الخطبة الثانية: ــ
الحمد لله المحمود على كل حال، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، والصلاة والسلام على عبد ورسوله محمد أفضل الخلق في كل الخلال، وعلى الآل والأصحاب والأتباع ما تعاقبت الأيام والليال.
أما بعد، عباد الله:
فلقد كانت بعض البلاد بكاملها سنية قروناً عديدة، فدخل فيها الرفض والتشيع بقوة السلاح والعتاد، وغلبة رجاله وعساكره، وإسرافهم في القتل والخطف، وتجاوزهم في التعذيب وإكثارهم، ومصادرتهم ممتلكات أهلها الخاصة، وما يقوم به عيشهم ومن يعولون، حتى كثر فيها أو غَلب عليها، وحكمها أهله ودعاته وملاليه.
وإن من الحسنات الطيبة الجليلة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – سلمه الله وسدده وزاده توفيقاً – التي لن ينساها الناس أو تُغفل عندهم، وسيحفظها التاريخ دوماً، وتُسطِّر له فيه مجداً، ويُدعى له بسببها كثيراً، ويُثنى عليه بها بليغاً، وتُشاد ويُذكَّر بها الولاة والحكام، ويُحفَّزون إليها على مرِّ العصور، وتعاقب الأجيال:
سبقه وحكومته ومن ساندهم من قادة الدول الإسلامية في هذه الأيام إلى وقف زحف وامتداد الرفض والتشيع عن بلاد اليمن عامة بإعلانهم الحرب على دعاته رؤوس الإجرام، وقادة الإرهاب، ورعاة الظلم والبغي والعدوان، وكبار أهل النهب والانتهاب من الحوثيين حتى لا تكون لهم الشوكة والدولة في اليمن فيغلبوا أهلها أو أكثرهم أو الجم الغفير منهم على الدخول في الرفض والتشيع عنوة، بسبب القوة والسلاح، والتعذيب والإذلال، وسياسة التضييق والتجويع، وباب الحرمان من الحقوق، وسبيل الترغيب والترهيب.
وحتى يُبطلوا مخططاتهم وتوسعاتهم وتعدياتهم المستقبلية في بلاد أهل السنة، وأماكن تواجد أهل السنة.
وحتى ينكفّوا عن تقتيل أهل السنة في اليمن، وإرهابهم وتخويفهم، وسجنهم وتعذيبهم والاعتداء على مساجدهم ومدارسهم، وظلمهم بأخذ ديارهم من مدن وقرى، والاستحواذ على ثرواتها وخيراتها، فإنهم في كرب شديد، وضيق عظيم، وهمٍّ كبير، ومحتاجون لمن يدفع عنهم، ويمد يد العون لهم، ويكفيهم شرَّ القوم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( مَنْ كَانَ في حَاجَة أخيه، كَانَ اللهُ في حَاجَته، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِم كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بها كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ )).
فشكر الله للملك سلمان بن عبد العزيز ولأعوانه وجنده ورجالات دولته ومن ساندهم من حكام وجند ورجالات دول أهل الإسلام، اللهم أمدهم بالعون والنصرة، واكتب لهم التوفيق والسداد، واكلأهم بالحفظ والسلامة، وارفع لهم في الدرجات، وأكرمهم بالجنة ونعيمها الذي لا ينقطع، اللهم قاتل النصيريين والحوثيين ومن عاونهم وساندهم، واشدد وطأتك عليهم، وأنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، ومزقهم في الأرض كل مُمَزق، ولا تجعل لهم على السنة وبلادها وأهلها سبيلاً، واخذلهم في العالمين، اللهم من جاهدهم فأعزه، ومن مات في جهادهم فاقبله شهيداً، ومن ساندهم بقول أو مقال أو إعلام فاخذله وامكر به واكشف تلبيسه، إنك سميع الدعاء، و {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.