منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - البلوى بالخُنفُشاريين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-11-10, 13:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










B11 البلوى بالخُنفُشاريين

بسم الله الرحمن الرحيم
قصة الخنفشار
كان هناك رجل يدعي العلم الغزير , ويجيب عن كل سؤال يرد إليه , وكان لا يدع شاردةً ولا واردةً إلا وهو يدلي بدلوه فيها , ولم يقل يوما في مسألة : لا أعلم .....
بل كان يؤلف أجوبة من عنده , ويضع لها أدلة ويتظاهر بها أمام الناس ,
فاجتمع بعض العقلاء يوما وقالوا : هذا الرجل .. إما أنه أعلم أهل الأرض ...... أو أنه يستغل جهلنا .....
ثم اتفقوا أن يجروا له امتحانا , فألفوا كلمة من ستة أحرف هي كلمة ( خنفشار ) , ثم جاءوا إليه وقبلوا رأسه وعظموه , ثم قالوا :
يا شيخ ..... مسألة .. مسألة ... أشكلت علينا وأردنا أن تبين لنا جوابها ...
فقال : علي الخبير وقعتم .. ما هي مسألتكم .. ؟ تختلفون وأنا حي ... ؟
فقالوا : ما هو الخنفشار .. ؟
أستقبل الإعرابي السؤال بابتسامة واثقة ثم قال :
يا لها من غرابة ألا تعرفوا ما هي الخنفشار ! .. ؟
فقالوا : لا !
فقال : الخنفشار ... نبات ينبت في جنوب اليمن .. فيه مرارة ..., وإذا أكلته الناقة حبس اللبن في ضرعها .... ,
ويستخدمه أهل الإبل إذا أرادوا بيعها يغشون به الناس , حتي يظن المشتري أن الناقة تدر لبنا كثيرا ... , وهي غير ذلك ..
ثم اتكأ الشيخ وقال :
والخنفشار مشهور عند العرب , وقد ذكروه في أشعارهم , وذكره النبي – صلي الله عليه وسلم – في سنته ,
أما عند العرب .. فقد قال الشاعر لمحبوبته :
لقد عقدت محبتكم فؤادي كما عقد الحليب الخنفشار
ثم تنحنح وقال :
أما الدليل من السنة فقد قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم : ....
فتدافعوا إليه وتصايحوا , وقالوا :
كفي .... كفي .... إتق الله يا كذاب ........
كذبت علي لغة العرب ...... وكذبت علي الشاعر .....
وتريد أن تكذب علي رسول الله – صلي الله عليه وسلم - ... ؟
ثم طردوه من بينهم .
ذكرت هذه القصة توطئة لما انا بصدد بسطه ،
فأقول متوكلا على الله
التعالم هو ادِّعاء العلم ممن يفتقر إليه
و ذكر أهل العلم رحمهم الله أن مراتب الإدراك ست و هي :
العلم
الجهل البسيط
الجهل المركّب
الوهم
الشك
الظّن
و لي عودة أذكر فيها تعريف كل مرتبة بعد ذلك في المشاركات
و الذي له مساسٌ بموضوعي هو الجهل المركّب
و الذي هو إدراك الشيء من وجه يخالف ما هو عليه
هذا ، و قال بعض العارفين : النّاس أربعة :
رجل يدري و يدري أنه يدري فهذا عالم فاسألوه
و رجل يدري و لا يدري أنه يدري فهذا نائم فأيقضوه
و رجل لا يدري و يدري أنه لا يدري فهذا مسترشد فأرشدوه
ورجل لا يدري و لا يدري أنه لا يدري فهذا مُدَّعٍ فانبذوه
و هذا الأخير هو صاحب الجهل المركّب و هو المتعالم
و هو الذي اصطُلح عليه بعد ذلك بالخُنفشار
و على جماعتهم بالخنفشاريين ممن أُصيبوا بداء الخفشرة
و هو داء عضال و سمٌّ قتّال
مسبِّباته : العجب و التعالم و الكبر و الرياء و السُّمعة و حب النفس
و احتقار الآخرين و استصغارهم
و صاحبه يستكبر أن ينسب العلم إلى الله فيما لا يعلم ، و أن يقول لا أدري فيما ليس يدريه .
روي عن علي بن أبي طالب أنه قال : " خمس خذوهن عني ، فلو خضتم فيهن البحر ما و جدتموهن إلا عندي ، ألا لا يرجُوَنّ أحد إلا ربه ، و لا يخافن إلا ذنبه ، و لا يستنكف أن يتعلم ما ليس عنده ، و أن يقول لما لا يعلم لا أعلم ، و منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد ."
و قال أحد السلف : " نصف العلم لا أدري " .
ألا فليتق الله امرؤ هذا حاله ، و عليه أن يُحصن نفسه بحقنة " لا أدري "
فإن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب .
و لبُّ القول ما قال الصِّدِّيق الأكبر و الصَّاحب الأطهر أبوبكر الصديق رضي الله عنه : " رحم الله امرءا عرف قدر نفسه فوقف دونها " .
بقلم : المهاجر إلى الله
السُّلميّ
كما أرجو من المشرفين أن يُبقوا الموضوع في قسم العام إن رأوا أنه يوافق قسما آخر








 


رد مع اقتباس