والله أن المشكلة ليست في البرامج الرمضانية وولا في كمية الأعمال..لكن كل المشكل هو :
1-في التوبة النصوح قبل الشروع في كل هذه الأعمال الطيبة ثم الإقلاع عن المعاصي التى قد
تحول دون أن تقبل هذه الأعمال مهما كثرت..فالتصفية قبل التحلية...
2-التفقه في كيفية آداء الطاعات فالله فرض علينا العلم قبل القول والعمل
قال تعالى:{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}
3-إخلاص النية في الباطن ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في الظاهر وفي كيفية أداء الأعمال
4-ترتيب الأولويات كما رتبها الشرع وليس على حسب الاهواء فمن أتقن صلاة التراويح وضيع
صلاة الفجر فما أصاب!
ومن ضيع صلاة الظهر ولم يأتي بها في وقتها أو لم يصلها جماعة إن كان رجلا فما ينفعه أن يكثر بالنوافل!
من لم يصم عن الكذب والغيبة والنميمة والزور فما تنفعه أن يختم القرآن 4 أو 5 أو أكثر
..قال صلى الله عليه وسلم :
(مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)..
أمور كثيرة لن تتجلى إلا لمن وفقه الله إلى التعلم وإلى حسن الإصغاء ثم حسن التطبيق..
{لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} ق(37)
وعجبا لمن لم يأخذ الوقت الكافي و لم يبذل الجهد الكافي في تعلم فرائض الله تعالى كيف
يطمع في الفوز والنجاح في رمضان أو في غيره من الطاعات!!!!
هل يرجى لطالب ذهب لأداء امتحان البكلوريا وهو لم يجد والم يجتهد في التعلم والمذاكرة
على يد احسن المعلمين هل يرجى لمثل هذا النجاح؟؟؟
أم أن الإمتحانات الشرعية الربانية هي أيسر؟؟؟ وعواقبها هي أهون؟؟؟
فلا تتطلب منا جهدا ولا حرصا ولا بذل مال كالذي يبذل في الدروس الخصوصية وفي شراء
الكتب وكل لوازم التحصيل العلم الدنيوي!!!؟؟؟
{فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} لأعراف
قال معروف: رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق.
وقال بعض العلماء: من قطع عضوا منك في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم
لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا.