الملك السعودي في فرنسا: عنجهية وبذخ بلا حدود
وصل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الى فرنسا، أمس الأول، لقضاء إجازة سياحية على شواطئ البحر المتوسط، على أن تستمر زيارته ثلاثة أسابيع.
الزيارة أثارت الكثير من الجدل والانتقاد في الإعلام والشارع الفرنسيين. وفي معلومات خاصة لموقع "العهد الاخباري" فإن الزيارة خلقت تعقيدات إدارية وامنية وسياحية لجهتين إن لناحية مقر اقامته في الجنوب الفرنسي او في باريس مركز متابعات الزائر الملكي خصوصا ان القادم من مملكة النفط والتكفير والرمال يريد ان تكون زيارته بمثابة مكافأة منه لفرنسا على مواقفها المؤيدة لسياسة السعودية خصوصا ضد إيران وسوريا .
لقد اعتاد الفرنسييون والسياح الاجانب، خصوصا في فصل الصيف، ان يقوموا بإجراءات الحجز في الفنادق وشركات تأجير السيارات والمطاعم والمرافق السياحية قبل مدة تصل إلى ستة أشهر، لا سيما وأن عدد الأجانب يصل الى ستين مليون سائح على مدار السنة غالبيتهم في الصيف، وكان من المفترض ان تسير الامور هذا الصيف كما سابقاتها من حيث تنظيم الحجوزات أو قضاء الفرنسيين إجازاتهم في شاطئ (غولف جوان) على البحر المتوسط كما جرت العادة، إلا أن قرار الملك السعودي بقضاء إجازة صيفية في جنوب فرنسا غيّر العادات وأثار الاعتراضات المنددة بتمييز الأغنياء على المواطنين العاديين.

مقر سكن الملك سلمان في فرنسا
وحسب المعلومات فان السفارة السعودية في باريس اتصلت في أيار/مايو الماضي بشركات السياحة لتبلغهم قرار الملك السعودي قضاء ثلاثة أسابيع في الجنوب الفرنسي، لافتة إلى أن طلبات السفارة كانت تفوق قدرة استيعاب هذه الشركات، فقد طلبت السفارة السعودية قرابة الاربعمئة سيارة تتسع كل واحدة منها لثمانية ركاب، وعلى ان تكون ذات لون اسود وزجاج يمنع رؤية ركابها.
هذا الطلب أحدث أزمة لدى شركات السياحة، التي اضطرت الى شراء سيارات جديدة من الاسواق الالمانية والسويسرية. ووفق المعلومات فإن إيجار السيارة الواحدة بلغ ألفا واربعمئة يورو يوميا، تبدأ من بداية تموز/يوليو الحالي.
يضاف إلى الأزمة مشاكل في تأمين السائقين، لا سيما وأن السفارة السعودية حصرت جنسياتهم، بحيث كانت رغبتها بعدم وجود الكثير من العرب باستثناء اللبنانيين، والذين فضلت السفارة ان لا يكونوا من المسلمين وقد حدد إيجار السائق الواحد بثلاثمئة يورو يوميا (300) عدا غرف النوم في الفنادق ووجبات الطعام التي تكفلت بها الدولة السعودية.
إزدراء الناس
وتقول المعلومات انه بسبب الاعداد الكبيرة للحاشية المرافقة، والأعداد التي سوف تلتحق به في فرنسا تم حجز جميع الفنادق في اربع مدن فرنسية هي (نيس، كان، موناكو، سان تروبيه) وبذلك حرم الكثيرون من قضاء الموسم الصيفي، على امتداد المدن الاربع المذكورة والتي رأت نفسها امام فرصة كبيرة للربح وفي وضع صعب امام المجتمع الذي انتقد جشعها وعدم احترامه للمواطنين الفرنسيين امام ثروة الملك العربي الزائر.
وتشير المعلومات الخاصة بموقعنا إلى أن المطارات الفرنسية خصوصا مطار مدينة (نيس) كان له عمل طويل امتد منذ اول تموز/يوليو الحالي وسوف ينتهي بعد أسبوعين من رحيل الملك بسبب هذه الزيارة، حيث استقبل هذا المطار منذ شهر تقريبا اكثر من ثلاثين رحلة جوية لنقل اثاث ملكي خاص بالملك من بينه غرف نوم ومطابخ وصالونات، تحوي عدة كراس ملكية يجلس عليها "ملك النفط" في جلساته وقد صمم هذا الاساس خصيصا للقصر الذي تملكه العائلة السعودية الحاكمة على شاطئ (خليح جوان) والذي يبلغ طوله على الشاطئ أكثر من كلم واحد، وقد حملت طائرات الشحن معها أطنانا من الاثاث حيث ايضا سوف يوضع بعض منه في الفنادق التي من الممكن ان يمر بها بعض افراد الاسرة المرافقين للملك.
البحر ايضا حكر على المال السعودي المبذول، حيث منعت السلطات الفرنسية الناس من الاستجمام في الشاطئ المحاذي للقصر وحجزت قطعة من شاطىء مجاور كما منعت الملاحة حول القصر بقطر دائرته ثلاثمئة متر، و بسبب زيارة الملك السعودي منع تحليق الطائرات فوق المكان، واغلقت المحافظة معبرا تحت جسر يقع على مقربة من القصر وهذا المعبر يمر منه الناس للوصول الى شاطئ البحر.
وكانت السفارة السعودية بدأت ببناء مصعد كهربائي يصل القصر بالشاطىء دون الحصول على اذن مسبق من البلدية ما اضطر رئيس بلدية ( فالوريس) حيث يقع القصر الى ايقاف الاعمال مرتين بسب ذلك، وتدخلت المحافظة في الحالتين وسمحت باستمرار اعمال بناء المصعد.
وعلى مقربة من القصر تمر سكة الحديد، وتهكمت صحيفة "لوكانارد انشينيه" على استمرار حركة القطار بالقول "ان هذا يدل على الديمقراطية السعودية لكن المسافرين مرجوون بعدم النظر الى القصر عند مرور القطار والاكتفاء بادارة وجوههم لجهة اليسار".
انتقادات وعريضة استنكار للزيارة
وقد عمدت عدة جمعيات اهلية فرنسية الى جمع التواقيع في عريضة طالبت فيها الحكومة الفرنسية باحترام المساواة بين المواطنين التي يحددها القانون مستنكرة المعاملة فوق القانون التي يحظى بها بعض الاغنياء على حساب المواطنين.
بدوره، موقع "نيس بروفنس انفو"، الذي ينقل اخبار منطقة كوت دازور، قال "ان ملك السعودية يتجرأ على فرنسا لانه يعلم ان الدولة الفرنسية ضعيفة وأن دولاراته النفطية تعطيه تكبرا يعبث به".