حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ ، نَا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ :
سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ ، وَأَبَا سُفْيَانَ ابْنِ الْعَلَاءِ ، يَقُولَانِ : قِيلَ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ : مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ الْحِلْمَ ؟
قَالَ : مِنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيِّ ، لَقَدِ اخْتَلَفْنَا إِلَيْهِ فِي الْحِلْمِ كَمَا نَخْتَلِفُ إِلَى الْفُقَهَاءِ فِي الْفِقْهِ . بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ وَهُوَ قَاعِدٌ بِفِنَائِهِ مُحْتَبٍ بِكِسَائِهِ ،
أَتَتْهُ جَمَاعَةٌ فِيهِمْ مَقْتُولٌ وَمَكْتُوفٌ ، فَقَالَ : هَذَا ابْنُكَ قَتَلَهُ ابْنُ أَخِيكِ . فَوَاللَّهِ ، مَا حَلَّ حَبْوَتَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ كَلَامِهِ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى ابْنٍ لَهُ فِي الْمَحْشِدِ ،
فَقَالَ : قُمْ ، فَأَطْلِقْ عَنِ ابْنِ عَمِّكَ وَوَارِي أَخَاكَ ، وَاحْمِلْ إِلَى أُمِّهِ مِئَةً مِنَ الْإِبِلِ ، فَإِنَّهَا غَرِيبَةٌ .
وَأَنْشَأَ يَقُولُ : إِنِّي امْرُؤٌ لَا شَائِنٌ حَسَبِي دَنَسٌ يُعَيِّرُهُ
وَلَا أَفَنُ مِنْ مِنْقَرٍ فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ وَالْغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَهُ الْغُصُنُ خُطَبَاءُ حِينَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ بِيضُ الْوُجُوهِ أَعِفَّةٌ لُسُنُ لَا يَفْطُنُونَ لِعَيْبِ جَارِهِمْ
وَهُمْ بِحُسْنِ جِوَارِهِ فُطُنُ "
(حديث موقوف)
الحديث الموقوف: هو ما يروى عن الصحابة رضي الله عنهم من أقوالهم وأفعالهم ونحوها، فيوقف عليهم ولا يتجاوز بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وهذا النوع منه الصحيح والحسن والضعيف.
وَقَالَ الشَّاعِرُ فِيهِ بَعْدَ مَوْتِهِ :
عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ وَرَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتَرَحَّمَا
تَحِيَّةَ مَنْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ نِعْمَةً إِذَا زَارَ عَنْ شَحْطِ بِلَادِكَ سَلَّمَا
فَمَا كَانَ قَيْسُ هُلْكُهُ هُلْكُ وَاحِدٍ وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا .