[معلم في طريق الزوال]

السلام عليكم...
هكذا وفي مشهد بائس تساق النكابات إلى التوقيع على اعترافها بانعدام أخلاقها في ما سمي ظلما وعدوانا " ميثاق أخلاقيات قطاع التربية " ضاربة عرض الحائط تضحيات رجال ونساء التربية ومهدمة أركان صرح تم بناؤه على مدار سنين طويلة كانت أخلاق المعلم هي أساسه وشرفه هو عنوانه .
لقد هرول الموقعون ومن شايعهم إلى المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي يحللون ويفسرون ويمصمصون بنود الاتفاق ويعلنون بلا خجل ولا استحياء على انجازهم التاريخي لفائدة عمال قطاع التربية ولم يصل الأمر عند هذا الحد بل صرحوا بأن القاعدة النضالية كان لها الدور في توقيع ميثاق العار ، وقد غاب عن هؤلاء أن مجرد نية التوقيع تعني الاعتراف الضمني بانعدام الأخلاق والتصعلك فكما قيل في المثل الفرنسي " c'est le geste qui compte " أي أن العبرة بدلالات الأشياء لا الأشياء ذاتها .
كنا نرجوا أن تقوم وزارة التربية بالتوقيع على ميثاق شرف تعده النقابات بالتشاور مع القواعد النضالية ، ميثاق شرف ينص على تعهد الوزارة بالالتزام بعهودها ومواثيقها وما أكثرها التي تنقضها كل ما سنحت لها الفرصة ، وتلتزم بحل جميع المشاكل وفق جدول زمني محدد ، كما تسعى إلى تحسين الوضعية الاجتماعية للمربي وإرجاع كرامته التي ديست عليها القوانين الجائرة المقزمة لدوره والمحطة لشأنه وعلى أن يتم ذلك الاتفاق في مدرسة ابتدائية لما لهذا الفعل من دلالة رمزية عميقة ...
إننا اليوم ندرك أكثر من أي وقت مضى أن هذه النكابات لا تمثل قطاع التربية ولا تتبنى مشاكله ولا تتحمل آلامه ولا تحمل آماله، بل هي مجرد خليط من كائنات متسلقة عمياء عديمة الكفاءة وسطحية التفكير هدفها الانتداب والمزايا وغايتها أخذ الصور التذكارية مع رمعون !.
اليوم فقط نقولها بملء الفيه لنكابات النكبة " لكم دينكم ولي دين " .