انتفاضة قلب : البداية .. دواخلنا بها فوضى مُتراكمة تحتاج لإعادة ترتيب ولا أنسب من شهر رمضان لبدء هذا أليس كذلك ؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ ينْظُرُ إِلَي أَجْسَادِكُمْ وَلاَ إِلَي صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ ينْظُرُ إِلَي قُلُوبِكُمْ﴾ لقد اختار الله سبحانه تعالى موضعاً ليرى به عبده لذلك كان هذا القلب محل يُدار عليه العمل – النيّة - . هذا القلب له منافذ تدخل منها كلّ الأمراض ( حسد ، رياء ... إلخ ) لذا لا بّد من تطهير المنافذ .......... ※ البصر = عليكً جاهداً أن تغّض البصر عمّا حرّم الله ... ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ .......... ※ السّمع = عليكَ بإتيان حقّ الأذن فتمنعها من التّصنت على الخلق ، عدم الاستماع للأغاني و للكلام الفاحش ... ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ .......... ※ اللّسان = عليكَ بكفّ لسانكَ عن الغيبة و النّميمة و الشّتم و الكذب ... ... ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ وفي الحديث : ﴿ وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ﴾ حينما تُحكم قبضتك على المنافذ الحسّية تكون قد بدأت بالارتقاء بهذا القلب لتصل لدرجة الصّفاء القلبي- الرّوحي - . *بصمة || يجب التّحكم بالمنافذ جيداً لأنها هي من ستحدّد استمرارية هذا التّغيير . إذن مع بداية رمضان علينا العمل على هذا القلب ، نُعاهده على تطهير المنافذ شيئاً فشيئاً متأسين في ذلك بقول الله عزّ جلاله وتقدّست أسمائه : ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ * همسة / في رمضان مثلما يعظم الذنب كذلك يعظم الأجر فلنسارع للأعمال الصّالحة . وقفة || افتح قلبك لرمضان بعض العبادات الّتي كان يحرص نبيّنا صلوات ربّي وسلامه عليه في شهر رمضان : - الصدقة - تلاوة القرآن - الدّعاء - الإعتكاف - دعونا نفتح قلوبنا لهذه العبادات الجليلة في هذا الشّهر العظيم : الصدقة .....بمجرد أن تتصدّق فهذا توفيق من ربّ العالمين . لماذا شُرعت الصدقة ؟ لماذا رسول الله كان لا يأكل الصدقة ولا يقبلها ؟ لو علمت لماذا تعلم لماذا فُرضت الصّدقة .. .....الصدقة تخرج من المؤمن لتطهير الّنفس من الذّنب . .....الصدقة تقيك من ميتة السّوء لذا يقول النّبي صلوات ربّي وسلامه عليه { صنائع المعروف تقي مصارع السّوء } ..... الصدقة تحفظ الجسد و الأبناء . خطأ نقع فيه عند الصدقة .....تمنح مئة دينار لمحتاج تقول له ادعو لي بالصّحة و طول العمر فيدعو لك هنا هو كافأك على المائة دينار= نقص الأجر { و يطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً و أسيراً إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم لا جزاءً ولا شكوراً } { ولا تبطلوا صدقاكم بالمنّ والأذى } ..... الله لا يبارز بالإحسّان والله لن يجعل عبداً أكرم منه . ..... كلّما بسطت يدك للنّاس بسط الله يده لك قال رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه : { أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى } . القرآن من هم أهل القرآن ؟ ..... الحفظة خطأ . ..... أهل القرآن هم من أقاموا القرآن في قلوبهم ولو لم يحفظوه . [ أهل القرآن من عملوا بالقرآن وأقاموا حدوده وأوامره ونواهيه ] لماذا نشعر بالتعب حينما نقرأ القرآن ؟ ..... لأنه يطهّر القلب فاصبر على نفسك حتى تنعم بالراحة النفسية و لكي تحيى نفسك عليك مجاهدة نفسك ، فالقرآن لن تستلذ به بعد قراءة أو اثنتين اصبر اصبر . ..... الشّعور بالتعب كذلك راجع للشيطان لآنه يُحبّ صرف العبد عن التدّبر في كتاب ربّه . كيف نستلّذ بقراءة القرآن ؟ ..... إفراغ القلب من شهوات الدنيا . ..... استشعار عظمة الخالق . ..... ربط الآية في نفس القارئ مثلا آيات الأحكام هل أنت ملتزم بها تطبقها في حياتك . [ عدم التلذّذ بالقرآن دلالة على أنّ القلب محاط بغشاوة ] { وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا } بركة القرآن ..... بركة القرآن في تلاوة آياته وسوره وليست في تعليقه و وضع المصاحف في البيوت . ..... أبرك بركة في القرآن أن تعمل بما جاء به . الحكمة من تحريك اللّسان عند التلاوة ..... القارئ لا يسّمى قارئاً إلاّ إذا حرّك لسانه ..... تؤجر على تحريك اللّسان ويستقيم لسانك . ..... الأذن تؤجر بسماع القرآن ويستقيم السّمع بالقرآن . ..... و حتّى لا تُشْغَل . ابشر بشفاعتين : قال رسول الله صلّ الله عليه وسلّم : ﴿ الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ ، يقولُ الصيامُ : أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه ، فيَشْفَعانِ ﴾ صحّحه الألباني ..... يأتي الصيام منادياً يا ربّ شفّعني فيه . ..... ويأتي القرآن حليفاً يا ربّ شفّعني فيه . الدّعاء ..... الله قدّم القرب على الاستجابة فادعوا الله بحرقة فهو يسمعك { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ } اليقين في الدّعاء ..... أن تعطي الله عزّ وجلّ زمام أمرك . ..... أن تعلم أن الله سمع دعائك فعلم أنه خيرا لك فأعطاك وعلم أنه شرا لك فصرفه عنك . { لو منحَ الله عبده كلّ ما يريده فاعلمْ أن الهلاك أقرب إليه من النجاة } رفع اليدين مناط إجابة الدّعاء ..... في يوم بدرٍ رفع رسولنا الكريم صلوات ربّي وسلامه عليه يديه حتى ظهر بياض إبطيه ، لكن لا يعني هذا أن الدعاء لا يكون إلا برفع اليدين كالسّجود في الصلاة ، كالدّعاء المشروع بعد الصلاة الإبراهيمية عند نصب السّبابة وذكر : اللهم إنّي أعوذ من عذاب القبر ومن عذاب جهنّم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدّجال -أعظم الفتن الّتي تصيب المؤمن- أعظم عائق لاستجابة الدعاء ..... عدم حسن الظن بالله عز و جل . الله عز شأنه وتقدست أسمائه يحّب العبد اللّحوح . ربّ السّماء ، ربّ الأرض ، القوي ، المنتقم ، الجبّار ... أنت أنت إذا رفعت يديك استحي منك .. أليستْ هذه نعمة ! مصداقه ما ذكر في الحديث عن رسول الله ﷺ { إن اللهَ يستحي من عبدِه إذا رفع إليه يديه أن يردَّهما صِفْرًا } لماذا لا يستجاب لنا ؟ ..... يجب أن ننظف الطريق الّذي بيننا وبين الله حتى تصل الدعوة بأسرع ما تكون لذلك على المسلم قبل الدعاء أن يقوم بتعظيم الربّ ثم الصلاة على النّبي صلوات ربي وسلامه عليه ثم يسأل ما شاء . ..... [ أدب الدعاء ] الخشوع والاستكانة ، و حضور القلب بنية صادقة ، الإسرار في الدعاء { إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا } ..... مسألة مهمة يغفل عنها كثير من الناس وهي تبيان الضعف أثناء الدّعاء انظروا لأدب دعاء سيّدنا زكرياء عليه السّلام { قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً } معناه : يا ربّ وان كنت قائما بين يديك إلا أن العظم ضعيف ( بدأ بذكر ضعفه الداخلي الغير ظاهر) واشتعل الرأس شيبا ( أخبر عن ضعفه الخارجي الظاهر للعيان) ولم أكن بدعائك يا ربي شقيا ( بمعنى يا رب ما دعوتك قط إلا واستجبت لي يذّكر نفسه هنا بنعم الله عليه وأنه لم يمنع عليه خير قط ) . أفضل أوقات الدّعاء جوف اللّيل الآخر - دبر الصلوات المكتوبات - مابين الأذان و الإقامة - أثناء السّجود - عند البأس و في السّفر لا تشترطوا على الله في الدعاء الاعتكاف .....الإعتكاف سنّة الحبيب المصطفى ﷺ و مشروع متى شاء المسلم و أفضله في العشر الأواخر من رمضان . ..... في العشر الأواخر يُستحب للمعتكف أن يدخل معتكفه بعد صلاة الفجر من اليوم الحادي و العشرين ويخرج بانتهاء العشر . ..... يشرع للمعتكف أن يكثر من الذّكر وقراءة القرآن والاستغفار والدّعاء و الصلاة . كُنْ ذَا أَثَرْ مجموعة من الفواصل و الجداول لعلّها تفيدكم - خاصةً من يعملون في المجال الدّعوي - ● فواصل كتب دينية خمسة فواصل انتقيتها لكم بعناية سهلة للطباعة . ● فاصل كتاب القرآن هذه لي وجدتها مفيدة فعلاً لحفظ الصّفحات : .......... ● جدول الشّهر جدول سهل يُعين على تحفيز النّفس على مواصلة أعمال الخير - تصميم فريق أراسيل الدّعوي - ● مفكرة رمضانية عمل بسيط أحببتُ من خلاله تدوين كلّ ما سأكتسبه من خبرات و معلومات خلال الشّهر الفضيل [ تدوين تفسير آية ، تدوين حديث ، تدوين عمل قمت به ... ] - العمل على ملف وورد ليسهل عليكم التعديل - طبعاً نسختي أضفت لها بعض اللّمسات و خلف كل صفحة كتبت معلومات تحفّزني أكثر و أكثر .. هنــــــا و هنـــــا ● ختم القرآن الكريم في شهر رمضان لا تنس النّوافل في هذا الشّهر الفضيل توزيع ختم القرآن يَوْمِيَّاتِي الرَّمَضَانِية أبدأ يومي بصلاة الفجر و قراءة القرآن و قراءة الأذكار ، ثمّ تتنّوع الأعمال بحسب الهمّة و حضور القلب - نسأل الله أن يوفّقنا و إيّاكم - صحيح أن التكنولوجيا قد خطت خطوات عملاقة وقد سّهلت على بني البشر الكثير من الأمور ، لكنّها مع ذلك لا تمتلك ذلك الشّعور بالأشياء ، قد تتساءلون عمَّ أتحدث ..؟ هنالكم مواقع عديدة لتحميل الكتب بل وقد تُوفر خاصية التصّفح المباشر و تُجنبنا بذلك عناء انتظار دقائق التّحميل ، هو شيء جيّد و يساعد الكثيرين ، لكن وعلى الصعيد الشخصي أفضّل عند مطالعة الكتب الدينية على وجه التّحديد أن أتصفح كتب ملموسة ، أناملي تتحسّس قيمة الورق و عيناي تقرأ مباشرةً . هي عادتي ولا أظنها ستتغيّر .. هذه مجموعة الكتب الّتي اخترت لأطالعها في هذا الشهر الفضيل . - فرصة لأترك ناظري يتأرجح بين الزّاد الديني و ثواب نهل العلوم الشّرعية- . وخير ما أنصح به نفسي و إخوتي أن تجعلوا لكم خبيئة من عملٍ صالح بينكم وبين الله لا يعلم بها أحد مهما كان العمل قليلاً فلا تبخسوه ، فلربّما قراءة آية كلّ يوم تجعلونها خبيئة قد تكون هي حبل نجاتكم من النّار ، فلا تستصغروا عمل الخير قط .