بسم الله الرحمان الرحيم إنّ الحــمد لله نحمده، و نستعــينه، و نستغفره، و نعـوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا،من يهده الله فلـا مضلّ لــه و يُضلل فلا هادي له .و أشــهد أنّ لا إلـه إلاّ الله وحده لا شريــك لــه .و أشهـد أن محمدا عبده و رسولــه قــال تعــالى: أمــا بعــد ،، فـالسلام علــيـكم و رحمــة الله و بركــاتهــ أولا أبارك لكل العضوات بحلول الشهر المبارك العظيم ،شهر رمضان أسأل الله أن يتقبل منّا و منكم الصيام و القيام . جئتكم بموضوع جديد يتعلق بالصيــام عامة و رمضان و كيفية استغلاله خاصة بعنوان رمضــاني مختلف ...نصائحٌ للاستغلال الأمثل لشهر رمضان المبارك . عسى أن ينفعكم و ينفعنا . إخواتـي في الله لقــد مـنّ الله عليـنا بمواســم الخير و البركــه تتضاعف فيها الحسنات و تمُحى السيئات فقد أفــلح من زكـاها و خاب من دسّاها . قال تعالى : و ما خلقتُ الجنّ و الإنس إلاّ ليعبدون. فــما خُلــق الإنسان إلاّ لعبادة الله، و الصـيام من أفضل العبادات لأنه يُقَرب العبد من ربّـه ،و يدفعه إلى الإحسان للفقراء و يُـعلمه الصـبر {قال تعالى{يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] و عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم (ما من عبد يصوم يوما فى سبيل الله الا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) متفق عليه و أعظم و أجمل الصيام صيامُ رمضان فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة ، وغُلّقت أبواب النار ، وصُفّدت الشياطين ) رواه مسلم لذا على المسلم و المسلمة في هذا الشهر الفضيل أن يكثر من الطاعات و فعل المعروف و الزيادة من ذلك فالعشر الأواخر منه ،فالأجر مضـاعف !! و سنتطرق إلى ما يجب على المسلم و المسلمة فعله في شهر رمضـان .. *عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غُفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليـه . أي صام رمضان مخلصا لله عز و جلّ يطلب منه الأجر و المغفرة و الثــواب و على الصائم و الصائمة حفظ اللسان و الجوارح عن المخالفات و المشاتمة و نحوها . فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ::صلى الله عليه و سلم:قال: )) وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب فإن سابه أحد، أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم((. أخرجه البخاري ومسلم . ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله :صلى الله عليه و سلم: : «قال الله تعالى: كُلُّ عَمَل ابن آدم لَهُ إلاَّ الصومَ فإِنَّه لي وأنا أجزي بهِ. والصِّيامُ جُنَّةٌ فإِذا كان يومُ صومِ أحدِكم فَلاَ يرفُثْ ولا يصْخَبْ فإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أو قَاتله فَليقُلْ إِني صائِمٌ، والَّذِي نَفْسُ محمدٍ بِيَدهِ لخَلُوفُ فمِ الصَّائم أطيبُ عند الله مِن ريح المسك، لِلصائمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهما؛ إِذَا أفْطَرَ فرحَ بِفطرهِ، وإِذَا لَقِي ربَّه فرح بصومِهِ». الخلوف :هو تغير رائحة الفــم . وَفِي رِوَايِةٍ لمسلم: «كُلُّ عملِ ابنِ آدمَ لَهُ يُضَاعفُ الحَسَنَة بعَشرِ أمثالِها إلى سَبْعِمائِة ضِعْفٍ، قَالَ الله تعالى إِلاَّ الصَومَ فإِنه لِي وأَنَا أجْزي به يَدَعُ شهْوَتَه وطعامه من أجْلِي». و على الصائم و الصائمة اجتناب كبائر الذنوب كالغيبة و النميمة و غيرها و يُعمر لياليه بالتسبيح و قراءة القرءان،الإكثار من الدعاء و الصدقة وقيام الليل فينعم بالأجر و الثــواب . عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ " . قيــام الليــل قال تعالى :وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) تأملنّ معيّ يا أحبتي في هذا الحديث فضل قيام الليل في رمضان *في الصورة * القران في رمضان خصصن يا إخواتي وردا لتلاوة القرآن و تدبره و حفظه و ستنلن الأجر العميم . و الآن لنتحدث عن الإفطار و في تعجيل الإفطار الفضل العظيم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :قال الله عز و جل : أحبُّ عبادي إليّ أعجلهم فِطرا . رواه الترميذي و قال : حديث حسن و عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال :[ لا يزال النّاس بخير ما عجّلوا الفطر] متفق عليه. و كان عليه أفضل الصلاة و السلام يُفطر على التمر و اللبن فعن سلمان بن عامر الضّبي الصحابي رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد،فليفطر على ماء فإنّه طَهورٌ] رواه أبو داوود و الترميذي و قال : حديث حسن صحيح . و عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يُفطر قبل أن يصلي على رُطبات ،فإن لم تكن رُطبات فتميراتٌ،فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء . السحور عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[تسحروا فإنّ في السٌّحور بركــة] متفق عليه . عن ابن عمر رضي الله عنهما ،قال : كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم مؤذنان : بلال و ابن أم مكتوم – فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[إن بلالا يؤذن بليل،فكلوا و اشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم] قال : لم يكن بينهما إلاّ أن ينزل هذا و يرقى هذا . متفق عليه . و عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [فصل ما بين صيامنا و صيام الكتاب أكلة السَّحَرِ ] رواه مسلم أثر الصيام على البدن قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[صوموا تصِّحُوا] و في هذا الحديث الشريف يـا أحبتــي بيــان للفوائد العظيمة للصيـام ،فالصيام راحة للنفس لأنه يستفرغ المواد الفاسدة و يريح المعدة و يُصفي الدم و يطلق عمل القلب. كتاب الطّب النبّوي نداء الجنة للصائمين عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [إن في الجنة بابا يُقال له الريّان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يُقال : أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد] متفق عليه. دعوة الصائم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :[ثلاث دعوات مُستجابات دعوة الصائم و دعوة المظلوم و دعوة المسافر ] رواه البيهقي و هو في السلسلة الصحيحة . شفاعة الصيام و القران عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :[الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ،يقول الصيام : أي ربِّ منعته الطعام و الشهوة فشفّعني فيه،و يقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال،فيُشَفّعان ]رواه أحمد رمضان مكّفر للذنوب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :[ الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر] رواه مسلم و ما أعظم فضل من فطّر صائما فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من فطّر صائما،كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئ . رواه الترميذي و قال: حديث حسن صحيح . ما يقول عند الإفطار روينا في سنن أبي ،داوود وو النسائي ،عن ابن عمر رضي الله عنهما،قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أفطر قال : ذهب الظمأ ،و ابتلّت العروق،و ثبت الأجر إن شاء اللهُ تعالى . وهو حديث حسن قلت : الظمأ مهموز الآخر مقصور : وهو العطش .قال الله تعالى :[ذلكَ بأنّهم لا يُصيبهم ظَمَأٌ] التوبة 120 و إنما ذكرت هذا و إن كان ظاهرا ،لأني رأيت من اشتبه عليه فتوهمه ممدوداً. الجود في رمضان عن ابن عباس رضي الله عنهما ،قال :كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجودَ الناس،وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، و كان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسهُ القرآن،فلرسول الله صلى الله عليه و سلم حين يلقاه جبريل ،أجودُ بالخير من الريج المرسلة . متفق عليه ما يدعو به إذا صادف ليلة القدر روينا بالأسانيد الصحيحة في كتب الترميذي و النسائي و ابن ماجة و غيرها عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله إن علمتُ ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : [قولي : اللهمَّ إنّك عفوٌ تحب العفو فاعف عنّي ] قال الترميذي : حديث حسن صحيح . قال أصحابنا رحمهم الله : يُستحبُّ أن يكثر فيها من هذا الدعاء ،و يستحبّ قراءة القران و سائر الأذكار و الدعوات المستحبة في المواطن الشريفة ،و بالله التوفيق . من كتاب الأذكار النوويّة . في الأخير ما عساي إلا أن أقول و أكرر أن رمضان فرصة عظيمة لتصفية القلوب و تعطير النفوس فرصة للتوبة للطاعة ،لنستغلها في ذكر الله و قراءة القران و قيـام الليل ،في عمل الخير و صلة الرحم، و دعنا من عادات السهر و النوم و الكسل و تضييع الوقت فهذه الأعمال ماا هي إلا من عمل الشيطان ليلهينا عن عبادة الله . اللهم اقبل العمل مع قلتّه،و الجهد مع ضآلته ،والسعيّ مع شوائبه عزّ جاهك و جل ثناؤك و لا إلاه إلا أنت. ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الأخرة حسنة و قنا عذاب النار. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجميعين ،و جزاكم الله خيرًا.