لفتة عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها))؛ رواه البخاري. ((ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻓﺊ))؛ ﺃﻱ: ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻧﻈﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ((ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﻗﻄﻌﺖ ﺭﺣﻤﻪ ﻭﺻﻠﻬﺎ))؛ ﺃﻱ: ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ مُنِع ﺃﻋﻄﻰ. هيامعشر الطيبين ... ابدأ أنت وصِلْ مَن قطعك، واعف عمَّن ظلمك، واعطِ مَن حرمك، واعمل بوصية النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" (رواه البخاري ومسلم من حديث أنس). وفى رواية أخرى عند البخاري ومسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام". معشر المسلمين هل تعلم أن إصلاح ذات البين أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ نعم. فقد أخرج أبو داود وأحمد والبخاري في "الأدب" والترمذي عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قـال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قـالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة". وأختمُ بهذه البشارة... لكل مَن هو سليم الصدر، نقي القلب، أبشر.. فأنت من أفضل الناس. فقد أخرج ابن ماجه بسند صحيح عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو النقي الذي لا إثم فيه، ولا بغي ولا غل ولا حسد". والله أسأل أن يُطهِّرَ قلوبنا من الشحناء والغل والبغض والحسد، وأن يجعلنا إخوانًا متحابين، وفي الآخرة على سرر متقابلين ... آمين.