منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - في معرفة أسمائه جل شأنه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-18, 06:22   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
NIGHTINGALE
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي





إن قلب العبد

لا يزال يهيم على وجهه في أودية القلق وتعصف به رياح الاضطراب حتى يخالط الإيمان بأسماء الرب تعالى وصفاته بشاشة قلبه

فحينئذ يبتهج قلبه ويأنس بقربه من معبوده جل جلاله ويحيى حياة طيبة ويصبح فارغا إلا من ذكر الله تعالى وذكر أسمائه وصفاته

ويأتيه من روح اللذة والنعيم السرور وريحان الأمان والطمأنينة والحبور ما يعجز عن ذكره التعبير ويقصر عن بيانه التقرير


قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

(( وحقيقة الطمأنينة التي تصير بها النفس مطمئنة أن تطمئن في باب معرفة أسمائه وصفاته ونعوته

كما له إلى خبره الذي أخبر به عن نفسه وأخبرت به عنه رسله

فتتلقاه بالقبول والتسليم والإذعان وانشراح الصدر له وفرح القلب به

فإنه معرفة من معرفات الرب سبحانه إلى عبده على لسان رسوله

فلا يزال القلب في أعظم القلق والاضطراب في هذا الباب حتى يخالط الإيمان بأسماء الرب تعالى وصفاته وتوحيده وعلوه على عرشه وتكلمه بالوحي بشاشة قلبه

فينزل ذلك عليه نزول الماء الزلال على القلب الملتهب بالعطش

فيطمئن إليه ويسكن إليه ويفرح به ويلين له قلبه ومفاصله

حتى كأنه شاهد الأمر كما أخبرت به الرسل

بل يصير ذلك لقلبه بمنزلة رؤية الشمس في الظهيرة لعينه

فلو خالفه في ذلك من بين شرق الأرض وغربها لم يلتفت إلى خلافهم وقال إذا استوحش من الغربة:

قد كان الصديق الأكبر ( عليه الصلاة والسلام ) مطمئنا بالإيمان وحده وجميع أهل الأرض يخالفه وما نقص ذلك من طمأنينة شيئا

فهذا أول درجات الطمأنينة ثم لا يزال يقوى كلما سمع بآية متضمنة لصفة من صفات ربه

وهذا أمر لا نهاية له فهذه الطمأنينة أصل أصول الإيمان التي قام عليه بناؤه))

وقال أيضا :

((فاليقين هو الوقوف على ما قام بالحق من أسمائه وصفاته ونعوت كماله وتوحيده

وهذه الثلاثة أشرف علوم الخلائق

علم الأمر والنهي

وعلم الأسماء والصفات والتوحيد وعلم

المعاد واليوم الآخر والله أعلم)) .











رد مع اقتباس