منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الإشاعة . هل تناقص أم تتزايد ؟ أسبابها ، آثارها ، علاجها ، موضوع للنقاش
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-10-07, 22:58   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
khaled-M
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية khaled-M
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الإشاعة سلوك تعبيري إنساني لها جانبيها الاجتماعي والنفسي ، وهي تقولات يتناقلها الناس بشـكل عـادي ، وفي غـالب الأحـيان لا يُعرف مصدرها ، والإشـاعة بمعناهـا العلمي ( تقرير غير مُتحقق منه عن حادث تتناقله الأفواه وكأنها حدث حقيقي ) وخاصة في المجتمعات الفقيرة ثقافيا والتي تنتشر فيها الأمية ، ومن ثم فإن موقف الناس من الإشاعة يتوقف على المستوى العلمي والثقافي للمجتمع ، ففي المجتمعات ذات المستوى العلمي والثقافي المنخفض والتي تنتشر فيها الأمية نجد أن الإشاعة تتناقل وكأنها حدث حقيقي ، أو تقرير حقيقي ، أما في المجتمعات ذات المستوي العلمي والثقافي المرتفع قد يتناقلها بعض الناس على أساس أنها تقرير غير متحقق من صحته أي يُحتمل صدقه كما يُحتمل كذبه .
*
**** وقد يقتصر تناقل الإشاعة على بعض الأفراد ، وقد تسري بين المئات والآلاف ، بل وقد تنتشر* في مجتمع بأكمله ، ويتوقف هذا أيضا على المستوى العلمي والثقافي السائد في المجتمع وأهمية موضوع الإشاعة بالنسبة لمن يتناقلها* ، وتكون للإشاعة أهمية عند مصدر الإشاعة وبعض من يتناقلونها ، وقد يتناقلها الكثير من الناس عن غير قصد وبدون هدف ، وهناك من الإشاعات ما يلقى رواجا ومنها ما لا يلقى رواجا ، ويتوقف هذا على مدى أهمية الحدث الخاص بالإشاعة في حياة الناس .
*
وتكثر الإشاعة وقت الحروب والأزمات أكثر من أي وقت آخر ، وللإشاعة آثارها النفسية* الاجتماعية السالبة فمن الآثار النفسية الخوف والقلق والتوتر ، ومن الآثار الاجتماعية احتكار السلع الغذائية وخاصة في وقت الحروب ، والصراع بين أفراد المجتمع إذا كانت الإشاعة تتعلق بأفراد معينين ، وإذا اتسع مجال الإشاعة في مجتمع من المجتمعات أدى ذلك إلى انهيار المجتمع نظرا لما يترتب عليها من الآثار النفسية والاجتماعية السيئة ، ومن ثم فإن الإشاعة تعتبر من الآفات التي غالبا ما تتسبب في انهيار المجتمع وعدم استقراره
*
وجراثيم الإشاعة تبقى حية دائما في الكيان الاجتماعي ، أي أن المجتمع يكون في حالة تهيؤ** مستمر لسريان الإشاعة فيه وخاصة في المجتمعات ذات المستوى العلمي والثقافي المنخفض .
موقف الإسلام من الإشاعة :
لقد حرم الإسلام الإشاعة أو السـماع لها لأنها كما سبق وأن ذكرنا مغرضة غير مُتحقق من صحتها ، ومنها ما قد يتعلق بأمن واستقرار المجتمع ، كالتي تسري أثناء الحروب ، أو أثناء الأزمات الاقتصادية ، الأمر الذي يجعل الناس في خوف وقلق وتوتر ، فتزداد على ضوئه الاضطرابات النفسية* وهذا بدوره يؤثر سلبيا على خط الإنتاج ، ومنها ما قد يتعلق بأفراد ، الأمر الذي يؤدي إلى الصراعات بين أفراد المجتمع ، ولهذا ينبغي على أفراد المجتمع المسلم عدم الانسياق وراء الإشاعات* وعدم ترديد أي أحاديث أو تقارير غير مُتأكد من صحتها ، حيث إن من يقوم بترديد وترويج الإشاعات يعتبر آثما ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع)
*
كما ينبـغي على المسـلم أن يتأكد ويتثبت من صحة كل ما يسمعه ، أو يُنقل إليه لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين …. )(1) ، كما ينبغي على المسلم أيضا ألا يُسلم بصحة أي تقرير يسمعه ، ولا يتخذ قرارا ، او يسلك سلوكا تجاهه إلا بعد أن يتأكد من صحة ما سمعه* كما فعل سيدنا سليمان عليه السلام مع الهدهد عندما أخـبره بخبر بلقيس ملكة سبأ ، قال تعالى على لسان سـيدنا سليمان عليه السلام( قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين …)(2)









رد مع اقتباس