العلم بحر لا حدود له فكيف لنا نحن أصحاب العقول البسيطة أن نحشر هذه النّعمة بين جدران قسم ضيّق النّواحي..أوأصبح جيل اليوم يكلّ ويملّ من طلب المعرفة في المدارس بعد أن كان أجدادنا يقطعون المسافات ويحلمون بما نحن فيه الان ...فعلا يا لها من معضلة والدّليل القاطع على كلامي متفوقوا المدراس الّذين نعتبرهم المثل الأعلى ولن أكتفي بالحديث فقط بل سأسرد عليكم حادثة وقعت لي في المسابقة الّتي تجرى كلّ عام بين مدارس الولاية .كانت الغبطة تغمرني يومها فقد قرّرت أن أوضّح للمصحّحين أني ممتازة في جميع المجالات حتى في الثّقافة العامّة وحانت اللّحظة الحاسمة ألا وهي لحظة النّتائج.....لقد صدمت فعلا لفوزنا السّاحق خصوصا أنّ هؤلاء المتمدرسين لايستهان بهم ...انذاك أدركت سبب خسارتهم أمامنا ...إنه سؤال بسيط في الثقافة العامّة يقول *ماهي عاصمة روسيا*...فهل هذا أمر بسيط بالنّسبة لعباقرة طالما سمعت بنتائجهم الخياليّة..ااه كم تعجّبت واااه كم احترت لكن في النّهاية تبقى المطالعة هي السّبيل الوحيد لتجديد المعلومات الّتي يجب أن ترسخ في أذهاننا ...فكما قال معروف الرّصافي في قصيدته المسمّاة *المدارس وأنهجها* ابنوا المدراس واستقصوا بها الأملا ..حتى تطاول في بنيانها زحلا ..... جودوا عليها بما درّت مكاسبكم ...وقابلوا باحتقار كلّ من بخلا.....إن كان للجهل في أحوالنا علل .....فالعلم كالطّب يشفي تلكم العللا. يالها من كلمات رائعة معبّرة وحروف غالية باهضةعلى كلّ متعلّم أن يأخذ بها ولا يمرّ عليها مرور الكرام ..أوليس أول ماخاطب به اللّه رسوله في الوحي *اقرأ*....تعلمون لما لأنّه صلّى عليه وسلّم كان مقبلا على قوم فاضت به الحكمة وفرض عليه أن يقابلهم بالمثل حتى يوصل رسالة الإسلام إلى عقولهم الكبيرة ...والأمر ينطبق في وقتنا الحاضر فلا مكان للجاهل الذّي يحصر العلوم بين حيطان قسم ..ثم يهملها خارج هذه المرافق التّربوية ويقابلها باحتقار ويفرح كلّما جائت العطل والأعياد......في الختام أدعو المولى أن يصلّح فكرنا ويجعل العلم هدفا صوب عينينا .......تقبّلوا مروري .سلام جميل