بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى
( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: من الآية 2):
يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات وهو البر،
وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم
يقول القرطبي في تفسيره :
( وتعاونوا على البر والتقوى : هو أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى ؛
أي ليُعِن بعضكم بعضا ، وتحاثوا على أمر الله تعالى واعملوا به ، وانتهوا عما نهى الله عنه وامتنعوا منه
وهذا موافق لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الدال على الخير كفاعله )
الجامع لأحكام القرآن 3/6/33 .
وقال ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى :
وتعاونوا على البر والتقوى .. الآية :
( اشتملت هذه الاية على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم فيما بينهم بعضهم بعضا
وفيما بينهم وبين ربهم ، فإن كل عبد لاينفك عن هاتين الحالتين وهذين الواجبين :
واجب بينه وبين الله وواجب بينه وبين الخلق ، فأما ما بينه وبين الخلق من المعاشرة
والمعاونه والصحبة فالواجب عليه فيها أن يكون اجتماعه بهم وصحبته لهم تعاونا على مرضاة الله
وطاعته التي هي غاية سعادة العبد وفلاحه ولاسعادة له إلا بها
وهي البر والتقوى اللذان هما جماع الدين كله )
( زاد المهاجر 1 /6-7 ) .
وفي هذا المعنى يقول عز وجل
( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) الآية،
فكون بعضهم أولياء بعض يقتضي التناصح والتعاون على البر والتقوى
والتواصي بالحق والصبر عليه والحذر من كل ما يخالف هذه الولاية ويضعفها.
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام :
( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
متفق عليه.