السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذه قصّة أخرى لفتاة منتقبة,,, ما شاء الله
أحببت أن أبشركنّ بأني بفضل الله تعالى و كرمه و رحمته بي إرتديت تاج العفاف - النقاب - و قد عُلم بين القليلات من عائلتي أني منتقبة بفضل الله تعالى قبل إسبوعين و لكن لم أكن قد خرجت به بعد و يوم الأحد نزلت به لبيت عمي و لكن لم يراني به إلا القليل و لم أخبركنّ بهذا إلا بعد أن خرجت به البارحة في الشارع ...
فهذا من كرم الله عز و جل و من نعمه العظيمة التي أنعمها عليّ .. فلو وكلني ربي لنفسي أو لأحد من خلقه طرفة عين لخذلت و عجزت و لم أكن لأرتديه أبداً لو ما أن الله أراد بي خيراً و ألبسني إياه بفضله و كرمه و منّه و رحمته و عظيم لطفه سبحانه و تعالى ..
فاللهم لك الحمد حتى ترضى .. و لك الحمد إذا رضيت .. و لك الحمد بعد الرضا
و أحببت أن أخبركنّ عن قصتي مع النقاب قليلاً و كيف يُسِرَ لي بعظمة العظيم ربي جلّ في علاه ..
أنا كنت أحب النقاب الأسود و أتمنى أن ألبسه من قبل 3 سنوات و لكن لم أرتديه و لم أخبر أحداً بهذا الأمر إلا القليلات من رفيقاتي .. بعدها بسنة أخبرت والدي لأنه كان ذاهب لأداء العمرة فطلبت منه أن يشتري لي النقاب فأشترى لي نقاب و لكن دون القفازين و الغطاء للرأس - يسميه البعض الخمار أو البرنص - هو الذي يُشبه غطاء الصلاة و لكنه طويل و أسود و يُربط .. فلم أرتديه و لم أبحث عن ما ينقصني لألبس النقاب و لكن في داخلي أريد أن ألبسه و أريد هذه النعمة العظيمة فإستمريت على نفس الحال لمدة تقل عن سنة و هي هذه المدة الأخيرة فكنت قد خرجت لمناسبة عند عمتي بتاريخ 14 / 2 و عندما عُدت قررت أني لن أخرج من المنزل إلا و أنا أغطي وجهي .. و الآن سأخبركِ غاليتي كيف تيسر لي ما كان ينفصني لإرتداء النقاب الأسود ..
أذكر أني قبل شهر تقريباً أو أكثر بقليل كان يوم جمعة و كنت جالسة كعادتي أتصفح في الإنترنت و فجأة راودني إحساس غريب و عناد شديد بأني سألبس النقاب قريباً و لكن كيف ..؟ لم أخبر أحداً بهذا يوم الجمعة بالليل دخلت غرفتي و أغلقت الباب على نفسي كعادتي و هكذا دعوت بالضبط ..
ربي إن كنت تُحب أن أغطي وجهي فحببني في النقاب و زين حبه في قلبي و ثبتني على حبه و يسره و دبره و سخره و سببه لي من حيث لا أحتسب ..
و قلت لربي أني لا أريد أن أخبر أحداً بأن يشتريه لي .. لأني أريد أن أرتديه و لا أحد غيرك يعلم أني سأرتديه
و لا أريد أن أخرج من المنزل لأشتريه .. حتى لا أٌكشف وجهي .. ربي وكلتك أمري يسره و دبره و سخره و سببه لي من حيث لا أحتسب يا رب ...
دعوت ليلتها و أنا قلبي منشرح و أنا في داخلي شعور بأن الله سيستجيب لي هذا الدعاء و لن يرده و لن يؤخره عني .. بقيت أدعو هكذا و أطلب من الله العزيمة و الثبات و النقاب مدة ثلاثة أيام - الجمعة + السبت + الأحد - يوم الإثنين عاد والدي إلى المنزل بعد صلاة العصر و هذا ليس موعد عودة أبي للمنزل ..
عاد و معه غطاء الرأس و نقاب آخر و القفازين .. أذكر أن حينها نظرت لما داخل العلبة و ضحكت لمدة جيدة و أنا أقول الحمدلله رب العالمين .. هذا هو لطف الله الخفي .. هذه هي صفة الرحمن - المهيمن على عباده - ..
و لم أخبر والدي شيئاً فبعد أيام قليلة سألته .. لماذا أحضرت لي هذه الأشياء ..؟
قال لي : كنت ماراً من عند هذا المحل و فجأة تذكرتكِ و أنكِ تحتاجين هذه الأشياء فنزلت و إشتريتها لكِ ...!!!
و بعدها لم أُعلق على شيء ..
أيضاً مكثت في البيت مدة بعدها لا أخرج لأني أسأل الله الثبات و العزيمة و الإخلاص و التوفيق و السداد بلبس النقاب .. و أن لا يكلني لنفسي طرفة عين فأعجز و أُخذل و أضعف ..
و أنا بالأصل قليلة الخروج من المنزل بفضل الله تعالى لا أحب أن أخرج نهائياً فقط للضرورة .. فجاء بعدها مرض جدتي و دخلت المستشفى لإجراء الفحوصات فيومها خرجت فقط بغطاء الرأس الطويل الأسود دون النقاب كنت خائفة أن أزعجها بالنقاب لأني عندما طلبته أول مرة قبل سنة قيل لي إنتظري و لا زلت صغيرة و الوقت مبكر و إنتظري حتى تتزوجي و هذه التعلقيات التي لا تخفى عنكنّ ...
فبعدها قلت سألبس النقاب لأني طلبت من الله ما يريد فيسر لي ما يُحب و يريد ..
فإرتديت النقاب الأسود بفضل الله تعالى و منّه و كرمه و خرجت به البارحة أول مرة و والدي بعد لم يراني به .. سبحان الله و أنا عائدة مع أمي و عمتي وجدت أبي قد عاد من عمله فقبل رأسي بمنتصف الشارع و قد أدمعت عيناه قليلاً لرؤيتي بتاج العفاف ...!!!
دخلت العمارة فنادني عمي الذي أحب كثيييييييييراً و أخذني بحضنه و قبلني و قال لي بالحرف الواحد :
أقسم بالله هذا أجمل شيء عليكِ ...!!!
بعدها بالليل أتى لزيارتنا أصدقاء والدي ليعزوه و أعمامي بجدتي فعندما رآني عمي الآخر قال لي : أهلاً بأحلى - إسمي - في الدنيا كلها ...!!!
عمي الآخر أحبه أيضاً كثيراً قال لي : جميل و هو يمازحني و يقول لي النينجا ههههههههه
عمي الخامس و الكبير رآني فقال لي : ما هذا ..؟ و ذهب
لي عمة تقول أنا لست خائفة عليكِ من النقاب كنقاب .. خائفة عليكِ من كثر ما زادكِ جمالاً فوق جمالكِ .. و عماتي الأخريات قلنّ لي : كم زادكِ جمالاً و نوراً ...
أعلم رُبما تتساءلين لماذا قلت و كتبت كل هذا و بتفاصيل طويلة ...
لأخبركِ بأعظم درس خرجت به في حياتي .. و هو إذا سألت فأسأل الله .. و إذا إستعنت فإستعن بالله
كنت أقف كثيراً مع نفسي لساعات و أنا في غرفتي اسأل الله حاجتي - أمر غير النقاب - و أنا أرى أن الأسباب كلها معدومة و لا يوجد حتى أمر ملموس محسوس يبشرني و يصبرني و لكني كنت أجد مصفحي يطمئن قلبي دوماً و لكن على أرض الواقع نحو الأمر الذي أشتاق لتحقيقه و أريد الحصول عليه لا شيء يبشر .. فكنت أجلس و أردد قول الله : (( و من يتق الله يجعل لهُ مخرجاً ، و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً )) ...
فأقف مع نفسي و أتفكر بقول ابن عباس : و الذي نفسي بيده لو أطبقت السماء على الأرض لجعل الله للمتقين فتحات يخرجون منها ..
و أقول الله يرزقني من حيث لا أحتسب إن جاهدت نفسي على ترك المعاصي و هوى نفسي و صبرت و إحتسبت
الله حسبي إن توكلت عليه .. و أي حسب أعظم ..؟
إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً .. أقول إن وجدت الأسباب لقضاء حاجتك أو لم توجد .. الله وحده الذي يسبب ما تريدين و يعطيكِ ما تتمنين إن وجدت الأسباب التي تعين جميعها أو عُدمت تماماً .. أقول لنفسي ليس هذا الذي يبلغكِ مرادكِ .. ليس بكثرة الأسباب أو قلتها يتحقق حلمكِ و ليس بهذا كله يستجيب الله دعاءكِ .. فقط أمره كن .. فيكون ...!!! فعلقت قلبي بربي سبحانه و تعالى و لم و لا أبالي إن وقفت الدنيا كلها إلى جانبي تساعدني و تساندني و تعينني على قضاء حاجتي و تحقيق حلمي لأنهم لن يحققوا لي شيئاً إلا إن أمر الله .. و إن لم يقف مع أحد و عاندتني الدنيا كلها و جحدوا و أنكروا حزن قلبي فلا يهمني لأنهم لن يقفوا عائقاً أمام أمر الله عز و جل لي و بتحقيق حلمي ..
فأنا على يقين تام .. بأن الله عندما يأمر يقع أمره و يحصل دون أي تأخير أو رد أو رفض ...!!!
و أنا على يقين بأن الله مهيمن على عباده .. فهو الذي يشرح الصدور و يحنن القلوب و يجري الخير على الألسن و يسخر الدنيا كلها لأجل أن يعطيني فلا أحد يملك نفسه كلنا إماء و عباد لله تعالى .. لسنا سيدات أنفسنا بل الله سيدنا ...!!!
فربيت نفسي على هذا بفضل الله تعالى .. فأراني الله عز و جل أن الذي زرعته في قلبي هو الحق و الصحيح و الصواب و هذا الذي سوف يوصلني لما أريد و لكل ما أتمنى و لتحقيق كل ما أحلم ... فبهذا رزقني النقاب و بهذا سيرزقني تحقيق كل أحلامي هذا ظني به و هو يقول في الحديث القدسي : (( أنا عند ظن عبد بي ، فليظن بي ما شاء )) ...!!!
أجعلي ظنكِ بالله دائماً بأنه قريب سميع مجيب عليم ..
عليم ..هو يعلم حالك و حزنكِ و حاجتك
سميع .. يسمعكِ و أنتِ تسألينه و أنتِ تشكين له همكِ و حزنكِ و أنتِ تخبرينه بحاجتكِ التي عنده و لا يستطيع أحد غيره أن يساعدك و يعطيكِ و يعينكِ .. و أشهد الله بأن الله يكفيكِ ليعطيكِ هو وحده من يملك كل شيء و هو وحده من يملك حلم حياتكِ و حاجتكِ التي تنتظرينها .. لا أحد يملك لكِ شيئاً بل أنتِ و أنا لا نملك لأنفسنا شيئاً
قريب .. قريب منكِ هو معك دائماً أينما كنتِ و في أحوالك
مجيب .. يستجيب فقط أسأليه ...!!!
غاليتي ..
لا أدري إن أستفدتِ من كلامي شيئاً و لكن والله كتبت لكِ أنتِ و لأجل أن تستفيدي أنتِ و لأزرع في قلبكِ الثقة بالله عز و جل .. الثقة بأنه قادر .. مهيمن .. جبار .. إن أراد لكِ أمراً يهيمن على عباده و يسخرهم حتى يعطيكِ أنتِ ما تريدين و حتى يحقق لكِ حلم حياتكِ أنتِ و حتى يقضي لكِ حاجتكِ أنتِ .. فقط قولي و رددي و إهتفي
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــا رب و أنتِ واثقة به تماماً بأنه سيستجيب لكِ و لن يرد دعائك أبدااااااااااااً ...
