منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فيض الرحمن في الفوائد الحسان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-03-14, 10:41   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

من روائع الذكاء وبدائع القضاء

روى الشعبي أن كعب بن سور كان جالسًا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاءت امرأة، فقالت: يا أمير المؤمنين! ما رأيت رجلاً قط أفضل من زوجي، والله؛ إنه ليبيت ليله قائمًا، ويظل نهاره صائمًا، فاستغفر لها، وأثنى عليها، واستحيت المرأة، وقامت راجعة([1]).


فقال كعب: يا أمير المؤمنين! هلا أعديت ([2]) المرأة على زوجها؛ فلقد أبلغت إليك في الشكوى.
فقال لكعب: «اقض بينهما؛ فإنك فهمت من أمرها ما لم أفهم».
قال: فإني أرى كأنها امرأة عليها ثلاث نسوة هي رابعتهن، فأقضي بثلاثة أيام ولياليهن يتعبد فيهن، ولها يوم وليلة.
فقال عمر: «والله؛ ما رأيك الأول بأعجب من الآخر! اذهب؛ فأنت قاض على البصرة، نعم القاضي أنت»([3]).

فضل أهل الحديث ([4])

قيل في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ([5]): «ليس لأهل الحديث منقبة أشرف من ذلك؛ لأنه لا إمام لهم غيره صلى الله عليه وسلم».


وكان عبدالله ولد الإمام أحمد رحمهما الله تعالى يقول: سألت الإمام أحمد عن الرجل يكون في بلد لا يجد فيها إلا صاحب حديث لا يعرف صحيحه من سقيمه، وصاحب رأي؛ فمن يسأل منهما عن دينه؟ فقال: «يسأل صاحب الحديث، ولا يسأل صاحب الرأي».


وكان الإمام أحمد رحمه الله يتبرأ كثيرًا من رأي الرجال، ويقول: «لا ترى أحدًا ينظر في كتب الرأي غالبًا؛ إلا وفي قلبه دخل»([6]).


وكان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول: «أهل الحديث في كل زمان كالصحابة في زمانهم».


وقال أيضًا: «إذا رأيت صاحب حديث؛ فكأني رأيت أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم».


وكان أبو بكر بن عياش يقول: «أهل الحديث في كل زمان كأهل الإسلام مع أهل الأديان».


وقال أحدهم: «كفى خادم الحديث فضلاً دخوله في دعوته صلى الله عليه وسلم حيث قال: «نضر الله امرأ سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه غيره...»([7]).


قال سفيان بن عيينة: «ليس من أهل الحديث أحد إلا وفي وجهه نضرة لهذا الحديث».


* * *


([1]) رضي الله عن نساء ذلك الجيل، وماذا لو سمعن أقوال النساء اليوم أمام القضاة؟!

([2]) أي: هلا أعنتها.
وفي «مختار الصحاح»: «استعنت الأمير على فلان فأعداني؛ أي: استعنت به عليه فأعانني، والاسم منه العدوى، وهي المعونة».

([3]) أورده الحافظ في «الإصابة» في ترجمة كعب بن سور وغيره، وصححه شيخنا حفظه الله تعالى في «الإرواء» رقم 2016.

([4]) من كتاب «قواعد التحديث» (شرف علم الحديث).

([5]) الإسراء: 71.

([6]) أي: هو الفساد والمكر والخديعة.

([7]) أخرجه أصحاب «السنن» وغيرهم، وصححه ابن حبان والعراقي؛ كما في كتاب «السنة» لابن أبي عاصم (رقم 94).









رد مع اقتباس