منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ۩ ۞۩ الخَيْمَة الرّمَضَانِيَّة الكُبْرَى اليَوْم الأوّلْ1436 ]۝[مِنْ تقديمْ العُضوة« ✿نَـدِيـّة الجـُورِيْ ~✿ » ۩ ۞۩
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-18, 08:26   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
•~ندية الجوري~•
مشرفة منتدى الاسرة و المجتمع و منتدى التصميم
 
الصورة الرمزية •~ندية الجوري~•
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز وسام المركز الثاني المرتبة الثانية وسام التميز سنة 2012 المرتبة الأولى النـص الذهبـي الأول وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي






رمضان وشراهة الاستهلاك [مظاهر رمضانية]




إن موضوع الطعام والشراب في تاريخ الأمَّة المسْلمة قديم وعريق،
فأُصُوله تُستمَدُّ من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية،
كما أنَّ كتب الفقه والرقائق والمواعظ والزُّهديات والأخلاق تُفْرِد أبوابًا للطعام والشراب،
تَنهي عن المحرَّمات، وتَأمر باتِّباع الآداب الشرعية.

أما اليوم فقد أصبح الطعام والشراب في حياة أغْلب الناس
نهمًا وشرهًا، وإسرافًا وتبذيرًا، ولذَّة وغاية
،
تُهْدَر في صناعة الأطعمة والأشربة الأموالُ،
وتُنصَب الموائد المفتوحة، في البيوت والمطاعم،
ويَجري السِّباق في إقامة الحفلات والمناسبات الباذخة.





وانزلق عامَّة الناس إلى مَساوئ التقليد الأعمى للأُمَم المادية المتْرَفة،
واتَّسمت حياة الكثيرين بالتكَلُّف والإسراف في ولائمهم وأعيادهم وحياتهم،
حتى
أصبحت أعيادُنا مَظاهر باهظةَ الثَّمَن، ورمضاناتنا في كلِّ عام موسمًا للسَّرف والتَّرَف،
بدلاً من أن يكون
عبادة وتهجُّدًا.


إنَّ الإنسان كائن حيٌّ، يقوم بوظائف مهمَّة: عبادة الله ثم إعمار الأرض وإقامة مبادئ العدل والخير
وهذا يَجعله بحاجة إلى الطعام؛ كي ينمو ويعيش، ويتحرَّك ويعمل،
ويحتاج إلى الماء؛ إذْ لا يستطيع الإنسان البقاء حيًّا لمدَّة طويلة بلا ماء.

فاستجابة الكائن البشري لغريزة الطعام والشراب أمر فِطْري،
كما أنَّ المحافظة على القوام الغذائي المتنوِّع والمتوازن مع التوسُّط والاعتدال
يَمنح الإنسان في مراحل عمرِه جسمًا قويًّا وصحَّة دائمة وعمرًا مباركًا
إذْ لا يكفي الإنسانَ في طعامه وشرابه أنْ يتناول نوعًا واحدًا..
فلا بدَّ من توافُرِ الاحتياجات الأساسية مِثْل:
الماء، والسُّكَّريات، والبروتينات والشحوم والدهون، والفيتامينات، وبعض العناصر المعْدِنية
.









إنَّ الإنسان إذا أكل ما يسدُّ به جوعه، وشَرب ما يُسكِن به ظمَأه،
فإن هذا مطلوب عقلاً، ومندوب إليه شرعًا؛ لِمَا فيه من حفظ النفس وصيانة الحواسِّ.

يقول محيي الدين مستو في كتابه (الطعام والشراب بين الاعتدال والإسراف):
"
إذا كانت التُّخمة تُمْرِض وتُمِيت، فإن الحرمان يُمرض النفس ويُفتر عن العبادة، أما الوسطية فإنَّها تنشِّط النفس، وتُظْهِر رُوحانيتها، فالاعتدال توسُّط بين التقتير والإسراف، وبين البخل والإنفاق الزائد عن الحلال في المأكل والمشرب".

وقد حثَّ رسولُ الهُدَى عليه الصلاة والسلام على الاعتدال وحضَّ
على التقَلُّلِ من الطعام والشراب، فقال عليه الصلاة والسلام
: "
الكافر يَأكل في سبعة أمْعاء، والمؤمن يأكل في مِعًي واحد" (رواه مسلم).





في رمضان تزداد مصروفات الأُسَر؛ لِمُجابَهة الشَّراهة الاستهلاكية،
ونهَمِ التسوُّق والإنفاق المرتفع

إذْ يتحوَّل النوم إلى النهار،
والأكل والزيارات والتَّجوال في الشوارع إلى الليل،
ويَستهلك الفرْدُ في
وَجبتي الإفطار والسحور أضعافَ ما كان يَستهلكه في ثلاث وجبات
قبل حلول رمضان المبارك،
حتَّى أصْبح مألوفًا في أمسيات شهر رمضان كثرةُ
حالات الإسعاف بسبب
التُّخَمة على موائد الإفطار.


إنَّ مراتب الطعام والشراب كما قسَّم ذلك ابنُ قيِّم الجوزية رحمه الله في كتابه "الطب النبوي"
مراتبُ ثلاثة:
مرتبةُ الحاجة، ثم مرتبةُ الكِفاية، وأخيرًا مرتبة الفَضْلة.




وكم يَلحق الأفرادَ والأُسَر في عصرنا الحاضر من مشكلات وأخطار،
وهم يَلهثون وراء تقليد بعْضهم في إقامة الحفلات، وتكلُّف المناسبات،
والخروج إلى المطاعم حيث الموائدُ المفتوحة،
والمبالَغة في تناول الأطعمة والأشربة بلا قيود ولا حدود، في كل شهور السَّنة،
وفي رمضان خاصَّة!





















آخر تعديل •~ندية الجوري~• 2015-06-18 في 08:34.