بارك الله فـــــيك أخي الفاضل و إنني أسأل الله لنا ولكم و لعباده العافية أمين
موضوع قيـــــــم و ما أجد أعظم من قول ورقة بن نوفل للبدء إذ قال ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه و سلم لما روى له ما يراه في بدايات الوحي فقال ورقة (لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي) و ماجاء الرسول صلى الله عليه و سلم إلا بالحق وجاء بالخير وجاء بالعدل و جاء بالرحمة ولكن هكذا هي سيرة أهل الباطل يرفضون الحق و يكرهون العدل و ينشرون حقدهم فاتخدوا من دعاهم للنجاة عدوا لهم و كذلك كان أمثالهم مع أنبياء الله فالعداوة باقية منهم إلى قيام الساعة و الحق باق و منتصر بإذن الله
و نرى في زماننا هذا أمثلة كثيرة و حيثما تولي و جهك ترى معاداة أهل الباطل لأهل الحق مرة بالقتال و مرة بالحصار و مرة بمحاولات لتحريف شريعة الرحمن و مرات باستخدام الإغراءت لتضليل أهل ملة الإسلام و مرات بالطعن و التشويه في حق من أراد أن ينصح الناس و يرجوا لهم العزة و المكانة العالية التي اصطفاهم الله لها بفضله و هذا ما جعل الضاليــــن يزدادون حقدا و حسدا و كما أخبرنا الله عنهم فلن يتأخروا أبدا في إبداء العداوة بألسنتهم وماتخفي صدورهم أكبر و ما على أهل الحق إلا التيقن بأن نعيم الجنة لن يدرك بالنعيم الدنيوي و من تنعم فيها و عاش بأمن فيها فليراجع نفسه لأن الحق و القول به و العمل به و اعتقاده و إخلاص النية لله يستوجب وجود الإبتلاء و من بينه العداوة و ما قول ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه و سلم (لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي) عن إحتمال بل كان إخبارا عما هو آت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه على نهجه إلى يوم الدين