حبيبتي في الله ..
إن كنتِ تريدين النقاب و تخافين أن لا تتزوجي إن أرتديته .. فأذكركِ بقول الله عز و جل في سورة فاطر
(( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها و ما يمسك فلا مرسل له من بعده )) .. النقاب لن يمنع عنكِ الزواج أبداً .. بل طاعة الله عز و جل هي التي تبلغكِ و توصلكِ لكل ما تتمنين ...!!!
و أنا صغيرة في السن و قيل لي البارحة ما زلتِ صغيرة و أنتظري حتى تتزوجي وووو ...
فردي لهم .. و من قال لكِ أني سأتزوج ..؟ الله وحده يعلم هذا .. يقولون : بل ستتزوجين .. فأقول لهم : الله أعلم و إن تأخرت حتى أتزوج ..؟ هل أؤخر عن نفسي الخير و الأجر العظيم ..؟
و السؤال الذي يطرح نفسه .. أي رجل هذا الذي لا يغار حتى أتزوجه ..؟
اعلمي بارك الله فيكِ .. أنكِ كما تحلمين بشاب متدين ملتزم ملتحي مقصر صاحب دين و خلق فهو كذلك يحلم بهذا يحلم بفتاة متدينة ملتزمة...!!!
كل هذه التعليقات من أعمامي و عماتي و أقربائي طيبة بارك الله فيهم و جزاهم الله خيراً .. أخبرتكِ بها لأذكر نفسي و إياكِ بأن الجمال الحقيقي للفتاة المسلمة بحجابها و نقابها و حيائها و ليس بالتبرج و السفور و الإختلاط ليس بهذا تكونين جميلة و لا بهذا يراكِ الناس صاحبة أنوثة و رقة ...!!!
و من التعليقات ما هي مزعجة و ما المشكلة ..؟ هل أتضايق ممن يُهدي إليّ حسنات ..؟
إن كنتِ تخافين كلام الناس و نظرتهم لكِ فرددي كما رددت يوم أن خرجت بالنقاب و بغطاء الرأس الطويل
فليرضى عني الناس أو فليسخطوا **** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكَ
ذقت الهوى مراً و لم أذق يا رب **** الهوى حلواً من قبل أن أهواكَ
و من العجب أن ننظر و نهتم لكلام الناس بنا و نظرتهم لنا و لا نهتم بنظرة الله لنا ..
أهي نظرة غضب أم رحمة ..؟
ماذا نكتب عند الله عز و جل .. أمة الله أم أمة الناس و هواها ..؟
أختم بأن أقول لكِ ما قال لي والدي قبل عدة أيام جزاه الله عني خير الجزاء في الدارين ...
الـــجـــنـــة غـــالـــيـــة
الله اسأل لي و لكِ الإخلاص في القول و العمل و أن يطهرنا من الرياء و قلوبنا من النفاق و أن يوفقنا لكل ما يُحب و يرضى و أن يثبتنا على دينه و الحق حتى نلقاه و أن يأخذ بأيدنا لكل خير و صلاح و تقوى و فلاح و أن لا يكلنا إلى أنفسنا و لا لأحد من خلقه طرفة عين و لا أقل من ذلك فنعجز و نخذل و نضعف و أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا و لا إلى النار مصيرنا و أن لا يدع في صدورنا حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة إلا و قضاها لنا و لا حلم إلا و حققها لنا و لا أمنية نتمناها إلا و رزقنا إياها قريباً غير بعيد جمعني ربي بكنّ دوماً على طاعته و ما يرضيه و يوم القيامة في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله و حشرني و إياكِ في زمرة محمد صلى الله عليه و سلم و رزقنا الفردوس الأعلى بغير سؤال و لا سابق عذاب إنه بنا راحم و على كل شيء قادر !!!!!
اللهم آمين آمين آمين