منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الوالدان بين الحقوق والعقوق
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-17, 19:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

قصص واقعية من البر

شاب أصيب والده بمرض خطير ألزمه الفراش بالمستشفى فلازمه وأغلق متجره ولم ينم مع زوجته في فراش طوال ستة أشهر، ولم يسمح للممرض أن يقوم بتنظيف والده وبإزالة الأذى عنه بل هو يقوم بذلك بنفسه ويفرح به تقربًا بذلك لرضا الله تعالى، جلس على هذا الحال ستة أشهر بأكملها، ذهبت المتاعب وبقى الأجر حتى توفي والده وهو ملازم له, والموفق من وفقه الله ([1]).


من أجل والدته:



حدثني أحد كبار السن الموثوق بدينه وأمانته قال: أعرف رجلاً من أهل الرياض – ذكر لي اسمه – كان بارًا لوالدته الكبيرة بالسن التي تعيش معه، وكانت زوجته تتظاهر ببر أمه لكنها في الحقيقة غير ذلك، والأم صابرة من أجل ألا تعكر صفو أسرة ابنها. وفي أحد الأيام رجع الابن مبكرًا على غير عادته وعند دخوله البيت سمع الزوجة وهي رافعة صوتها وتقول للأم: (بدأت تخرفين ...) وكلمات تهكم. دخل الابن دون أن يشعر أحد به ثم سلَّم بصوت مرتفع ودخل إلى غرفة أمه وقبل يدها وبعد أن تناول الغداء نادى زوجته وأمرها بأن تأخذ ما يلزمها من البيت فهي من هذه اللحظة لم تعد زوجة له, أرادت الأم أن تتدخل لكن كان الأمر قد انتهى([2]).


الشيخ القطان يروي هداية والده:


يقول الشيخ أحمد القطان وهو يذكر توبة والده الذي أخذ موقفًا من المتدينين نتيجة لموقف تعرض له من أحد المقرئين الذين يعالجون بالرقية الشرعية حيث طلب مبلغًا من المال: وكان والدي فقيرًا ومريضًا، فتلقاه طبيب نصراني يدعو إلى دينه في أحد المستشفيات، وعالجه بلا مقابل وأعطاه نقودًا لتساعده في أمور الحياة، فانطبعت صورة قاتمة عن المتدينين، وولاء وإعجاب لأولئك الكفار الذين يتخفون تحت الأعمال الخيرية سواء بالمستشفيات أو الهيئات الإغاثية.


يقول الشيخ أحمد القطان: ثم بعد ذلك استمر والدي يسخر من المتدينين ويستهزئ بهم، فقلت في نفسي: إنه من المستحيل أن أنزع صورة (الملا) من رأسه وصورة ذلك الدكتور (النصراني) من رأسه أيضًا إلا أن أحسن المعاملة معه, فظللت انتظر الفرصة المناسبة لذلك طمعًا في هداية والدي، وجاءت الفرصة المنتظرة ومرض الوالد مرضًا عضالاً، وأصبح طريح الفراش في المستشفى حتى إنه لا يستطيع الذهاب إلى مكان قضاء الحاجة إذا أراد ذلك، وكنت أنا بجواره ليلاً ونهارًا، فقلت في نفسي: هذه فرصة لا تقدر بثمن، وفي تلك الحال كان – رحمة الله عليه – يتفنن في مطالبه يختبرني هل أطيعه أم لا؟ ومن ذلك أنه في جوف الليل كان يأمرني بأن أحضر له نوعًا من أنواع الفاكهة لا توجد في ذلك الوقت، فأذهب وأبحث في كل مكان حتى أجدها في تلك الساعة المتأخرة ثم أقدمها له فلا يأكلها، فإذا أراد أن يقضي حاجته لا يستطيع القيام فأضع يدي تحت مقعدته حتى يقضي حاجته في يدي ويتبول في يدي وأظل واضعًا يدي حتى ينتهي من قضاء الحاجة، وهو يتعجب من هذا السلوك، ثم أذهب إلى دورة المياه وأنظف يدي مما أصابها، وقد تكررت هذه الحادثة في كل عشر دقائق مرة نظرًا لشدة المرض، حتى إنني في النهاية لم أتمكن من وضع يدي كلما تبرز أو تبول لكثرة ذلك، فلما رأى والدي هذا التصرف يتكرر مني أكثر من مرة أخذ يبكي، فكان هذا البكاء فاتحة خير وإيمان في قلبه .. ثم قال لي: إنني ما عرفت قيمتك إلا في هذه اللحظة. ثم سألني: هل جميع هؤلاء الشباب المتدينين مثلك؟ قلت له: بل أحسن مني، ولكنك لم تعرفهم .. وكانوا يزورونه ويسلمون عليه. فبدأ يصلي ويصوم ويحب الدين ويذكر الله، ولا يفتر لسانه عن ذكر الله وقول «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وأسبغ الله عليه هذا الدين، فقلت: سبحان الله .. حقًا إن الدين هو المعاملة ([3]).


([1]) محاضرة للشيخ عبد الله السويلم.

([2]) صاحب هذه القصة من كبار السن المعاصرين في مدينة الرياض.

([3]) العائدون إلى الله، للمسند.









رد مع اقتباس