منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مواقف أم سليم الأنصارية مفخرة لكل مسلم ومسلمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-09-12, 21:13   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

الموقف الخامس: أم سليم الأنصارية وشدة حرصها على التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم:

والبركة في اللغة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء ([1]).


والمقصود به هنا «هو طلب البركة من الزيادة في الخير والأجر وكل ما يحتاجه العبد في دينه ودنياه بسبب ذات النبي صلى الله عليه وسلم بشرطين: أن تكون هذه البركة قد ثبتت بسبب شرعي، وأن تكون الكيفية ثابتة عن المعصوم صلى الله عليه وسلم»([2]).


وقد تقدم في الموقف الرابع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورها كثيرًا ويدخل بيتها وينام على فراشها في غيابها وكانت حريصة كل الحرص على التبرك به صلى الله عليه وسلم في طعامه وشرابه وعرقه وشعره كيف لا تكون كذلك؟ وقدد رأت بعينها معجزاته تظهر في طعامها مرات عديدة كما سيأتي.


فعن أنس رضي الله عنه: «أن أم سليم رضي الله عنها كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعًا (بساط من الجلد) فيقيل عندها على ذلك النطع، قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم جمعته في سك (أي من طيب مركب) وهو نائم» (قال الراوي) فلما حضر أنس بن مالك الوفاة أوصى إلى أن يجعل في حنوط من ذلك السك فجعل في حنوطه ([3]).


وفي رواية عند مسلم قال أنس رضي الله عنه: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندها (أي من القيلولة) فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب([4]).


ولكن ينبغي أن يعلم أنه لا يجوز التبرك بأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت ذل عن أحد من الصحابة ولا التابعين وهم أحرص الناس على فعل الخير ولما لم يفعل ذلك أحد منهم دل ذلك على أن التبرك خاص به صلى الله عليه وسلم.


وكانت أم سليم تسعى لأن تشمل هذه البركة كل أفراد أسرتها لعلمها بما يرجع عليها وعلى أسرتها من النفع الكثير من أثر ذلك التبرك ولذا كانت حريصة إذا جاءها مولود أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يحنكه قال أنس رضي الله عنه: «لما ولدت أم سليم قالت لي: يا أنس، انظر هذا الغلام فلا يصيبن شيئًا حتى تغدو به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنكه، فغدوت به فإذا هو في حائطه، وعليه خميصة حريثية (نسبة إلى رجل اسمه حارث) وهو يسمُ ( من الوسم) الظهر الذي قدم عليه الفتح ([5])».


فمن شدة حرصها على التبرك به صلى الله عليه وسلم تعجب النبي صلى الله عليه وسلم حتى سألها عن ذلك فقالت: يا رسول الله نرجو بركته فقال النبي صلى الله عليه وسلم مقرًّا لها على فعلها: «أصبتِ».


وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف حرص أم سليم على ذلك ويقدر لها ذلك ويمكنها من التبرك به صلى الله عليه وسلم كلما أمكن، ولذا فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما حلق شعره يوم النحر «أشار بيده إلى الجانب الأيمن هكذا، فقسم شعره بين من يليه، ثم أشار إلى الحلاق وإلى الجانب الأيسر فحلقه فأعطاه أم سليم»([6]).


فهكذا ساوى النبي صلى الله عليه وسلم أم سليم بالناس حين أعطاها وحدها نصف شعر الرأس، وأعطى بقية الناس النصف الآخر، وما ذاك إلا تقدير منه صلى الله عليه وسلم لأم سليم على اعتنائها الشديد بتتبع آثاره، وهو دليل على حبها الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم وقربها منه صلى الله عليه وسلم.



([1]) المفردات في غريب القرآن للأصفهاني صفحة (44).

([2]) قاله علي بن نفيع العلياني في كتابه ( التبرك المشروع والتبرك الممنوع) ص (21، 22).

([3]) رواه البخاري في الاستئذان باب من زار قومًا فقال عندهم (11/ 70/ 6281).

([4]) في صحيح مسلم في الفضائل باب طيب عرق النبي والتبرك به (4/ 1815/ 2331).

([5]) رواه البخاري في اللباس باب الخميصة السوداء (10/ 279 برقم (5824).

([6]) رواه مسلم في الحج باب بيان أن السنة يوم النحر ... (2/ 947/ برقم (1305).









رد مع اقتباس