منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - للصائمات فقط
الموضوع: للصائمات فقط
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-26, 19:23   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

الصنف الثاني: الذين يستقبلون هذا الشهر, ويستعظمون مشقته فإذا نزل بهم, فهو كالضيف الثقيل يعدون ساعاته وأيامه ولياليه منتظرين رحيله بفارغ الصبر, يفرحون بكل يوم يمضي منه حتى إذا قرب العيد فرحوا بدنو خروج هذا الشهر.



وهؤلاء إنما استثقلوا هذا الشهر الكريم, وتطلعوا إلى انقضائه لأسباب:



1- لأنهم اعتادوا على التوسع في الملذات والشهوات من المآكل والمشارب والمناكح وغيرها, فضلاً عن مقارفتهم للذات المحرمة, فوجدوا في هذا الشهر مانعًا وقيدًا يحبسهم عن شهواتهم, ويحول بينهم وبين ملاذهم, فاستثقلوه.



2- لأنهم قوم عظم تقصيرهم في الطاعات, حتى أن منهم من قد يفرط في الفرائض والواجبات كالصلاة مثلاً فإذا جاء هذا الشهر التزموا ببعض الطاعات؛ فترى مثلاً بعض المفرطين المقصرين الناكفين يترددون في هذا الشهر على المساجد, ويشهدون الجمع والجماعات, ويواظبون على الصيام والصلاة كل يوم, فبسبب هذا الالتزام لم يألفوه, ولم يتوطنوا عليه استعظموا حمل هذا الشهر.



ومما يناسب إيراده هنا ما ذكره ابن رجب وغيره من أن ولدًا لهارون الرشيد كان غلامًا سفيهًا, فلما أقبل رمضان ضاق به ذرعًا, وأخذ ينشد:



دعاني شهر الصوم لا كان من شهر



ولا صمت شهرًا بعده آخر الدهر


فلو كان يعديني الأنام بقوة



على الشهر لاستعديت قومي على الشهر




فأصيب بمرض الصرع, فكان يصرع في اليوم عدة مرات, وما زال كذلك حتى مات قبل أن يصوم رمضان الآخر.



وهكذا حال الذين يستثقلون رمضان؛ لأنهم سيفارقون ما ألفوا من الشهوات, ويلتزمون ببعض العبادات, هذا مع ضعف يقينهم بما أعده الله تبارك وتعالى للمؤمنين, وعدم استحضارهم لفضل هذا الشهر, وما فيه من الأجور العظيمة, فلا عجب ألا يجدوا من اللذة والفرح والسرور بهذا الضيف الكريم ما يجده الصادقون المؤمنون([1]).







([1]) من كتاب دروس في رمضان للشيخ سلمان العودة حفظه الله.









رد مع اقتباس