منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تنظيم الإخوان بداية ونهاية .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-11-07, 20:41   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الجزائر بين مستنقع الإخوان وميليشيات الإرهاب!



على الرغم من صمود الجزائر واستقرارها وسط موجات الربيع العربى العاتية التى اجتاحت العديد من دول المنطقة مستهدفة تقسيم الدول العربية والنيل من أمنها واستقرارها إلا أن الجزائر التى تغلبت على الإرهاب بعد حروب طويلة تعود مجددا إلى صدارة المشهد العربى بعد استهدافها من قبل التنظيمات الإرهابية المتطرفة وخاصة تنظيم داعش الذى وجه رسالة قوية منذ أيام معبرا فيها عن استهدافه لأمن الجزائر ضمن مخططه للنيل من الأمن القومى العربى .
ويرى مراقبون أن ما يحدث من عمليات إرهابية شهدتها الجزائر مؤخرا تلك الدولة التى نجحت فى تقديم نموذج الدولة المدنية القادرة على احتواء خليط دينى يمتد من الشافعية إلى الأباضية وخليط عرقى وقومى من العربية إلى الأمازيغية، تلك الدولة التى تشكل قلب عرب إفريقيا بثقل شعبها وجيشها واقتصادها، إنما يكشف مدى خطورة ما تشهده دول الجوار من صراعات مسلحة خاصة الساحة الليبية والتهديدات على الساحة التونسية وكذلك فى مالى فضلا عن تهديدات داعش التى تعيث فسادا فى العراق وسوريا وتهدد أمن مصر خاصة من البوابة الشرقية "سيناء" .
واعتبر خبراء إستراتيجيون أن ما يحدث على الساحة العربية من عمليات إرهابية وتنامى التنظيمات الإرهابية إنما يحتم الإسراع بتشكيل القوة العربية المشتركة التى أقرتها قمة شرم الشيخ الأخيرة ودعم هذه القوة لتكون سيفا ودرعا حاميا للأمن القومى العربى وحماية مقدرات الدول العربية والتدخل السريع لإنهاء الأزمات والصراعات المسلحة .
وبالرغم من الموقف الجزائرى إزاء هذه القوة حيث لا يسمح الدستور الجزائرى بالمشاركة العسكرية خارج حدود الدولة إلا أن مصادر سياسية ودبلوماسية أعربت لـ"النهار" عن أملها فى دعم جزائرى لوجيستى وفنى واستخباراتى قوى لتشكيل هذه القوة وتفعيلها كضرورة لحماية أمن واستقرار وسيادة الدول العربية.
وإزاء ما شهدته الجزائر مؤخرا أدان الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، الهجوم الإرهابى الذى استهدف أفرادًا من الجيش الوطنى الشعبى الجزائرى فى ولاية عين الدفلى جنوب غرب الجزائر، وأدى إلى استشهاد عدد منهم.
وأكد العربى خلال اتصال هاتفى أجراه بوزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة أن الجامعة العربية تقف بجانب الجمهورية الجزائرية وتساند كل الجهود التى تبذلها الحكومة الجزائرية من أجل محاربة الإرهاب والقضاء عليه.
وقدم الأمين العام، خالص تعازيه إلى الجزائر رئيسًا وحكومةً وشعبًا وإلى أسر الضحايا.
وكان تنظيم «داعش» الإرهابى قد هدد الجزائريين بحرب طويلة الأمد، وذلك خلال بثه لشريط فيديو، بعنوان «رسالة إلى أهل الجزائر» يظهر فى الفيديو شخصان يدعيان أبو البراء الجزائرى وأبو حفص الجزائري.
وهدد التنظيم الإرهابي، على لسان أبو البراء، الجزائريين، بالقول: «إنكم ستكونون حطب الحرب المقبلة، إن اشتعلت فى أرض الجزائر، ولن نقبل حتى نصل إلى الأندلس».
و«جند الخلافة» هى من الجماعات الإرهابية التى بايعت تنظيم «داعش» منذ أشهر، كما قامت باختطاف سائح فرنسي، هو هيرفى غورديل، وبثت شريط فيديو لقتله، لكن أجهزة الأمن تمكنت فى ظرف وجيز من القضاء على عناصر التنظيم الإرهابى وتضييق الخناق عليهم واعتقال آخرين، حيث تم القضاء فى شهر مايو الماضي، فى غابة فركيوة، الواقعة ببلدية بوكرام، فى مدينة البويرة (شرق الجزائر)، على 25 إرهابيا، واسترجعت الأسلحة التى كانت بحوزتهم، وكان من بين الإرهابيين الأمير الجديد لجماعة ما يسمى بـ«جند الخلافة»، المنضوية تحت راية «داعش»، ويتعلق الأمر بخرزة بشير، المكنى أبو عبدالله عثمان العاصمي، والذى يبلغ من العمر 41 سنة، وينحدر من القصية.
