منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إليك يا فلذة كبدي رسالة من والد لولده
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-10-06, 17:49   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

يا بني
وأنفع وصية أوصيك بها يا بني هي تلك التي وصَّى لقمان ابنه.. وأنزلها الله جلَّ وعلا في كتابه العزيز؛ لتكون حكمة يعظ بها كل أب فلذة كبده..


قال تعالى: }وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ{.


فهذه الوصية جمعت الأصول العظيمة التي تحفظك بإذن الله في الدنيا والآخرة.. إنها دلتك على الطريقة السوية التي توحد بها خالقك فلا تشرك به شيئًا.. ودلتك على المنهاج القيم الذي تعامل بها والديك، وتشكر لهما فضلهما عليك بالبر والإحسان والمصاحبة بالمعروف حتى ولو كانا كافرين.. فلم يبقَ لك عذر في العقوق, ودلتك على أصول العبادات التي ما حافظ عليها مؤمن إلا أصابه الفلاح في الدارين، ووفق إلى العبادات الأخرى.


وتلك العبادات هي الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر.. وهذه المعاني بالإضافة إلى الإيمان هي نفسها المعاني التي دلَّت عليها سورة العصر؛ إذ قال الله فيها: }وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{.


كما دلتك هذه الوصية على أصول المعاملات مع الناس.. بالتواضع والخلق الحسن.. ولين الجانب والرفق واجتناب الغضب.


فاعمل بها تنل الحكمة.. والخير العظيم.


يا بني. «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».


واعلم يا بني أن يونس عليه السلام لما كانت ذخيرته خيرًا، وكان حافظًا لله؛ نجاه الله من الشدة.
قال تعالى: }فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{.


وأما فرعون فلما لم تكن ذخيرته خيرًا لم يجد في شدته مخلصًا فقيل له: }آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ{.


فاجعل لك ذخائر خير من تقوى تجد تأثيرها, وقدم لنفسك ما يسرك أن تراه غدًا، واعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى أله وصحبه أجمعين.

* * * *









رد مع اقتباس