ما سميتها في موضوع سابق بعنوان ((نشرة اقتصادية)) الشركات الفاعلة في القطاع (النقابات) لكونها ش ذ م م (تعمل على شطب ذل و مهانة المربي) لأجل إعادة بعث نشاطاتها (الإضرابات ) كي تدرّ على خزينة الدولة الخاوية مداخيل معتبرة (اقتطاعات من أجور المضربين) ...
كان الأولى بالنقابات أن تنتهج سياسة (( الهجوم كأحسن وسيلة للدفاع )) و أن تبالغ في رفع سقف المطالب حتى تظفر بالحد المرضي من الحقوق ...
فلو أنها طالبت بحزم و جدية فيما مضى بالتقاعد دون شرط السن لمن استوفى 25 سنة عمل وأدرجته في مختلف لوائحها المطلبية و جعلته أولوية كباقي المطالب بالنظر لخصوصية القطاع لما تجرأت الوصاية أن تفكر في المساس بحق منقوص من أساسه ( التقاعد المسبق)
فالعيب إذا في النقابات لأنها تظل قاصرة النظر و لا تستشرف المستقبل .. و كانت و لا تزال مفعولا بها عوض أن تكون فاعلا ..فهي شبيهة بالراعي الكسول والمهمل الذي عوض أن يكون دائم اليقظة .. ثاقب النظر .. بصيرا ومحيطا بكل المخاطر المتربصة برعيته .. بعيد النظر مستشرفا للمستقبل فيحصن رعيته خير تحصين..تراه بدل كل ذلك يفضل الخلود للنوم والركون للراحة ولا يستيقظ إلا بعد وقوع المجزرة و بعد أن يعتدى على رعيته ويمعن الذئب في البطش بالضحايا
فيستفيق هذا الراعي الكسول متأخرا ..ويتحرك الهوينى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ...آملا في التقليل من الخسائر في الأرواح ..
فتحركاته في مجملها إذا لا تتعدى مجرد ردود أفعال سلبية بائسة للتخفيف من آثارالمجازر وتقليل عدد الضحايا .. بدل أن تكون أفعالا استباقية للحيلولة من وقوعها أصلا والحفاظ على الحقوق كامله غير منقوصة ولما لا تعزيزها بحقوق إضافية...
والمؤسف حقا أن هذا الراعي رغم فشله تجده لا يستحي أن يقف على أشلاء الضحايا ويتبجح أمام الناجين سالمين كانوا أم جرحى مهللا بنصره المبين و ممتدحا رجولته و فحولته زاعما دون حياء أنه استرد لهم كرامتهم ومانا عليهم بفضله ! فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم !
نصيحتي لكم يا نقابيين:عليكم بالتكوين ...عليكم باختيار الكفاءات بدل الولاءات ..نريد نقابيين في مناصب هجوم لا في مناصب دفاع ...
كفانا سياسة الضعيف ((خذ و طالب)) التي لم تعد تنفع أمام السياسة الخبيثة للوصاية القوية(( ما نعطيه لكم باليمين نسترد منكم أضعافه بالشمال)) ..
نريد سياسة النّدّيّة التي شعارها (( كرامة العامل خط أحمر )) والحقوق تؤخذ كاملة وليس بالتقسيط المريح كما تفعلون أنتم ..
خافوا ربي فينا يا نقابات..خافوا ربي فينا يا نقابات..خافوا ربي فينا يا نقابات !
منقول للأمانة بطلب من أخي و زميلي في العمل العضو المحظور مؤقتا : حسام الحق