منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ஐ ♥இ درس الإحساس و الإدراك ஐ ♥இ●◦•°شرح مفصل ●◦•°
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-08-02, 16:43   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
❀ حسآم ❀
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ❀ حسآم ❀
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



الإدراك كمعرفة عقلية تطلعنا على حقيقة العالم الخارجي .

الإدراك :Perception

في اللغة هو اللحاق و الوصول ، يقال ادرك الشيء بلغ وقته و انتهى و ادرك الثمر نظج و ادرك الولد بلغ و ادرك الشيء لحقه .والادراك في الفلسفة الاسلامية يدل اولا على حصول صورة الشيء عند العقل سواء كان ذلك الشيء مجردا او ماديا جزئيا او كليا حاضرا او غائبا .
اما في الفلسفة الحديثة فان الادراك يدل اولا على شعور الشخص بالاحساس او بجملة من الاحساسات التي تنقلها اليه حواسه .وهذا المعنى العام يدل على ان الادراك يختلف عن الاحساس فالظاهرة النفسية التي تحصل في ذات المدرك عند تاثر اعضاء الحس تشتمل على وجهين احدهما انفعالي و الاخر عقلي .
يقول ريد reid في الادراك : هو الاحساس المصحوب بالانتباه كما كما يقول مين دو بيران Maine de biran و الواقع ان الاحساس و الادراك كليهما مصطبغان بلون انفعالي و عقلي معا و لكن الادراك يزيد على الاحساس بان آلة الحس تكون فيه اشد فعلا ، و النفس اكثر انتباها فيكون الشيء الخارجي ابين و الصورة المرتسمة في النفس او ضح و اميز و على كل حال فالادراك يقتضي الاحساس .
الادراك هو حصول المعرفة بالموضوع بواسطة الحواس ونتائجه تسمى المدركات . ووظيفته إعطاء تفسير لموضع تنقله الحواس مستعينا في ذلك بالقدرات العقلية كالذاكرة والخيال فالادراك عملية عقلية مركبة ومعقدة تنطلق من المنبهات الحسية
والادراك كما يرى محمد عثمان نجاتي نوعان . الادراك العقلي عندما تتمثل صور المعقولات في العقل . والادراك الحسي وهو تمثل صور المحسوسات في الحواس . ويعرفه الفارابي بقوله : " الادراك يناسب الانتقاش فكما ان الشمع يكون اجنبيا عن الخاتم حتى اذا طابقه وعانقه معانقة ضامة رحل عنه بمعرفة ومشاكلة صورة ، كذلك المدرك يكون اجنبيا عن الصورة فاذا اختلس عنه صورته عقد معه المعرفة كالحس يأخذ من المحسوس صور يستودعها الذكر فيمثل في الذكر وان غاب عن الحس "
ان الادراك هو الاحساس بالشئ و فهمه و يتم الاحساس عادة بالحواس المتوفرة للانسان اما الفهم فيحدث بربط محتوى الاحساس او موضوعه بما يمتلكه الفرد في دماغه من معلومات سابقة بخصوصه فاذا كانت هذه الخلفية المعرفية كافية لاستيعاب الشئ و تمييزه أي كافية لفهمه عندئذ يتم للفرد ما نسميه الادراك .
و يحدث الادراك حسب هذا الخطاطة

وعي حسي للشئ ( الحواس ) + وعي عصبي للتمييز ( داخل الدماغ ) + خبرات سابقة بالدماغ = الادراك

لكن ركس نايت و مرجريت نايت لا يميز كثيرا بين الاحساس و الادراك على اساس ان هذا الاخير ما هو الا مرحلة متقدمة من الاحساس جاء في كتابهما المدخل العام الى علم النفس "الادراك الحسي هو الاحساس مضافا اليه شيء اكثر أي تضاف اليه الخبرة الناجمة عن تنبيه الخلايا العصبية الموجودة في المناطق الارتباطية فالادراك الحسي هو الاحساس المعزز بالذكريات و بالصور العقلية المستمدة من الخبرة الماضية و الناشئة عن التداعي "
اذن الادراك يتجاوز صاحبه ما تنقله الحواس الى تفسيرها على ضوء ما يملكه من خبرات بواسطة القدرات العقلية ، لاننا ندرك بالاستناد الى ما تختزنه الذاكرة ، و يسحيل ادراك الموقف بدونها ، ان الطفل لا يدرك خطورة النار الا بعد ان تتكون لديه خبرة وذلك بعد ان تكون قد لسعته يوما ما ، ثم يعتمد على هذه التجربة و يبني تصور تجاه النار و يدرك خطورتها فيما بعد .

عوامل الإدراك (نسبية المعرفة في إدراكنا الحسي )

وضعية مشكلة :
نوع من الحجارة امام جمع من الناس فيهم الفلاح و التاجر و الفنان و عالم الجيولوجيا و البناء ، اذا كان احساسهم واحد و قد يتطابق احساسهم مع الحيوانات ايضا ، فهل يدركون هذا الحجر بنفس المستوى وهم مختلفون .؟
ان البناء سيدرك الحجر كقطعة لاتمام البناء و الفنان ينظر اليه كتحفة فنية اما الجيولوجي فيريد معرفة مكونات الحجر و عمره الزمني .اذا كان الاختلاف هو السائد هنا في عملية الادراك فيمكن القول بنسبية المعرفة الادراكية و هذا حسب العوامل التي شكلته . وهي :

ـ عوامل ذاتية
وهي عوامل داخلية شخصية تتعلق بالذاكرة والذكاء والتخيل والميول والرغبة و الاهتمام ، والتربية والحالة الصحية والالفة والتوقع .
ـ عوامل موضوعية
هي عوامل خارجية تتعلق بالبيئة والمحيط أي طبيعة الموضوع المدرك ( اهتم الجشطالتيون بالعوامل الموضوعية )
هذه العوامل قد تساعد على الادراك بشكل صحيح كما انها قد تؤدي الى الوقوع فيما يسمى باخطاء الادراك كان ترى الملعقة مشوهة في كاس فيه ماء .










رد مع اقتباس