اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الباسط آل القاضي
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبـي بعده ؛
لي قول فيما ذكرت ؛ إذ أني ممن يشتغلونَ بفقهِ اللسانِ العربي في الكتاب الكريم ؛ الفرق بين ؛ الكمال والتمام كما ذكرت إذ هو شائع مستبين ؛ لكن لا تثريب عليَّ إن ذيلتُ على ما تقدم آنفا من كلامك – او ممن نَقلت عنه – الكمال هو بلوغ الشـي منتهاه أي لا زيادة فيه ولا نقصان ؛ وهو للنقصان أولى لأن ليس هناك بعد الكمال زيادة ؛ وحال الدين كما ترى يتأرجح بين الإفراط والتفريط ؛ بين الميَّسرِ حدَ السفاهة والمُنَفرِ حدَّ الجريمة ؛ وكذا الايمان ينقص ويزيد وله مبتدأ ومنتهى فلا يدور بخلد مسلم عاقل أنه يوجد من هو أخشى لله وأتقاه من الرسول صلى الله عليه وسلم وسائر الانبياء ثم يأتي بعده القرن الأول ثم الذي يليه ثم الذي يليه بالاتباع والتأسـي بالمعلم الأول والنبي الخاتم ؛ هذا فيما يقترن بالكمال إذ كما ذكرت آنفا أنه بلوغ الشـي منتهاه ؛ وذلك متفاوت بين الناس فما زالوا يختلفون ويتفاوتون في الخير وكذا في الشر . أما فيما ذكرت من التمام فهو ليس مقرونا بزمن كما تفضلت ؛فالتمام ليس مقصودا به ان يبدأ وينتهي في زمن واحد ؛ بل هو الى التقطيع أقرب ؛ وهو أقرب شبها بما وصفتَ به الكمال ؛ اي يأتي في ازمنة متقطعة ومتفاوتة يشمل الماضـى والحاضر وكذا ما في آت الايام ؛ والشاهد على ما أدعي هو قوله تعالى ( 6:1؛ وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تاويل الاحاديث ويتم نعمته عليك وعلى ال يعقوب كما اتمها على ابويك من قبل ابراهيم واسحاق ان ربك عليم حكيم " إذ جاء تمام النعمة من قبل اي على ابراهيم واسحاق وتتمة النعمة أنها شملت يوسف عليه السلام وكذا آل يعقوب دون تقيد بزمن ما .
وثمة شاهد آخر من قوله تعالى (2:2ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تاخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما ) . فَقيد ذلك فلن تجده إلا في هذا الموضع .
والله أعلم وأعلى
|
سبحان الله العليم الحكيم ....
بارك الله فيك