ما تفضلتم به علينا من شرح لكيفية فهم اللاعنف كان في غاية الاهمية والدقة وبادلته المستمدة من عقيدتنا السمحاء غير انه لدي ما اعقب به عن هذا الموضوع خاصة وانكم ركزتم في ادلتكم على زمن ليس ككل الازمان وعلى شخصيات ليست ككل الشهصيات فذم زمن وهذا زمن اخر وليتك كنت تطرقت لامثلة واقعية قريبة قتم بها رجال في عصرنا الحالي لتغيير الموقف وما ذا كانت نتائجه لانه وان لو كان لنا اسوة حسنة في رسول الله صل الله عليه وسلم وفي اصحابه والواجب علينا انتهاج ذالكم السبيل والعمل على ترسيخه على طول الازمان الا اننا في زمن قل عقلاؤه وعلماؤه وسيطر عليه جهلته وفاقدي العقول واصبح الانسان المتدين فيه كالقابض على الجمر وهذا لا عجب فيه لاننا قد اخبرنا به من ذي فبل من فبل سيد الانام صلوات ربي وسلامه عليه الذي قال ان من اشراط الساعة ان يكثر الظلم ويرفع العلم ويتطاول الرعيان في البيان ويكذب الصادق ويصدق الكاذب ةتمشي كل الامور بموازين مقلوبة ففي ظل هاته الامور لا يمكن لتلك القواعد ان تطبق لانها لن تاتي بادنى نتيجة فالناس منازل وعلينا ان ننزل كل المنزلة التي يستحقها وان لم تفعل فسنكون قد احدثنا خللا في تطبيق القاعدة , سانطلق من تجربة حديثة في التعامل بالاعنف وساريك كيف ان الامور دفع بها الى العنف والذي وبعد ان استحدث وحدث فعلا وادى الى وقوع ما لا يقبله العقل ولا يتصوره الانسان الى الرجوع الى جادة الصواب والتحاور وان لم بلتزم خسب ما احد اطراف الحوار ولم يطبق ما التزم به المهم انه جلس بعد العنف الهمجي الذي دفع بالطرف الاخر اليه بالقوة وبالممارسات التي من شانها ان تكون ردة فعل لدى الطرف الاخر,اتحدث هنا عن ما حدث في الجزائر في التعينيات وما تمخض عن ذالك من عنف وتقتيل وتشريد بسبب ماذا؟فالتغيير كان هو السبب الاساسي لكل ما حدث والاساليب التي اتبعت فيه ادت الى كل ذالك وما كان ليحدث لولا العنف الذي ساد ولاشك انكم تعرفون القصة من بدايتها اي من ستة 1988 الى 1992 وما تلا ذالك من احداث همجية كادت ان تنسف بالدولة لولا عناية الله ورحمته بنا,فاللاعنف والمعبر عنه بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة قد يعطي نتائج متى كان التعامل به في ارضية هو اساس تعاملها وقاعدته الاساسية في جميع الظروف والاحوال وليس ان يتم التعامل به مع طرف لا بعمل به وان كان يفهمه جيدا ويدرك نتائجه الحسنة الا ان تغلب المصلحة عليه يجعله يدير اليه ظهره ويتناساه نهائيا ويقابل التعامل به بتعامل قد يغير من المسار كله فتستعمل القوة بدل العقل ويحدث الدمار بدل الاعمار ويحكم قانون الغاب ليبقى البقاء للاقوى علما بان القوة لله جميعا وانه لن يبقى الا ما اراد له الله البقاء وان يقى فلا سبيل له على الناس وان حكم اجسادهم فلن يتمكن من حكم قلوبهم وجوارحهم فالحكم بالعنف هو ما يؤدي الى التغيير بعنف مماثل ولا يمكن تغييره بغير ذالك لات العقل فيه مغيب تماما وعليه فلا مكان للحكمة والموعظة الحسنة ولا مكان لاساليب اخرى غير العنف المضاد الذي قد يغير من موازين الامور اجلا ام عاجلا حسب طبيعة الخلاف وتداعياته وانفسام مواطت القوة فيه وحصة كل طرف منها هذا ما يسير عليه الحال حاليا ويجرى به العمل والحديث يطول في هذا الموضوع وعليه اتوقف عند هذا القدر متمنيا ان اكون قد وفقت الى اثراء الموضوع الشيق والواسع الاطراف,