لم تتغير قط منذ آخر مرة تركتها فيها، و لا تزال ملامح وجهها الغاضب تثير سخريتي ،
تنتابني نوبة من الضحك متى رأيت الخطوط على جبهتها العريضة و قد تقلص كلا حاجبيها بشكل يستفز استغرابي بمجرد ملمحهما ،
و متى سمعت صوتها الناعم بنبرة حانقة ،
و كأنها عصفور منكسر أحد جناحيه يحاول بما تبقى لديه الفرار و اللوذ بنفسه من الصيد، إلى آخر رمق كانت تقاوم !
العجيب فيها أنها تعود لترجع كما كانت بعد وقت قصير تعالج نفسها بنفسها ،
تنتزع حريتها بنفسها بعد أن يعلو صراخ ثورتها بشكل جميل ليهدأ بسلاسة ، تهتز بأناقة لتعود جبهتها كما كانت ،
و حاجباها إلى عهدهما ، أما صوتها يختفي و كأن لسانها قد بُلع ، لتقول دون أن تقول ،
تقول الكثير بسحر كلمات لا تُنطق، فهي تختلف !
ريمــــــــــــــــة ب