منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مسرحية العلم و الجهل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-03, 11:02   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
salmirabah
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مسرحية العلم والجهل
التقى العلم بالجهل يوما ، وهو واقف على باب مدرسته يحاول فيه منع الطلاب من الدخول فالتفت الجهل إلى العلم بغضب قائلا :

الجهل : إلى أين تذهب أيها الخصم اللدود بهؤلاء الأطفال الصغار ، الذين يحملون على ظهورهم حقائب تنوء بها ظهورهم على ثقلها ؟ ألا ترى أحدهم يمشي متثاقلا يتثاءب ، لقد انتشلته من أحضان سريره الدافئ الوثير ، وقطعت عنه نومه الهادئ الهانئ القرير ، أليس هذا حراما ؟؟!!

العلم : من أنت ؟ وما شأنك بأطفالي يا ثقيل الظل ؟ إنهم براع اليوم ، شباب الغد ، رجال المستقبل ، دعهم يشقون طريقهم من أجل بناء مستقبلهم المشرق بنور المعرفه ، بعيدين عن الكسل الذي يؤدي بهم إلىمهاوي الجهل فيتعثر بذلك تطور الوطن وتقدمه .

الجهل : ألا تعلم إلا من تتحدث ؟ إنني الجهل . سأقضي عليك بظلامي الدامس ، وأطفئ شموعك المضيئة برياحي العاتية ، ولن أدعك تمحوني بازدياد عدد الشموع التي ترتفع باطراد مستمر ، يحول سوادي الحالك إلى بياضك الناصع .

العلم : لن تستطيف فعل شي ، بل ستزداد الأضواء في سمائك المكفهرة ، حتى تحيلها إلى أنوار تشع على طور الزمن ، فلا يخمد نور إلا ويرتفع آخر ، لقد ولى زمانك أيها الجهل الخبيث ، فكم من القرون مرت ؟! وأنت تطبق بظلامك على الشعوب الضعيفة ، وتنشر الخوف والمرض والذل والهوان ، لكن ضيائي بدأ يشع ويمتد منذ أن استأنس بصحبتي الانسان

الجهل : أنا وباء سؤيع الانتشار ، شديد الفتك ، وليش لي مطالب كثيره حتى أحقق ما اريد ، ليس لي إلا بعض العمل ، وحب الكسل ، واللجوء إلى الدعة والخلود إلى الراحه ، وما أسهلها على الانسان ! فما إن يفعل ذلك ، حتى أحيطه بليل مظلم طوييللا يستطيع التحرك فيه إلا تعثر أو وقع ، وسأقضي عليك وسأطمس بظلامي نور طلابك ومحبيك .

العلم : هيهات هيهات لما تتوعد ، لقد خفت ظلامك ، وتبددت رياحك ، ولن برضى الانسان العوده إلى الوراء بعدمااستساغ حلاوتي ولن يقبل عني بديلا ، فأنا من حث على طلبي الأنبياء والمصلحون والأدباء وتتبع آثاري أين ما كنت ولو على بعد آلاف الأميال فقد قال الرسول :" اطلبوا العلم ولو بالصين " . كما حذروا منك فلقد قال أحمد شوقي :
العلم يرفع بيوتا لا عماد لها .... والجهل يهدم بيت العز والشرف










رد مع اقتباس