2015-07-27, 22:13
|
رقم المشاركة : 3
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله السلفية
السؤال رقم 1
السلام عليكم
قال الله تعالى في سورة الكهف :" سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا [الكهف/22]
لماذا قال تعالى ثلاثة رابعهم كلبهم و قال خمسة سادسهم كلبهم لم يفصلها بالواو و عندما قال سبعة أضاف الواو بينها و بين رقم ثمانية ؟
|
الفتوى رقم 1
اختلف النحاة والمفسرون في توجيه هذه الواو وسر الإتيان بها على أقوال:
أحدها : أنها زائدة للتأكيد .رجحه البغوي في تفسيره.
والثاني : أنها واو العطف ، وهو اختيار أبي حيان .
والثالث : أنها واو الحال وهو اختيار الطاهر بن عاشور .
وهي في موضع الحال من المبتدأ المحذوف ، أو من اسم العدد الذي هو خبر المبتدأ ، وهو وإن كان نكرة فإن وقوعه خبراً عن معرفةٍ أكسبه تعريفاً . على أن وقوع الحال جملة مقترنة بالواو قد عد من مسوغات مجيء الحال من النكرة .
والرابع : أنها واو الثمانية ، وهو أضعف الأقوال . . وقد عد ابن هشام في «مغني اللبيب» من القائلين بذلك الحريري وبعض ضعفة النحاة كابن خالويه والثعلبي من المفسرين.
ومعنى واو الثمانية أن العرب كانت تعد فتقول واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة وثمانية لأن العقد كان عندهم سبعة كما هو اليوم عندنا عشرة.
والخامس : أنها واو الاستئناف ، وأن قوله تعالى : ( وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ) استئناف منه سبحانه ، لا حكاية عنهم ، وجيء بـ( الواو ) ؛ لتعطي انقطاع هذا ممَّا قبله ، وإليه ذهب بعض المفسرين .
والسادس : أنها الواو التي تدخل على الصفة ؛ لتأكيد لصوقها بالموصوف ، وهو قول انفرد به الزمخشري ووافقه أبو البقاء العُكْبُري ورجحه الألوسي.
والصواب: ما ذهب إليه الزمخشري وغيره أنها الواو التي تدخل على الصفة ؛ لتأكيد لصوقها بالموصوف ، فقوله تعالى :﴿ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾ صفة لـ( سَبْعَة ) ؛ كما أن قوله تعالى :﴿ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾ صفة لـ( ثلاثة ) ، و﴿ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾ صفة لـ( خمسة ) ، على ما نصَّ عليه الزمخشري في قوله :« فإن قلت : فما هذه الواو الداخلة على الجملة الثالثة ، ولم دخلت عليها دون الأوّلين ؟ قلت : هي الواو التي تدخل على الجملة الواقعة صفة للنكرة ؛ كما تدخل على الواقعة حالاً عن المعرفة ، في نحو قولك : ( جاءني رجل ومعه آخر ) ، و( مررت بزيد وفي يده سيف ) ؛ ومنه قوله تعالى :﴿ وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كتاب مَّعْلُومٌ ﴾(الحجر: 4) ، وفائدتها : توكيد لصوق الصفة بالموصوف ، والدلالة على أن اتصافه بها أمر ثابت مستقر » .
قالوا هذه الواو تدل على أن اتصافهم هذا هو الأمر الثابت لصحيح وأن هذا القول هو الحق،
في قولين من أقوالهم قال رجماً بالغيب (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ) إذن هذا الغيب أسقطهم وأبطل القولين.
ويقول (سبعة وثامنهم كلبهم) لم يقل رجماً بالغيب، وقال (قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) إذن هناك من يعلمهم (ما يعلمهم إلا قليل) أي أن عالم ذلك من البشر قليل . والمراد به قوم من أهل الكتاب ، في قول عطاء . وقيل : من البشر مطلقًا ، وهو الذي يقتضيه ما أخرجه الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن ابن عباس ، أنه قال :« أنا من أولئك القليل ، كانوا سبعة ، وثامنهم كلبهم » ، ثم ذكر السبعة بأسمائهم ، وأخرجه عنه غير واحد من طرق شتى ، وأخرج نحوه ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنهم .
إذن هذه الواو في اللغة تدل على التأكيد والاهتمام وأن هذا الأمر هو الصحيح، هو اليقين لأن الواو يؤتى بها في مواطن الاهتمام والتوكيد والتحقيق. فمثال على ذلك..." رجل يتكلم عن شخص ما يقول عنه: فلان عالم. فيقول الآخرعنه –ما يعرفه- : عالم!! . فيزده القائل : وشاعرٌ. فيستغرب: وشاعر!!. فيزده القائل : وفقيه
فكأنه قال في المجموع فلان عالم وشاعر وفقيه أيضا. فيؤتى بالواو للاهتمام بهذا الأمر وتحقيقه".(يرجع بدائع الفوائد لابن القيم - (ج 2 / ص 318)
من أمثلة ذلك قوله تعالى (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) التوبة)
نلاحظ أن الواو ذكرت مع الصفة أدخل الواو على الناهون لأن كل ما سبق من الصفات يأتي بها الإنسان لنفسه لا يتعلق بالغير (عابد، حامد، سائح، راكع، ساجد) أما الناهون فتتعلق بالغير فأكد بالواو لتعدي النهي عن المنكر للغير وللمشقة في ذلك فحتاج إلى مزيد عناية.
فالخلاصة
أضاف سبحانه الواو عند قوله:﴿ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾ ليدل على التأكيد والتحقيق بأن القول الصواب هو سبعة وثامنهم كلبهم..ولهذا لم يبطل سبحانه هذا القول و لم يقل رجما بالغيب..وهذا هو قول ابن عباس وغيره من الصحابة والمفسرين..والعلم عند الله
|
|
|