تهديدات دواعش تونس
وفى سياق متصل كشفت تقارير أممية أن «دواعش» تونس، باتوا يسلكون صيغا جديدة للالتحاق بالتنظيم الإرهابى فى كل من العراق وسوريا، من خلال نقاط عبور منها الجزائر، وذلك إثر تضييق الخناق على الصيغ التقليدية.
وأورد التحقيق الأممى الذى تم إجراؤه مؤخرا أن «الدواعش» التونسيين لم يعودوا يمضون مباشرة إلى تركيا، تمهيدا للانضمام إلى تنظيم «داعش»، بل صاروا يختارون الجزائر والمغرب وصربيا، وأبرز أن من الأمور التى تشجع التونسيين على اتخاذ الجزائر والمغرب وصربيا، نقطة عبور فى الطريق إلى «داعش»، كونها لا تفرض تأشيرة دخول على التونسيين، فى الوقت الذى بات الذهاب عبر تركيا محاطا بالشكوك وقد يوقع بالمسافر.
استقطاب المتطرفين
وأظهر التقرير وفق ما نقلت تقارير إعلامية أن التونسيين لا يزالون أبرز الجنسيات المقاتلة وسط تنظيم داعش إذ إن عددهم فى صفوفه يفوق ستة آلاف عنصر، تتوجس السلطات التونسية بشدة من عودتهم مزودِين بالخبرة والمخططات الإرهابية إلى البلاد.
وأوضحت المعطيات ذاتها، عن إمكانيات مالية مهمة، يجرى رصدها لمن يقومون باستقطاب الشباب لأجل القتال لدى «داعش»، حيث إن الأشخاص المكلفين بالتجنيد يتلقون بين ثلاثة آلاف و10 آلاف دولار نظير كل مقاتل جديد.
وبين التقرير ما آل إليه الوضع الأمنى فى المنطقة، موضحا أن وجهات عدة صارت تغرى المتطرفين لا منطقة واحدة، سواء تعلق الأمر بالعراق أو بسوريا أو ليبيا أو اليمن، إلى جانب الأفراد الذين يختارون البقاء فى بلدانهم لتنفيذ هجمات إرهابية فى نطاق ما يعرف بـ«الذئاب المنفردة» .
مساجد تونس خارج السيطرة
فيما ذكر تقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أن المؤشرات الباعثة على القلق، تتمثل فى وجود عدد مهم من المساجد فى تونس خارج سيطرة الدولة، ودعا إلى اتخاذ إجراءات لمنع تنامى التحريض على الكراهية.
فى غضون ذلك كشفت مصادر أن السلطات التونسية تسلمت من نظيرتها الجزائرية قائمة بأسماء 13 من رجال الأعمال يشتبه فى دعمهم الإرهاب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، جاء ذلك فى إطار التنسيق الأمنى القائم بين البلدين.
وأضافت المصادر نفسها، أن التوصل إلى القائمة السابقة جاء بناء على نتائج تحقيقات أجرتها وحدات مختصة فى مكافحة الإرهاب اعتمادا على اعترافات إرهابيين موقوفين أثناء التحقيق معهم مشيرة إلى أن المشتبه فيهم يقيمون فى المناطق الحدودية التونسية المتاخمة للأراضى الجزائرية ويشتبه فى توفيرهم أموالا ودعما لبعض 'المتطرفين والجهاديين' ممن وردت أسماؤهم فى تحقيقات أمنية تجريها السلطات مع عدد من المعتقلين فى قضايا متعلقة بالإرهاب.
وأضافت المصادر أن التعاون بين الجزائر وتونس فى مسألة محاربة الإرهاب يبرز بصفة خاصة فى تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية بين أجهزة البلدين، حيث يتم تبادل قوائم إرهابيين والمشتبه فيهم فى مجال دعم ومساندة الجماعات الإرهابية، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية التونسية باشرت تحريات وتحقيقات عميقة حول نشاط عدد من هؤلاء رجال المال وغيرهم بعد الكشف عن تحويل أموال كبيرة نحو أوروبا عبر أحد البنوك التونسية وتوافد عدة رجال أعمال ليبيين أيضا واستقرارهم فى تونس.
مراجعة قوانين المصالحة
من جهتها حذرت الكاتبة والمحللة السياسية الجزائرية حدة حزام من خطورة ما تشهده المنطقة العربية من تنامى الإرهاب وتنظيماته، منددة بالجريمة الإرهابية التى هزت الجزائر فى منطقة عين الدفلى، وراح ضحيتها ثلة من أبناء الشعب الجزائرى فى كمين إرهابى فى ثانى أيام العيد، مؤكدة أن هذه الجريمة جاءت لتؤكد مرة أخرى أن المصالحة خيار فاشل، وأن الإرهاب ما زال يتربص بالبلاد.
وأوضحت أن هذه الجريمة جاءت بعد أيام قليلة من التهديد الذى بثته داعش تتوعد فيه الجزائر بكل شعبها وحكومتها وجيشها.
وقالت: لم تتبن بعد أى جهة العملية التى أعادتنا من جديد إلى ساعة الصفر من حربنا ضد الإرهاب، لكن التسميات لم تعد مهمة والحرب على الإرهاب يجب أن تكون أكثر صرامة، بل وجب مراجعة قوانين المصالحة وقوائم "التائبين" المزعومين.
كيف حدثت الجريمة وكيف نصب الكمين، هل لأنه بمناسبة العيد، تراجع استنفار قوات الأمن؟
ألم نتعلم بعد من دروس الماضي، أن هؤلاء المجرمين تزداد وحشيتهم وتعطشهم للدماء فى المناسبات الدينية؟
ولأنهم لم ينجحوا فى تنفيذ عمليات إرهابية طوال شهر رمضان وسجلت تقارير دولية ضدهم تراجعا فى جرائمهم، حيث كان رمضان هذا الأكثر أمنا فى الجزائر، ها هم ينفذون جريمة مروعة وضحيتها جنود بسطاء من أبناء عامة الشعب؟
واعتبرت حدة حزام أن عيد بغداد أيضا كان عنوانا للموت والترويع، لم تنس دولة الإجرام الإسلاموى بغداد فى ثانى أيام العيد، فأعطتها هديتها سيارة مفخخة راح ضحيتها أزيد من 115 قتيلا وضعفها من الجرحى ومبان مهدمة على رءوس سكانها. السيارة استهدفت مواطنين شيعة، لتؤكد من جديد العبث الذى يعيشه العراق الذى حرره بوش من دكتاتورية صدام، ليدفعه إلى حضن دكتاتورية همجية مهربة من التاريخ الظلامى لبعض الطوائف المنتسبة إلى الإسلام.
وأشارت إلى أن نفس المصائب تعيشها مصر يوميا فى مواجهة إجرام الدولة المارقة بسيناء والمدن المصرية الأخرى فضلا عما تعانيه سوريا من موت ودمار، أيام العيد أو الأيام الأخرى، حيث قتل العشرات أيضا فى الحرب المتعددة الجنسيات التى تستهدف هذا البلد منذ أربع سنوات وما زالت تطول.
هذا بالإضافة إلى جرائم أخرى يعيشها المسلمون فى مخيمات اللاجئين ويدفع ثمنها أطفال سوريون أبرياء، بين برد شتاء وثلوجة ولهيب شمس الصيف ومجتمع دولى منافق يكتفى بتعدادهم وكتابة التقارير ويذهب شتاء وتأتى ثلوج أخرى وقوافل أخرى تضاف كل يوم إلى الهاربين من سكاكين داعش ومجازر النصرة.
وتساءلت أهذا هو ما تعدنا به الدولة الإسلامية، قتل وترويع وتشريد أيام العيد، الذى كان عنوانا للمغفرة والمحبة والتسامح، حتى الأطفال لم يعد يقنعهم اليوم أن فى الإسلام محبة ورحمة وتسامح!
موسم الألم ما زال يطول! وعائلات جزائرية جديدة تفجع فى أبنائها بسبب مشروع ظلامى لا يمت لنا بصلة، والمصيبة الأكبر أن لا أحد صار يكترث لأخبار الإرهاب، إلا لمعرفة أرقام الضحايا وننسى!
مواجهة شاملة
وفى مواجهة الإرهاب على الساحة الجزائرية أكد مراقبون أنه من الضرورى مواصلة كافة الجهود وعلى مختلف الجبهات، لمحاربة هذه الآفة التى لا يمكن حسمها بالقوة العسكرية وحدها، لأن اللجوء إلى الأداة العسكرية لمحاربة الإرهاب يعني، أيضاً، فشلاً فى التعامل مع قضايا اجتماعية وسياسية فى وقت سابق. ذلك أن الإرهاب لا يأتى من فراغ، وإنما يستفيد دائماً من تربة خصبة (سياسية، دينية، اجتماعية، اقتصادية)، فكل بؤر التوتر الحالية (العراق، سورية، ليبيا، مالي) التى تنشط فيها جماعات إرهابية عابرة للحدود لم تفتعلها هذه الجماعات، بل استفادت من انفجارها، حيث استقرت فيها، بعد أن أشعلها غيرها، وما عليها إلا تأجيجها.








 


رد مع اقتباس