[بنت النخلة]

ليس هناك علاقة إلا وهي مليئة بالأسرار ..
وعلى قدر قوة العلاقة ومتانة الصلة، يكون الجزء الخفي في العلاقة هو الأجمل وهو سر نجاحها، وكلما كانت العلاقة خافتة جافة، كانت أيضًا .. الأسرار هي أقبح ما يروى في قصة هذه العلاقة، وغالبًا هذه الأسرار تكون السبب في ضعف وهشاشة هذه العلاقة ..
أغلى علاقة يملكها الإنسان هي قصة حبه مع المولى عز وجل، العلاقة الخالدة التي بدأت من الله في الأزل، حيث لم يكن أحدًا منا في الوجود، لم تكن أنت موجود لكنك كنت أغلى مخلوق عند الله ..
في عدم وجودك خلق الكون دنيا وجنة، وأمره بالخضوع لك، ثم جئت أنت لتنعم في الدارين .. هذه قصة الإله لما كان وحده ..
أما الإنسان إذا تربص كلما كان وحده، وبارز الإله بنعمته فهو يسطر بيديه أسوأ ما في علاقة الحب ..
أمام الخلق يهاب المحبوب الرب، وإذا كان معه وحدهم صار الرب أهون الناظرين إليه في عينه!
الرسول الكريم كان يصلي بالناس صلاة الجماعة صلاة خفيفة، فإذا خلى بالله صلى بستة أجزاء وكان يواجه الناس بالوجه البشوش ويبكي وحده شوقًا بين يدي الله حتى تبتل الأرض من تحته ..
أما المنافق فحكى لنا عنهم القرآن {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} ..
فهو أمام الناس قديس وفي سره مع الله إبليس!
وقد اعتاد على جرأة القلب على المولى سبحانه وتعالى المُطلع، وتعود على هتك ستر الحياء الذي هو بمثابة حامي الحمى للقلوب مع ربها ..
فاحذر أن تكون عدوًا لإبليس في العلانية وصديقًا له في السر!
واستعن بربك أن يقوي قلبك على شهوتك، وثق بقدرته على إنقاذك من أعتى الذنوب المسيطرة عليك، واطمن إنك لو أردته لك حبيبًا قريبًا مؤنسًا فقط الزم بابه .. وسيكون لك فوق ما تريد