قال أبو الأسود الدؤلي
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداءٌ له وخصومُ
وترى اللبيبَ محسداً لم يجترم ..... شتمَ الرّجال وعرضهُ مشتوم
وكذاكَ من عظمتْ عليه نعمةٌ ..... حساده سيفٌ عليه صروم
فاترك مجاراة السّفيه فإنها ..... ندمٌ وغبٌّ بعد ذاك وخيم
فإذا جريتَ مع السّفيه كما جرى ..... فكلاَ كما في جرْيه مذموم
وإذا عتبتَ على السّفيه ولمتهُ .... في مثل ما تأتي فأنت ظلوم
يا أيها الرجلُ المعلّم غيره .... هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصفُ الدّواءَ وذي السّقام وذي الضّنى.. كيما يصحُّ به وأنت سقيم
وأراك تصلحُ بالرّشاد عقولنا ... أبداً و أنت من الرّشاد عقيم
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله.... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم